الجزائر

صفوة صافية لا نخبة ناحبة الشعب يطالب بنخبة نظيفة



اعتقدت عديد النخب (على اختلاف مجالات تخصصها ونشاطها) أنّ مَن يحركون اللعبة السياسية داخل البلاد لهم القدرة الكبيرة في تلبيس المعادلة وتنويم الشعب لدرجة أنّ ذات الشعب وحتى النخب لا تقبل بالوصف الحقيقي للنظام السياسي الجزائري وترفض التعريف الصحيح هو نظام حلوله تنفذه أجهزة قوية تعتمد فيه المراوغة والتفريق، وكان هذا السبب الأول والجوهري في تأخر نخب كثيرة (ولا نقول كلها) واعتمادها سياسة المراقبة من بعيد وعدم التسرع في اتخاذ القرار بالنزول ومرافقة الشعب في هبّته الداعية إلى اشراكه في الاتخاذ القرارات وليس التقرير له في غيابه.فجاءت مطالبته بضرورة التغيير الجذري وثباته في مطلبه صادمة لبعض النخب التي راهنت على اضمحلال الحراك فراقبته عبر التلفزيونات.
ثمّة نخبة من السياسيين والمثقفين والمنتخبين والاعلاميين خاصة في مجال الاعلام الثقيل سارعت في الجمعة الثالثة المصادفة للثامن مارس إلى النزول إلى الشارع وتلقّفت عدسات الكاميرا ليكون لها نصيب من الصور في التلفزيونات ونشرات الأخبار وكأنّها تؤكد للجميع توبتها وتبرؤها من الممارسة السابقة للسلطة رغم أنّ بعضها كان له مناصب عليا في مؤسسات الدولة وهياكلها، فسكت عن اختراق الدستور الأول وتمديد عهدة الرئيس باسم استكمال الاصلاحات ولم تر جناحا في عهدة رابعة و لا خامسة ضمانا للاستقرار وبقائها في مناصبها. لماذا الجمعة الثالثة ؟ لأن خلال الجمعة الأولى والثانية لم تتضح لهم الرؤية واعتقدوا أنّ السلطة بأساليبها المعروفة تعرف كيف تشتت الحراك وينفضّ النّاس من حوله غير أنّ الأمر لم يسر كذلك فرأينا «النخب» تتساقط على الحراك و تصر على مكان تحت شمسه و لو بالسالفي والتعليقات والتبريكات للحراك في مواقع التواصل الاجتماعي وكتابة الرسائل للسلطة تعلمها فيها بأنّه حان وقت المغادرة وهي النخب التي كانت إلى ماض قريب تهلل للسلطة من مواقع مناصبها في المسؤوليات السياسية والاعلامية والثقافية والمالية، بل وشدّها واجب التحفظ بشكل لافت في عديد الجُمع ومنها تلك التي لا تزال مندسّة في حصونها. ورأينا أيضا نخبة كانت مناهضة للسلطة وأسلوب الحكم وظلت تنتقدها انتقادا لاذعا و سارت في الحراك في يومه الأول وهي النخبة التي احتضنها الشارع ولم يطردها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)