اتصلت «المساء» بالشاعر عزوز عقيل للحديث عن عودة صالونه الثقافي «بايزيد عقيل»، بعد غياب دام سنوات، بغية تنشيط الساحة الثقافية في عين وسارة، ومن المقرر أن يفتح أبوابه آخر سبت من شهر أفريل .اعتبر الشاعر أن صالونه الثقافي، توقف بعد تنقله إلى عاصمة الولاية لمواصلة دراسته الجامعية، وعدم تمكّنه من التوفيق بين الدراسة والعمل الأدبي، إضافة إلى ابتعاده عن العناصر التي ساهمت في تنشيط هذه الفعاليات وهم الأستاذ الدكتور حميد غانم والأستاذ قدور بن ميسي والروائي الحاج بونيف.
أما عن عودة الصالون الذي يقام ببيت عزوز الذي ورثه عن والده «بيازيد»، سببه حسب شاعرنا، انعدام النشاطات الثقافية في عين وسارة، خاصة الجادة منها، والتي من شأنها رفع مستوى النشاطات الثقافية التي تزخر بها المدينة –يضيف المتحدث-، كما أنها ساهمت في تفعيل المشهد الثقافي على المستوى المحلي والوطني والعربي.
وسيعود الصالون في حلة جديدة –حسب عقيل-، تعتمد على أساتذة ودكاترة، باعتبار أن الجانب الأكاديمي هو الذي يطبع الجلسات القادمة، إضافة إلى استضافة مبدعين من المدينة، مضيفا أنه سيعمل على استضافة شخصية العدد وتكون من الشخصيات الفاعلة على الساحة الأدبية، من بينهم، السيد يوسف شقرة، رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين وكذلك السيد الشاعر سليمان جوادي، رئيس «بيت الشعر»، عبد الجليل دلهامي رئيس جمعية «الجاحظية» وغيرهم من الشعراء والأدباء بمختلف مستوياتهم وتوجهاتهم دون إقصاء أحد.
وسيبث البرنامج مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن دعوة أسماء من خارج الولاية للمشاركة، لكنها ستكون محصورة في شخص أو اثنين في كل جلسة صالون، وسيتم أيضا، استضافة اثنين أو ثلاثة أشخاص عن طريق «الفايسبوك» في بث مباشر وقراءة أعمالهم.
وأشار عقيل إلى أن صالونه الذي يعد أول تجربة من نوعها في الجزائر، يتم فيه تقديم مداخلات حول قضايا ما تكون متبوعة بنقاش، ثم قراءة في كتاب صادر حديثا، ليفسح المجال للضيوف، للقراءة والمناقشة، وفي الأخير يتم توزيع شهادات المشاركة، مع العلم أنه تم تحديد الموضوع الأول للنقاش، حول العلاقة المشتركة بين الثقافة والإعلام
وأشار عزوز إلى وجود مقالات وشهادات حية مكتوبة من طرف عدد كبير من الأدباء الجزائريين حول صالون بيازيد عقيل، الذي تأسس في التاسع عشر من شهر سبتمبر الموافق لعام ألفين واثنين، تحت رئاسة الشاعر الجزائري عزوز عقيل.
وقال الشاعر، إن الفكرة جاءت بعد دراسة عميقة للوضع الثقافي الذي كان يعرف جمودا وفي غياب كلي للنشاطات الثقافية على مستوى المؤسسات الرسمية، كما سمي الصالون باسم والد الشاعر عزوز عقيل، لأن النشاطات كانت تعقد في بيت ورثه الشاعر عن أبيه ووفاء لذكرى الوالد تمت تسمية الصالون باسمه.
كما جاءت الفكرة كبديل للجمعيات الثقافية التي أصبحت، مسيسة -يضيف الشاعر- وكذا للابتعاد عن مجال السلطة والتحكم في توجهات الإبداع والمحافظة على حرية التعبير، ليتم تأسيس الصالون كتقليد للصالونات القديمة بداية من صالون سكينة بنت الحسين الذي كانت تجتمع فيه النساء لتبادل الشؤون الدينية والثقافية، مرورا بالصالون الثقافي الغالب عليه الطابع السياسي والتي كانت تديره ناظلي هانم، ثم صالون مي زيادة الذي يعتبر أشهر صالون أدبي في القرن العشرين فصالون العقاد وغيرهم من الصالونات الأدبية آنذاك.
وأضاف عقيل أنه في العصر الحديث، ظهرت عدة صالونات أدبية موزعة هنا وهناك ولكنها تبقى مقتصرة على مدن معينة، مشيرا إلى أن صالون بايزيد عقيل، أراد أن يستفيد من التجارب المتنوعة للصالونات الأدبية، ليتجاوز حدود المدينة إلى حدود الوطن، وتعرف نشاطاته خارج المجال الوطني.
كما تطرق إلى بيان التأسيس المعنوي الذي يضم عدة بنود يلتزم بها المبدع معنويا، باعتبار أن صالون «بايزيد عقيل»، فضاء حر لا يلتزم بقوانين الجمعيات ولكن يلتزم بروابط معنوية أخوية وبالكلمة العذبة الجميلة الحرة في فضاء حر.
وتطرق البيان المعنوي إلى مجموعة من الأهداف التي أسس من أجلها الصالون ولخصها البيان في سبعة أهداف رئيسية هي ربط العلاقات الأخوية والأدبية وتعميقها، فتح صفحات خاصة لمبدعي الصالون في الجرائد الوطنية، كسر الرتابة والروتين من خلال اللقاء الشهري، فتح موقع للصالون الثقافي على شبكة الانترنت، وضم البيان أيضا مناقشة مختلف القضايا الثقافية، إقامة أمسيات أدبية وثقافية، ودراسة إمكانية الطبع المشترك أو تقديم مجموعات للطبع بمساهمة أعضاء الصالون.
وقد عقد الصالون، ثماني جلسات قُرئت فيها كثير من القصائد الشعرية والقصص القصيرة من طرف العديدة من الأدباء أمثال الشاعر دراجي سليم، الشاعر أم الريش الأخضر، قحدون عبد القادر، بن مريسي قدور، بونيف الحاج، غالم حميد، غيوب المختار وقرزو بو بكر وغيرهم.
أما من خارج مدينة عين وسارة، فتدخلت هاتفيا كل من الشاعرة الجزائرية زهرة بلعاليا، القاصة فايزة زيتوني، الأديب جمال فوغالي، القاصة الجزائرية زهرة بوسكين الفائزة بجائزة سعاد الصباح، الشاعر الجزائري عبد الرحمان بوزربة وغيرهم.
كما عرف صالون «بايزيد عقيل» الثقافي، اتصالات من خارج الوطن، متمثلة في الشاعرة والقاصة الأدبية الجزائرية المقيمة بالإمارات العربية جنات بومنجل، بالمقابل كرّم الصالون، موقع «شظايا أدبية» بشهادة شرفية نظرا للخدمات الجليلة التي يقوم بها الأديب القطري خلف سلطاني بمعية الأديبة جنات بومنجل، كما وثق الصالون كل الجلسات الأدبية بالصور المرئية والسمعية البصرية وهو الآن يملك أزيد من مائتي صورة وعشر أشرطة فيدو، لمختلف الجلسات الأدبية.
❊ لطيفة داريب
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com