الجزائر

صفحة جديدة.. دون نسيان



 محض صدفة أم صدفة ''مبرمجة''؟.. في نوفمبر 2009 اندلعت الأزمة بين القاهرة والجزائر، وفي نوفمبر  2011 يأتي وزير خارجية مصر الجديدة لإخمادها نهائيا.
بين الجزائر والقاهرة حكاية طويلة وعريضة، يقولون إن جذورها ضاربة في التاريخ، من الأجداد الأمازيغ الأحرار الذين هاجروا فاتحين أرض الكنانة، إلى جنود الاستقلال الذين رابطوا على الخط 101 خلال حربي 1967 و1973 ضد إسرائيل باسم التضامن العربي.
وبين البلدين، أيضا، وبعيدا عن الشوفينية والنرجسية والحنين إلى المن والأذى، معاتبات وملامات لا تحصى، فشل الذين تعاقبوا على السلطة في البلدين في محوها من الذاكرة.
ولا يوجد أبلغ على عمق الجرح الذي أصاب العلاقات في خريف العام قبل الماضي، من جواب الرئيس بوتفليقة بعد أحداث القاهرة وأم درمان، ردا على سؤال طرحته عليه صحافية مصرية: ''أنا لم أسب مصر أبدا''.
لقد قدمت القاهرة للجزائريين الكثير، ونحن أيضا قدمنا لأشقائنا في مصر الكثير، وعلينا، وعليهم اليوم، تصحيح النظرة للمستقبل الذي لا يحتمل هزات جديدة في العلاقات. لما يزور وزير خارجية مصر الجديدة الجزائر فهذه رسالة قوية للجزائريين بضرورة نسيان ما حدث في 2009، وما قبلها، من تصرفات غير محسوبة العواقب.
وعندما يجلس الوزير المصري بجانب نظيره مدلسي، وفي الجزائر، فهذا دليل واضح على أن هناك جهودا مضنية بذلت من طرف مخلصين في البلدين، وفي الخفاء من أجل رأب الصدع والوصول إلى هذه اللحظة.
لقد كان كابوس 12 نوفمبر 2009 في القاهرة مخيفا، وسببا في زرع كراهية مقيتة بين الشعبين، (إلا من رحم ربك)، وفي نفس الوقت درسا للأجيال القديمة التي رسمت صورا قدسية لأشخاص تم ''تأليههم''، وتسببوا في إحداث كوارث لدولهم ولشعوبهم، وهي اليوم تحاسب حسابا عسيرا.
علينا والمنطقة تعيش على وقع هزات التغيير العنيفة في الفكر والنظر، أن نتخيّر مواطئ الأقدام تفاديا للوقوع في الحفر التي يحفرها الحفّارون في الشرق والغرب.
إن العقلاء في الجزائر ومصر الجديدة، مدعوون اليوم إلى بذل تضحيات من نوع جديد لإزالة آثار المرّة من الألسن هنا، كما هناك على ضفاف النيل، تبدأ بمعرفة كل واحد حجمه الحقيقي وإرساء قواعد تعامل.
هي، إذن، صفحة جديدة تقرر فتحها لتجاوز مخلفات مباراة في كرة القدم(!)..

jalal.bouati@gmail.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)