صناعة البوليستر من البلاستيك والأسمدة من البقايا المنزلية

اعتمدت مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية البليدة، عرضين تكوينيين جديدين في مجال البيئة بمناسبة الدورة التكوينية لشهر فيفري المنقضي، وذلك بهدف إعداد الموارد البشرية المؤهلة في هذا المجال واستغلالها في تحقيق ديناميكية اقتصادية.سجّل عدد لا يستهان به من الممتهنين في تخصص تثمين البلاستيك باستخلاص خيوط «البوليستر» في تجربة الأولى من نوعها على المستوى الوطني، كما سجّل عدد مماثل في تخصّص إنتاج الأسمدة الطبيعية من النفايات المنزلية، كما تضمنته بعض البحوث الأكاديمية في تخصص البيوتكنولوجيا.
وقالت مديرة القطاع حليمة مزياني، بأن إطلاق هذين التخصصين تنص عليه الاتفاقية الثنائية التي وقعتها وزارتي البيئة مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، بهدف استغلال النفايات من خلال تدويرها وتثمينها بدلا من حرقها وردمها.
ويتلقى الممتهنين في هذين التخصصين دروسا لتلقينهم مفاهيم نظرية، لكن يتمّ التركيز على الجانب التطبيقي العملي لتلقينهم كيفية استعمال الآلات الحديثة التي ستعمل، فمثلا في تخصص صناعة البوليستر تقوم آلة بطحن البلاستيك وتحويله إلى حبيبات، ومنها تستخرج آلة أخرى هذه الخيوط.
وقال مدير البيئة وحيد تشاشي بأن الممتهنين في قطاعه سيحظون بتربصات ميدانية بالمؤسسة الوطنية العمومية الواقعة في بني مراد، كما يٌمكنهم التربص في شركات أخرى سواء أكانت عمومية أو خاصة، وذلك تبعا لاتفاقيات التعاون مع المحيط الاقتصادي.
ويٌعول على التخصصين في تطوير الاقتصاد الوطني، فخيوط البوليستر ستنعش قطاع النسيج كونها مادة أولية لصناعة الألبسة، أما الأسمدة الطبيعية فهي مطلب أساسي لإنتاج مواد صحية خالية من المواد الكيماوية في إطار ما يُسمى بالفلاحة المستدامة.
وتُعد النفايات مشكلة وطنية بسبب تغير نمط الاستهلاك عند الجزائريين لدرجة أن مراكز الردم تشبعت وأصبح من الضروري تدوير النفايات سواء أكانت بلاستيك أو زجاج أو ألمنيوم، أو نفايات منزلية التي تتمثل في بقايا الخضر والفواكه المستهلكة وما شابه من مواد عضوية.
وفي إطار تشجيع الاستثمار منحت ولاية البليدة رخصا استثنائية لشركات في مجال تدوير النفايات، وأبرزها فرع تابع لمجمع «بلاط» يقوم بجمع بقايا المذابح وتدويرها، والذي بدأ نشاطه في شهر ديسمبر المنقضي، ويقوم بتصدير منتوجاته إلى الخارج.