قبل التكلم على هذه الفئة من الأطفال , وجب الإشارة على نقطة هامة و هي منطلق الدراسة في التعامل من خلال البحث مع هذه الفئة , فما يميز ما سبق من بحوث إلا القليل منها , التي تناولت فئة المتخلفين ذهنيا , أو غيرها من فئات الإعاقة , نلحظ تلك الشحنة العاطفية أو الانفعالية من قبل الباحثين , مما يفقد البحث قيمته , و كذلك لا يقدم هذا النوع من البحوث ذات الشحن الانفعالي أي خدمة لهذه الفئة .
لذا كان المنطق هو التعامل مع هذه الفئة في إطار من الموضوعية التامة , دون شحن عاطفي زائد , و التعامل معها في إطار ما يميزها من خصوصيات , وهذا هو الأنسب , فالمتخلف ذهنيا , ليس في حاجة بأن نعامله بالشفقة , بقدر ما هو بحاجة لأن نتعامل معه في إطار خصوصياته .
و أن ما نؤديه لهؤلاء , من باب الواجب , سواء من خلال ما نقوم به من بحوث علمية , أو من خلال عملنا معها , لأنها أحوج إلى ذلك , و على رأي "C.Alain" يبقي الذين لا يعلمون إلا نادرا , إما لأنهم لا يرغبون في العلم , و إما لكونهم عاجزين فهنا نجد المعضلة الحقيقية عرفت زمنا كان بهمل فيه الطفل مباشرة عندما يسئ التعليل مرة أو مرتين في أشكال المثلثات , تصرف معقول , إذا كانت السلطات لا تبحث إلا عن مرشحين لإدارة , و تصرف مؤسف , إذا كانت تسعى في الواقع لتكوين مواطنين منورين , إن لم يظهر تلميذ أي ميل للرياضيات , هذا إنذار بواجب تعليمه إياها بإصرار و لباقة , فإن لم يفهم أسهل الأمور, ماذا سيفهم إذن ؟ طبعا إن أبسط الحلول هو التعلق بهذا الحكم الوجيز الذي يردد دائما : "هذا الطفل غبي " لكنه لم يعد حكما سائغا , على العكس من ذلك هذا هو الخطأ الأكبر بحق الإنسان و الظلم بعينه , أن نعتبره في عداد البهائم دون أن نستهلك جميع ما لدينا من ذكاء , و نبذل كل ما نملك من قصارى جهد , لأحياء جموده , فإن كان التعليم لا يستهدف إلا تنوير العباقرة , فهذا مدعاة للسخرية , لأن العبقرية تكشف عن
نفسها , أما هؤلاء الذين يتعثرون أني وجدوا و يخطئون دائما , هؤلاء الذين هم عرضة للتقهقر و اليأس , هؤلاء بالذات هم الذين بحاجة لمساعدة ."
ماهية التخلف الذهني:
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مفتاح عمرون - سعيد بن يمينة - رضا قجة
المصدر : مجلة الابداع الرياضي Volume 2, Numéro 2, Pages 98-108 2011-10-30