أنا لم أرك في حياتي، ولم أسمع صوتك أبدا، لكنك صديقي. لقد صرت صديقي، لأنك كنت دائما على لسان والدك، وهو يقلب الأوراق، ويرتب الأخبار والأفكار، التي نقرؤها عليه كل يوم. كنت في نظره رجلا. كان يصنع لك المستقبل والأحلام والأمنيات، وكان الحديث عنك يدخل إلى قلبه سرورا فتلمع عيناه العميقتان بشرا. لقد كانت حكاياتك، مغامراتك، سر ضحكاته، التي يتنفس بها قليلا، بين موجات العمل المتتالية.
صديقي أكرم.. والدك كان شديدا، لم يقعده المرض. كان يصارعه كل لحظة بالعمل، ثم رحل، كما سنرحل جميعنا غدا. والدك ترك ذكرا طيبا، وذخرا. سيذكره التاريخ، وسيذكره الناس ما داموا يقرأون ''الخبر''. سيقولون ''عثمان'' الرئيس، وستعرف أنه والدك، صاحب هذا الصرح الشامخ، وهذا المجد التليد. مرحى لك، وأكرم به من والد، عثمان والدك.
صديقي.. أكرم، رحل عثمان، لكنك أنت رسالته في هذه الدنيا. فسر على خطاه، وانتصر لذكراه. كن عالما صنديدا أو مبدعا فريدا. كن رجلا دؤوبا، مثلما كان والدك، بيننا، الرئيس، القائد، تكن قد وفيته حقه، وأكرمت صيته. لا تبتئس، فروح والدك ستظل تحرسك وترعاك بإذن الله، لأنها بيننا لم تغادر. ستبقى إلى الأبد، بين أوراقنا وفي أذهاننا، تهدهد ذكرياتنا وأيامنا.
صديقي.. أكرم، أشد على يديك الصغيرتين، وأقبل رأسك، رحم الله والدك، وبارك فيك، وجعلك ذخرا لذويك.
rouaba@hotmail.com
تاريخ الإضافة : 02/01/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : حميد روابة
المصدر : www.elkhabar.com