الجزائر

صناعة الحديد والصلب تؤهل الجزائر لتصبح ثالث منتج عالمي



أكد الخبير الاقتصادي، ساعد سلامي، أن قطاع التعدين في الجزائر سيعرف منحى جديدا ومتسارعا في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، مدفوعا بالاستثمارات الكبيرة في هذا المجال، والتي تمكن من منح الاقتصاد الجزائري مرونة تحوله من مستورد إلى مصنع ومصدر فاعل على المستوى العالمي.قال سلامي أمس، في تصريح ل "المساء" إن المتتبع لمسار تحول الاقتصاد الجزائري من اقتصاد مستهلك إلى اقتصاد منتج ومصدر، يتأكد بأن هناك بحث عن البدائل من خلال تغيير الاستراتيجيات وتنويع الشركاء وتغيير منهاج العمل الذي من شأنه تحقيق الاهداف لاسيما المتوسطة والبعيدة الامد.
واعتبر محدثنا أن صناعة الحديد والصلب مثال ملموس لهذا التوجه، بالنظر إلى التطور الكبير الذي شهدته بفضل شراكات نوعية مع دول قوية في هذا المجال كالصين وتركيا وقطر، والتي مكنت بلادنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الحديد والصلب والاستغناء عن الاستيراد مع التوجه تدريجيا نحو التصدير، مثلما أعلن عنه مؤخرا وزير الصناعة والانتاج الصيدلاني.
وقال الخبير سلامي إن دعم التصنيع من خلال استثمارات وطنية وشراكات واستقدام لفروع شركات عالمية، يبعد الاقتصاد الوطني عن تبعيته للمحروقات، لتجسيد توجيهات رئيس الجمهورية في هذا المجال، بخلق بدائل اقتصادية واعدة منها الفلاحة، النسيج، السياحة، البيتروكيمياء والصناعات الصيدلانية، وكذا الصناعات التعدينية، التي ستسمح باستغلال المواد الأولية التي تمتلكها الجزائر بتنوعها صناعيا بدل الاكتفاء بتصديرها في شكلها الخام.
وبالنسبة لساعد سلامي، فإن المشاريع المهيكلة الكبرى لقطاع المناجم بتبسة ووادي أميزور والبرواقية، ستعطي قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد، لكنه شدد على أن أضخم مشروع مطروح اليوم هو استغلال منجم غارا جبيلات، الذي يحتضن ثالث احتياطي عالمي لمعدن الحديد، مشيرا إلى أن استعمال التكنولوجيا سواء عن طريق مخابر البحث الوطنية أو الخبرات الأجنبية، سيسمح باستخراج الثروات الكبيرة التي توجد بهذا المنجم، الذي يعد بتحويل الجزائر إلى ثالث منتج للحديد والصلب في العالم، بفضل مركبات الحديد والصلب الجزائرية والعربية والأجنبية العاملة ببلادنا والتي تبلغ قيمة استثماراتها ملايير الدولارات، والتي شرعت فعلا في تصدير منتجاتها المتنوعة بين صفائح الحديد وحديد البناء ولوالب الحديد وغيرها.
ولفت محدثنا من جهة أخرى، إلى الأهمية التي باتت تشكلها صناعة الحديد والصلب الجزائرية، من حيث تنامي الطلب على منتجاتها، خاصة بتوالي إطلاق مركبات تصنيع السيارات التي تعد مستهلكا كبيرا لمنتجات الحديد والصلب، وهو ما يعد كذلك بتكوين "نسيج مناولاتي" يحيط بهذه الصناعة.
وأبرز الخبير بالمناسبة أهمية هذا التطور في هذا القطاع، الذي سيسمح بتحويل فاتورة الاستيراد الكبيرة إلى مداخيل من العملة الأجنبية، ما يمثل إضافة نوعية للاقتصاد الوطني من خلال توسيع النسيج الصناعي الذي سيوفر للجزائر قيمة مضافة ومناصب شغل ويد عاملة مؤهلة ومداخيل ضريبية هامة للخزينة.
وشدد على ضرورة حجز مكان للجزائر في سلسلة القيم العالمية لرفع حجم الناتج الداخلي الخام وبالتالي تحقيق توازن في الميزان التجاري وميزان المدفوعات وأريحية أكبر تؤدي إلى انتعاش العملة الوطنية، داعيا إلى استغلال كل الشراكات القوية التي تجمع الجزائر من جهة بشركائها التقليديين كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ناهيك عن شركاء آخرين كروسيا وتركيا وإيطاليا وقطر وفق مبدأ الربح المشترك، في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو دخول المنتجات الجزائرية للأسواق الإفريقية والشرق أوسطية بالخصوص.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)