نشرت : المصدر جريدة الشروق الجزائرية السبت 01 أكتوبر 2016 12:30 شهدت عديد مناطق الوطن خلال اليومين الماضيين، تساقطات مطرية معتبرة، أدت إلى تسجيل وفيات وخسائر مادية جد هامة. وتثير فداحة الخسائر، مخاوف بشأن شتاء مرعب للجزائريين، إذ أن موسم الأمطار لم يبلغ ذروته بعد، ولم نجتز أولى أشهر الخريف، إلا أن الحصيلة كانت ثقيلة، وكشفت غياب خطط ناجعة لمواجهة آثار التقلبات الجوية، فقد أثار انهيار الجسور واجتياح السيول التجمعات السكانية بالأغواط والجلفة، تساؤلات جدية عن نجاعة مخططات حماية المدن من الفيضانات. كما أن ظاهرة انسداد البالوعات وعدم قدرة شبكات الصرف، على استيعاب مياه الأمطار، تبرز في كل مرة. وتكفي دقائق معدودة من الأمطار، لتكشف سياسة "البريكولاج"، وتعري غياب التنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة عن تأمين أرواح الجزائريين وممتلكاتهم، عند وقوع التقلبات الجوية، حتى لا نقول الكوارث الطبيعية الكبرى.جسور مدمرة وعائلات محاصرة وطرقات مقطوعةوفاة طفل وأنباء عن مفقودين عقب أمطار طوفانية بالجلفة والأغواطتوفي طفل في العاشرة بولاية الجلفة، بعدما جرفته السيول العارمة، التي تشكلت بسبب التساقطات المطرية المعتبرة التي شهدتها الولاية. وبولاية الأغواط المجاورة، اجتاحت السيول عدة جسور وقطعت الطرقات وغمرت المنازل، فيما تمكن أعوان الحماية المدنية لحد الآن من إجلاء حوالي 66 شخصا في عمليات متفرقة، حاصرتهم مياه الأمطار عبر عدة أماكن من ولاية الأغواط جراء التقلبات الجوية التي عرفتها المنطقة.تسبب صبيحة الجمعة، فيضان وادي ضاية البخور، التابعة لبلدية الزعفران بالجلفة، في هلاك طفل يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، بعدما جرفته السيول، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية، رفقة عدد من مواطني المنطقة من أجل البحث عن الطفل المفقود، قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة على بعد نحو عشرة كيلومترات بوادي ضاية البخور، وانتشاله وتحويله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى حاسي بحبح.كما شهدت ولاية الأغواط، تساقطات مطرية معتبرة أمس، وبلغ أمس، منسوب سد وادي مزي في مقطعه الواقع على تراب بلدية تاجموت حدا قياسيا لم يبلغه منذ الاستقلال. حيث تجاوز حدود 6 أمتار وحالت دون عبور السيارات والشاحنات عبره، وقطعت الطريق الرابط تاجموت بعين ماضي. أما وادي مساعد الذي يقطع مدينة الأغواط، فقد اندفعت به المياه بشكل رهيب أرعب الجميع إلى درجه بلوغه عتبة سكنات الجهة الجنوبية للمدينة مهددا سلامة المواطنين بعد انهيار الجدار الواقي. وجرفت الوديان والشعاب التي تصب في وادي مزي كل منتوجات فلاحي قابق وبن ناصر بن شهرة وغمرت مياه الأمطار مساكن بحاسي الدلاعة، والأغواط من جهة مجرى وادي مزي غربا ومن جهة وادي مساعد جنوبا. وأما على الطريق الوطني رقم واحد فكان سير الراكبين عسيرا ومخيفا أمام السيول الجارفة. وحتمت على أصحاب السيارات والشاحنات استعمال جهة واحدة من الطريق المزدوج بمنطقة بوتركفين جنوب الولاية. وبتاجموت تدخلت المصالح المختصة لإنقاذ عائلة غمرتها السيول بالمحيطات الفلاحية جنوب المدينة. وغير بعيد عنها وبمنطقة الجقيجيقة بتاجموت دائما، كبّدت سيول وادي مزي سكان المنطقة خسائر جمة وردمت الآبار الفلاحية واقتلعت الأشجار وجرفت التربة وهددت ساكنة الأرياف الذين يكونون قد قضوا ليلة بيضاء. وبسهل تونزة كانت مصالح الحماية المدنية قد أنقذت شخصين حاصرتهما السيول. وببلدية وادي مزي حاصرت الوديان والشعاب المحيطة بالمدينة، سكان المنطقة وعزلتهم عن العالم الخارجي. كما كشفت السيول الجارفة مرة أخرى عيوب التهيئة، في غالبية بلديات الولاية. ما جعل الشوارع والأحياء بركا من الأوحال يصعب معها المسير في أي اتجاه. الأمر الذي حتم على السكان الاستعداد والبقاء في حالة تأهب وطوارئ دائمة. تخوفا مما قد يحمله قادم الساعات. إذا ما تواصلت الأمطار في الهطول بالشكل الذي هي عليه بالجهة الشمالية خاصة. حيث تكبد سكان الأرياف هناك بمنطقة الفرشة والجدر والمحصر وغيرها خسائر جمة نتيجة السيول التي غمرت مساكنهم وعزلتهم عن باقي المناطق الأخرى، وفقدوا بسببها بعضا من رؤوس الماشية، وجرفت كثيرا من أغراضهم المنزلية على اختلافها. في الوقت الذي أثرت فيه الأمطار على أساسات البنايات الهشة سواء بالمناطق الريفية المذكورة أم بالأحياء القديمة في مختلف جهات الولاية. وعرفت بلدية تاجرونة سقوط جزء من جسر واقع بالمنطقة المسماة "خنق الملح" على الطريق الرابط بين تاجرونة ببلدية سيدي طيفور التابعة إداريا لولاية البيض غربا. بعد أن اجتاحت السيول الجارفة الجسر الذي دشن السنة الفارطة من قبل وزير القطاع. قطع الطريق المؤدي إلى غرب الوطنكما أن الفيضانات العارمة قطعت الطريق على عمال شركة كوسيدار المكلفين بإنجاز سد السكلافة شمال بلدية وادي مزي، من بينهم عمال وتقنيون أجانب وحراس أمن الشركة، بعد انهيار الجسر المنجز من قبل الشركة المذكورة. كما شهد الطريق الوطني رقم 23 انهيار الجسر السفلي للطريق المزوج في مقطعه بمنطقة مسكة كما الحال مع جسر وادي مزي الذي شقت السيول جزءا منه بمقدار 30 مترا من الطريق المتصل بالجسر، الأمر الذي تسبب في قطع الطريق نهائيا على مستعملي الطريق انطلاقا من. تاجموت إذ لا ممر غيره يؤدي إلى عين ماضي ومنها إلى شمال الولاية وغرب الوطن. كما انهار أيضا جسر سيدي حكوم الرابط حي برج السنوسي بمدينة الأغواط على مجرى وادي مزي.هذه الحالة جندت لها مصالح أمن ولاية الأغواط منذ الوهلة الأولى كل قواتها بالمدينة مستعملة وسائل النقل والإجلاء والإغاثة، وأفاد بيان لمصالح الأمن الوطني، أنها حولت العائلات المعنية بالإجلاء إلى دار الشباب بوداود قدور، من دون تسجيل خسائر بشرية وعلى جناح السرعة قدمت مصالح الخدمات الاجتماعية لأمن ولاية الأغواط بعض المعدات والمستلزمات الخاصة ووجبات ساخنة ومياها معدنية لكل المواطنين الذين تم إجلاؤهم، مع وضع طاقم طبي تحت تصرفهم عند الحاجة. كما أكد عميد أول للشرطة لعروم أعمر، رئيس خلية الاتصال والصحافة، حسب المصدر ذاته، فإن مدينة أفلو عرفت هي الأخرى في نفس الفترة بالموازاة أمطارا غزيرة تسببت في غمر شبكة الطرقات وشل حركة المرور، بسبب منسوب المياه المعتبر، والتي تسربت إلى بعض البنايات العمومية والسكنات الخاصة. ولفتت مصالح الأمن الوطني إلى أنها تبقى تتابع هذه الوضعية بالتنسيق مع المصالح العمومية الأخرى، مذكرة بالخط الأخضر 1548 الموضوع تحت تصرف المواطنين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جريدة الشروق الجزائرية
المصدر : www.elheddaf.com