الجزائر

صدام الحضارات



صدام الحضارات
إن صراع الحضارات أو صدام الحضارات، هي نظرية أخذت شهرتها تتجلى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990 وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى أولى ووحيدة في العالم، إن الصراع بين الدول والجماعات دائما ما يتولد نتيجة للرغبة في السيطرة على شيء ما كالناس، الأرض، الثروة، القوة، أو القدرة على فرض الرأي والثقافة الخاصة بدولة أو شخص ما على جماعة أو دولة أخرى باللين أو القوة.إذا بحثنا بين دفتي الكتب التاريخية سنجد أن فكرة صراع الحضارات آثارها الدكتور المغربي (المهدي المنجرة) في أوائل التسعينيات، بحيث أطلق هذا المفهوم من خلال المجلة الألمانية (دار شبيغال)، التي بينت ذلك بتاريخ 11 / 02 / 1991 وكيف أن حرب الخليج الأولى هي بمثابة الحرب الحضارية الأولى، وبين كيف أن تاريخ العالم من حيث الصراع بدا مؤسسا على: المرحلة الاستعمارية المحددة بالرهانات الاقتصادية، ومرحلة الاستعمار الجديد والمحددة بالرهانات السياسية، ومرحلة ما بعد الاستعمار والمحددة بنهاية الحرب الباردة وفيها بزغ العراك أو الصراع ثقافيا، وهو حصيلة صراع المصالح بين دول الشمال ودول الجنوب وهذا ما تمخض عنه بداية حرب الخليج، كما سلف الذكر، والمتمثلة في الصراع (التعارض) بين الشرق والغرب، ومن زاوية أخرى بين أشكال الصراع الثقافي، فهي حسب المنجرة متمحورة في خمس، الأحادية القطبية لأمريكا، والتطور الثقافي بالعراق الذي بدا يهدد الغرب، وإسرائيل ورغبة الغرب الملحة في التحكم في الدول التي كانت تقع في قبضة الاستعمار. علاوة على (برنارد لويس) "القطيعة بين الحضارات" قد بين في مقال عنونه (جذور الغضب الإسلامي) الذي يقول فيه "الإسلام لا يعطي شيئا ذي نفع، والضغينة تتحول إلى غضب ضد الغرب، لكن النصر الأمريكي المؤكد، كذلك لبننة (نسبة إلى الحرب الأهلية اللبنانية) الشرق الأوسط مع تقوية إسرائيل" وهو يظهر كخبير في السياسة من خلال المناصب التي تقلدها، خدم في الاستعلامات في الجيش وأصبح خبيرا في المؤسسة البريطانية وشارك في المؤتمر لأجل حرية الثقافة الذي سمح له بإصدار كتاب "الشرق الأوسط والغرب" ذاك ما سمح له للولوج في القضايا العربية الاسلامية، وأصدر كتابا آخر "الإسلام والديمقراطية" إلا أن المصطلح المستعمل (قطيعة الحضارات) شهد تطورا من خلال رسم معالم الصراع الدولي، تبعا لما بينه الأستاذ في العلوم السياسية الأمريكية "صامويل هنتانغتون" وهو بيت القصيد من خلال نشره لمقاله الأول في موضوع "صراع الحضارات" في مجلة الشؤون الدولية "foreign affair الدورية الأمريكية سنة 1993 وهي تحمل في طياتها بزوغ فترة بينت انهيار وانتهاء الصراع القطبي الشرقي والغربي، وكذا انتهاء الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة سنة 1945 وفي التسعينيات تغير أسلوب الصراع بعدما كان محصورا في الصراعات الطبقية والأيدولوجيا والقومية وتحول إلى جهة أخرى تتحدد في المعيار الثقافي صراع حضاري ثقافي".
إن الأستاذ صامويل هانتنغتون، حاول بشكل عام في كتابه أن يبرر ما عبر عنه المفكر زكي الميلاد في "منهجية التي أخرج فيها هذه المقولة، ووضع لها بنية من المعارف التاريخية على قدر من المنهجية، فالجديد ليس في المقولة وإنما في الافتراضات التي تخرج بها ومن التحليل التاريخي والربط المتماسك لأجزاء متناثرة من الأحداث والوقائع التاريخية المعاصرة" وهذا ما يبين الجدة التي قدمها الأستاذ في كتابه وهي تحمل في طياتها الأفكار المصاغة والدالة على الوقت الذي ظهرت فيه هذه الأفكار على أساس، بدأت فيه أمريكا ترغب في تزعم العالم لوحدها، بما في ذلك أن ادينجتون بأفكاره هذه يعكس منصبه (كمسؤول في مناصب هامة في الولايات المتحدة الأمريكية)، علاوة على رواج هذه الأفكار كان من قبل (مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)