هي واحدة من القصص المؤلمة التي تخوضها النساء حول العالم ضد الداء الخبيث، قصص أثبت جدارة وقوة الجنس اللطيف في محاربة السرطان بأنواعه، والعيش بالأمل وعلى الأمل في الشفاء حتى لو كلفهن ذلك خسارة جزء من أجسادهن. كان لـ "الخبر" فرصة الحديث مع واحدة من فحلات الجزائر اللواتي هزمن سرطان الثدي، وقررن الخروج من دائرة الألم إلى الأمل وهذا ما جاء على لسانها: "أنا صليحة، سيدة متزوجة وأم لثلاثة أطفال، عانيت منذ خمس سنوات من سرطان الثدي وخضت حربا طويلة ضده انتهت باستئصال الثدي الأيمن". وتضيف "القصة بدأت من اللحظة التي شعرت فيها بألم في الجهة اليمنى من الصدر وبالضبط في الثدي، فقمت بزيارة طبيب النساء والتوليد الذي طلب مني إجراء تصوير بالأشعة السينية للثدي، والذي أظهر بدوره وجود أمر غير طبيعي استلزم إجراء خزعة على الورم الذي كان عبارة عن "حبة صغيرة". وللأسف النتيجة أكدت مخاوفي أنا مصابة بسرطان الثدي، الخبر نزل علي كالصاعقة، لا يمكن وصف ما شعرت به آنذاك هل سأموت؟، ماذا ينتظرني؟ أطفالي ما مصيرهم؟ كيف سيواصلون بدوني؟" وتضيف "أفكار لم تكن لها من الإيجابية شيء، رأيت شريط حياتي يمر مسرعا بين عيني، الشعور الوحيد الذي تمكنت من وصفه هو وكأن السقف نزل على الأرض بل على رأسي الذي لم يستوعب ما سمعته". "بدأت بعدها رحلة العلاج بمصلحة علاج السرطان، بيار ماري كوري، بمستشفى مصطفى باشا وكم كانت طويلة، شاقة ومتعبة نفسيا وجسديا. حاولت جاهدة أن أبقى قوية وأصمد أمام عائلتي، أولادي وزوجي لكن نظراتهم كانت ترهقني، ففي كل مرة يزورونني في المستشفى الذي مكثت فيه مدة بسبب استئصال ثديي كانوا يظنون أنني سأفارق الحياة كمعظم الأشخاص المصابين بالسرطان في الجزائر، الذين تكون نهايتهم الموت لأسباب مختلفة". "أتذكر يوم اتخذت قرار الاستئصال حتى أنقذ نفسي من انتشار الورم كان أمرا صعبا جدا، لكن فكرت في أطفالي وكيف يمكن للداء الخبيث أن يقضي على حياتي إذا لم أتعالج سريعا حتى ولو كان على حساب جسدي وأنوثتي. لكن زوجي كان سندا ولم يتركني ولا لحظة رغم تقلبات المزاج التي مررت بها ولا زلت حد الساعة أعاني منها، وكان يخبرني في كل مرة أن وجودي معه ومع أطفالنا أهم من كل شيء". "بعد ست حصص من العلاج الكيميائي كل حصة بمعدل ساعتين أو ثلاثة تساقط شعري حتى أصبحت صلعاء، ابنتي الصغيرة لاحظت الأمر وسألتني ذات يوم: "أمي ماذا يحدث معك أين شعرك"... "في حقيقة الأمر لم أجد جوابا لسؤالها سوى أنني وضعت صبغة منتهية الصلاحية على شعري سببت لي ذلك، لم أكن أريدها أن تحزن لمرضي أو تشعر بالخوف وما شابه". "اليوم أنا بخير.. جابهت الأكبر وتغلبت على الصعاب، خرجت من دائرة الخطر منتصرة رغم الأذى الذي لحق بجسدي بعد استئصال ثدي، ورغم ما أعانيه اليوم من آثار جانبية للعلاج كآلام المفاصل والعظام والمطبات النفسية والتغيرات المزاجية، إلا أنني فخورة بنفسي وتجربتي نقلتني من مرحلة الألم إلى الأمل".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/10/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيمان فراوسي
المصدر : www.elkhabar.com