صدور كتاب حول تاريخ الأندية الجزائرية قريبا

يعكف الأستاذ الجزائري بجامعة باريس نانتير (فرنسا), يوسف فاتس, على اصدار كتاب جديد حول تاريخ وأرشيف الفرق والجمعيات الجزائرية ذات الطابع الرياضي و التي كانت تدافع عن الهوية الجزائرية, لا سيما أندية كرة القدم, وذلك بعنوان *مذكرات الرياضة الجزائرية, عندما كانت الكرة سلاح المستعمَر*. و أوضح الأستاذ فاتس في تصريح ل*واج* قائلا : *قريبا سيصدر كتاب حول جميع الاندية والنشاط الجمعوي الجزائري إبان الحقبة الاستعمارية, تحت تسمية ((مذكرات الرياضة الجزائرية, عندما كانت الكرة سلاح المستعمَر))*. ويتطرق المؤلف في هذا الكتاب إلى مقاومة الشعب الجزائري رياضيا من خلال تأسيس فرق وأندية ترمز الى الهوية الوطنية والتي كانت مرجعيتها الدين الاسلامي سيما من خلال التسميات والألوان والرموز. وأضاف: *في زمن الاستعمار كان هناك نوعان من الأندية, الفرانكو مسلمة وهي أندية محايدة وتكتفي بالجانب الرياضي فقط و المسلمة التي كانت تستلهم التسميات من الهوية الوطنية واتخاذها كشعار*. وأورد أن عددا من الاندية الجزائرية اتخذت اسما اسلاميا, على غرار *الاتحاد الرياضي لمسلمي الجزائر* (اتحاد الجزائر حاليا), *الاتحاد الرياضي لمسلمي البليدة* (اتحاد البليدة حاليا) و الاتحاد الرياضي لمسلمي وهران* (اتحاد وهران), بالإضافة الى تسمية *مولودية الجزائر* و *مولودية سعيدة* تيمنا بالمولد النبوي الشريف, وكذا تسميات اخرى مثل *نصر أتليتيك حسين داي* نسبة الى انتصارات الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوات. وقال ايضا: *هذه كلها تسميات لديها إيحاءات وأهداف نضالية لإثبات الهوية الجزائرية المسلمة وذلك كتعبير رياضي عن مقاومتها للاستعمار*. ومن اجل اثراء هذا *المولود* الرياضي-الادبي الجديد, أجرى الأستاذ بحوثا معمقة, تطلبت التنقل الى الأماكن التي يوجد فيها الارشيف الجزائري في زمن الاستعمار. و افاد: *لقد كان بحثا تاريخيا تطلب مني عملا معمقا, من خلال العودة إلى العديد من الأرشيفات والتنقل إلى عدة أماكن أبرزها جامعة إيكس أون بروفونس (جنوب فرنسا) والتي تحتفظ بالعديد من الملفات العتيقة من بينها المتعلقة بالجزائر إبان الحقبة الاستعمارية وفي شتى المجالات. وكوني أستاذا في الرياضة, فإن الأمر الذي كان يهمني أكثر هو البحث عن تاريخ الرياضة الجزائرية خلال هذه المرحلة*. وبحث فاتس في كل حقب الحكام الفرنسيين الذين تداولوا على حكم الجزائر منذ الاحتلال سنة 1830, قبل المرور إلى التاريخ المعاصر للرياضة الوطنية عقب الاستقلال, بهدف التعرف على أولى الفرق والجمعيات التي تهتم بالنشاطات البدنية والرياضية إلى يومنا. وكشف الباحث أن أول ناد رياضي جزائري هو الجمعية الرياضية للأراضي الكبرى بالعاصمة والذي تأسس سنة 1895, والذي تخصص في رياضة الجمباز ثم كرة السلة, وكان يضم جزائريين ومعمرين. لكن أول نادي كرة قدم جزائري *خالص*, هو النجم الإسلامي لمدينة دوبيري (عين الدفلى حاليا) والذي تأسس عام 1910. يليه النادي الرياضي العاصمي في 1915 من قبل طلبة الطب على وجه الخصوص وثانويين جزائريين, غير أنه تحول فيما بعد إلى ناد أوروبي سمي النادي الجامعي للعاصمة وهو الفريق الذي لعب له الأديب الفرنسي ألبير كامو, لتتغير تسمية النادي بعد الاستقلال إلى رائد اتحاد جامعة الجزائر. بعدها تأسس فريق مولودية الجزائر عام 1921 وهو الذي كان ندا لنادي الغالية العاصمي الذي تأسس في نفس الفترة والذي كان يضم فرنسيين ومعمرين أوروبيين. كما تطرق الأستاذ الى فريق شباب قسنطينة, حيث أكد أن هذا الفريق *لا علاقة له بناد قسنطيني قديم تأسس سنة 1898 وكان يختص بالجمباز, وكل الوثائق التي كانت بحوزة حاكم الجزائر تحصلت عليها من أرشيف إيكس أون بروفونس*. وكشف قائلا : *الأدلة موجودة والناديان يختلفان عن بعضهما ولا علاقة بينهما وكل ناد على حدة. شباب قسنطينة الحالي تأسس سنة 1926*, حسبه. يشار أن يوسف فاتس (المولود سنة 1945 بجيجل) هو خريج أول دفعة في المركز الوطني للتربية البدنية والرياضية (بن عكنون/الجزائر) سنة 1970 وحاصل على شهادة دكتوراه من الدرجة الثالثة في العلوم السياسية. كما عمل مدرسا لتكوين الأساتذة بالمركز الوطني للتربية الرياضية (كنابس), ثم عاد إلى جامعة الجزائر ليشتغل فيها كأستاذ مساعد, الأمر الذي سمح له بالتسجيل في جامعة السوربون لنيل شهادة دكتوراه دولة في علوم التربية البدنية والرياضة, حيث كان موضوع أطروحته *تاريخ الرياضة الجزائرية من عهد الاستعمار إلى يومنا*, ليستقر بفرنسا منذ سنة 1984 ويجري عديدا من البحوث المعمقة حول تاريخ نشأة الرياضة والأندية الرياضية بالجزائر. ويقوم الاستاذ فاتس حاليا بتأليف كتب تتعلق بتاريخ الرياضة الجزائرية (تاريخها, نشأتها وتطورها منذ نهاية القرن ال19 الى الالفية الجديدة), واحد حول الرياضة الجزائرية ما بعد الاستقلال, أما الكتاب الثاني فهو *جد مفيد للطلاب والاساتذة وكل الفاعلين في المجال الرياضي الجزائري* وهو كتاب في طور التأليف يتعلق بتاريخ الرياضة الجزائرية منذ نشأتها. وهناك كتاب آخر في طور التأليف يتعلق بتحليل الرياضة لدى الأوروبيين وكيفية استخدامهم لها لأهداف أخرى.