الجزائر

صالون النظافة لعرض آخر التقنيات والتجهيزاتالوسائل موجودة... والنظافة غائبة!




تجتمع منظمة اليونسكو من 22 إلى 29 نوفمبر الجاري، لتدرج روائع ثقافية جديدة على قائمة التراث غير المادي بعد اختيارها من بين 84 مرشحا، ومنها فن الخط المنغولي، رقصة سامان الإندونيسية، غناء شوان الفيتنامي وركوب الخيل الفرنسي التقليدي.
ومن شروط الإدراج في هذه اللائحة، أن تمثّل الروائع المرشّحة ممارسات وتقاليد قد تكون مهدّدة بالتدهور أو الاندثار وتعترف بها مجموعات أو جماعات على أنّها جزء من إرثها الثقافي، وتشمل هذه الروائع تقاليدا وتعابيرا شفهية وفنونا مسرحية وطقوسا اجتماعية وأعيادا.
وتقول سيسيل دوفيل ''ليس الهدف التوصل إلى دليل سياحي، بل الحرص على استمرارية هذه الممارسات والتعابير بالشكل الذي عهدته منذ أجيال، وبالتالي، تدعم أرمينيا عيد الماء ''فاردافار'' الذي يبجّل ''أستغيك'' آلهة الحب والجمال والماء والخصوبة، ويحتفل خلاله الأرمن بالطبيعة في فترة الحصاد فيرش الأولاد المارة في الشوارع بالماء، أمّا الأندونيسيون فيسلّطون الضوء على جمال ''رقصة الأيادي الألف'' أو ''سامان''، والتي تعود جذورها إلى جزيرة سومطرة الإندونيسية، والتي غالبا ما يؤدّيها الراقصون وهم جاثيون على ركبهم ويضربون أيديهم ببعضها البعض أو على أفخاذهم.
وستنظم اليونسكو الدورة السادسة للجنة الحفاظ على الإرث الثقافي غير المادي على الرغم من تعليقها البرامج الأخرى حتى نهاية السنة، بعد وقف الولايات المتحدة تمويلها للمنظمة بسبب منحها الفلسطينيين العضوية فيها، وتشرح سيسيل دوفيل المسؤولة عن هذا البرنامج أنّ ''جزءا كبيرا من هذه الدورة تموّلها الدولة المضيفة أي إندونيسيا، في الواقع، لم تؤثّر هذه التدابير على الميزانية الفورية التي تحتاج إليها اللجنة للاستمرار في العمل''.
ويشمل التراث الثقافي أغاني ورقصات وروائع تتعلّق بفن الطبخ، بالإضافة إلى فنون مسرحية وممارسات إجتماعية وطقوس وأعياد، وهو يضم حاليا حوالي 216 عنصرا ''معترفا به'' من ثمانين دولة، وفي الفئة التي تتطلّب ''تدابير طارئة للحفاظ على التراث'' والتي تضم 23 مرشّحا من 15 دولة، تتمتّع منغوليا بتمثيل قوي بفضل طقوس ملاطفة صغار الجمال وخط الفن المنغولي ورقصة ''تسام'' التقليدية وغناء قصيدة ''جانغار'' الملحمية.
أمّا البرازيل، فتدعم طقوس ''ياوكوا'' التي تمارسها جماعة إيناويني ناوي للحفاظ على النظام الاجتماعي والكوني، ورشّحت الإمارات العربية المتحدة ألعابا تقليدية للأطفال، تنتشر بشكل أساسي في المجتمعات الريفية في الإمارات الشمالية وأيضا في الصحراء، ويرافقها أناشيد أو حوارات غنائية وتمارس بواسطة أدوات وألعاب مصنوعة من مواد محلية.

تحتضن مدينة غرداية في الخامس والعشرين والسادس والعشرين نوفمبر الجاري، المهرجان الثقافي للخطوط والكتابات المتوسطية، الذي ينظّمه مركز البحر المتوسط لصون وحماية الكتب والمخطوطات واختار له تسمية ''يد الخطّاط".
التظاهرة المنظمة برعاية المركز الأوروبي لحماية المخطوطات المتوسطية بالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية وجمعية حماية الإرث الثقافي في مدينة بوسعادة ومنظمات محلية أخرى، ستشهد عدّة فعاليات تراثية وثقافية تشمل معارض لأرقم مسمارية طينية وللوحات خطوط عربية وسريانية وعرضا لأقدم أدوات الكتابة والخط، إضافة إلى ندوات ومحاضرات ومداخلات حول المخطوطات النفيسة التي تتواجد في مناطق المزاب الجزائرية وطرق المحافظة عليها من مكائد الدهر وقسوة العناصر الطبيعية.
كما سيتمّ خلال هذين اليومين بحث مسألة المكتبات الخاصة وكيفية تسهيل فتح أبوابها للعامة والاستفادة من خبرات الدولة، بهدف حماية هذا الكنز الوطني الذي لا يقدّر بثمن، وبهذه المناسبة سيلقي الدكتور العراقي بهنام نيسان السناطي أستاذ تاريخ الحضارات في جامعة بوردو الفرنسية - الذي سيحلّ ضيفا على المهرجان - محاضرة حول ''بداية الكتابة في العراق ما بين النهرين مهد الحضارات وأرض الكتابة الأولى''، كما سيلقي الأستاذ سعيد بوطرفة المنسق العام لمركز حماية المخطوطات المتوسطية في الجزائر، مداخلة حول ''تقاليد تداول ونقل الكتب والمعرفة في الإسلام والدور الذي تلعبه مؤسسات الأوقاف والشؤون الدينية في هذا المجال".
وسيشمل المهرجان أيضا ورشات وندوات تعنى بإطلاع طلاب المدارس وتدريبهم على كيفية النقش على الألواح الطينية وكتابة الخط المسماري بواسطة أقلام مثلثة الرأس من البردي والقصب وتدوين بعض المقاطع والكلمات الأشورية والبابلية على ألواح طينية والإلمام بهذا التراث المميّز والفريد من نوعه. وسيحتفظ الطلاب بلوحاتهم المسمارية الثمينة تلك والتي ستكون بمثابة ذكرى لمرور كاتب سومري من بداية الألفية الثالثة بعد الميلاد في الجزائر، ذلك أنّ الوثائق التاريخية العراقية تذكر دخول الأشوريين وادي النيل ومنطقة طيبة تحديدا ''الأقصر'' كأقصى حدود وصله العراقيون في663 و666 و671 قبل الميلاد، لكن عدم اكتشاف وثيقة تاريخية حتى الآن، لا يعني أنّ العراقيين لم يصلوا تخوم الجزائر وهم المعروفون بنشر ثقافتهم وارثهم الحضاري حتى في جنوب الهند وسرنديب وشرق إفريقيا أو فيما يعرف اليوم بتنزانيا وكينيا جنوبا وقبرص شمالا.
من جهة أخرى، من المقرر أن ينظم المهرجان أيضا أنشطة تربوية ومسابقات موجّهة للشباب وطلاب المدارس، لتكريم أفضل تلميذ سومري وأوفى لوحة مسمارية مقابل جوائز ومكافآت معنوية لإطلاع التلاميذ على إرث حضارة وادي الرافدين العريقة.

تولي وزارة الأسرة أهمية كبيرة للتكوين، حيث تبرمج على مدار السنة العديد من الدورات التكوينية لفائدة إطاراتها وبعض العاملين في قطاعات أخرى ذات الاهتمام المشترك، على غرار وزارة التضامن الوطني والتكوين المهني، ويكمن الغرض من وراء برمجة مثل هذه التكوينات، في توسيع دائرة التكوين الاجتماعي الأسري، ليتسنى من خلاله استيعاب بعض المفاهيم التي إن تم فهمها جيدا تتغير بعض الذهنيات التي تحرم المرأة حق الظهور وإثبات الذات.
فمن خلال الدورة التكوينية التي نظمت مؤخرا بالمعهد الوطني للصحة العمومية تحت رعاية وزارة الأسرة، والتي جاءت تحت عنوان ''النوع الاجتماعي والأسرة''، تقربت ''المساء'' من  بعض الإطارات المشاركة بالدورة التكوينية لمعرفة مدى أهمية مثل هذه الدورات بالنسبة لهم وما الجديد الذي تعدهم به، فكانت البداية مع السيدة وحيدة بورغدة، إطار بوزارة الأسرة، التي جاء على لسانها أن وزارة الأسرة منذ نشأتها إلى يومنا هذا  وضعت نصب أعينها تحقيق هدف رئيسي، وهو تكوين ودعم  قدرات الإطارات على مستوى الوزارة المنتدبة، وكذا الوزارات الأخرى، بما في ذلك  المجتمع المدني، لبلوغ هدف واحد وهو ترقية الأسرة الجزائرية والدفع بالمرأة للمشاركة بقوة في تحرك عجلة التنمية.
وتكمن أهمية مثل هذه الدورات التكوينية في أنها تساهم في توضيح بعض المفاهيم الجديدة التي تظهر على المستوى العالمي والوطني، فمثلا مفهوم  ''النوع الاجتماعي'' يقصد به ''تحديد المساواة والإنصاف ما بين الرجل والمرأة  في برامج التنمية''، وهو المصطلح الذي لا يزال غير معروف من فئة كبيرة، ما عزز الفوارق وجعل اللاّمساواة قائمة بين الجنسين.
ولأن المقصود بالنوع الاجتماعي أن المرأة والرجل في مستوى واحد من حيث التمتع بالحقوق وتحمل الإلتزامات، فلو تم إدراك هذا المفهوم على مستوى قطاعات أخرى، لأسهمت في تغيير بعض العقليات أو الذهنيان القائمة على التميز الجنسي، ولأعطيت المرأة حيزا من برامجها القطاعية.
وبالتالي تضيف المتحدثة ''أن مثل هذه الدورات التكوينية تساهم في الرفع من مستوى الإطارات وتوعيتهم بأهمية العناية بقضايا الأسرة والمرأة وكذا الطفل في ما يتم إعداده من برامج''.
ومن جهتها، حدثتنا ممثلة عن  وزارة التضامن الوطني والأسرة قائلة ''أنها المرة الأولى التي تشارك فيها بمثل هذه التكوينات، وأنه حتى نتمكن من إعطاء الأفضل للأسرة الجزائرية، خاصة وأن وزارة التضامن من بين فروعها مديرية لحماية الأسرة وترقيتها، فلابد علينا أن نطور أنفسنا من خلال إدراك بعض المفاهيم الجديدة، وبالتالي التكوين بالنسبة لنا يعد بمثابة المحرك أو المحفز الذي من خلاله نشارك نحن كإطارات بالوزارة على تجسيده في خطة عملنا التي تستهدف الأسرة، فمثلا بالنسبة للموضوع الذي تم اختياره بهذه الدورة التكوينية الذي يخص '' النوع الإجتماعي''  هذا المفهوم الجديد ''غير مدرك'' بالنسبة لنا، والآن عرفت أن المقصود منه إلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة وتمكين هذه الأخيرة من أخذ نصيبها في الظهور وممارسة الحقوق، هذا المفهوم عندما نطبقه على مستوى وزارتنا، نجسده في شكل برامج واقعية تسعى لتحقيق هذا الهدف من الناحية الفعلية، وأعطي مثالا،''فإذا كان التعليم حق شرعي للذكور والإناث، نجد بأن هناك عددا كبيرا من الفتيات ببعض المناطق الريفية أو النائية يتوقفن عن التعليم بسبب غياب وسائل النقل، في هذه الحالة، نعمل كوزارة على تأمين وسائل النقل لنمنح الفتاة الحق في المساواة مع الذكر، وفي الحصول على تعليم كامل، وقس على ذلك في العديد من الحقوق التي تهضم لمجرد أنها من جنس أنثى.

لا أحد سيعارض إن قلنا إن مسالة نظافة المحيط تطرح بشكل مُلحّ في الجزائر، رغم التفاوت الملاحظ بين ولاية وأخرى. والأكيد أن المدن الكبرى والعاصمة خصوصا تعاني من هذا المشكل منذ سنوات، دون أن توجد في الميدان حلول دائمة، والنتيجة أن الصورة العامة تبدو مشوهة، والجميع يشتكون رغم أنهم كلهم مسؤولون.
أصبحت مظاهر التلوث وانعدام النظافة وتناثر الفضلات والمياه القذرة الراكدة، جزء من المظهر العام للعاصمة، وهو ما فتح المجال أمام الإنتشار الكبير لمختلف الحشرات والحيوانات الضارة، مثل البعوض والفئران والذباب...الخ
كما أن تصرفات الكثير من الناس وسلوكاتهم اليومية المضرة هي الأخرى بالبيئة، لاسيما البصق أمام الآخرين ورمي بقايا التبغ خاصة ''الشمة'' ورمي النفايات من السيارات والحافلات بدون أدنى وعي، أصبحت يوميات لايمكن لأي أحد أن يتجاهلها.
وفي هذا الجو''المشحون'' بالأوساخ نعيش كلنا، ويرفض أغلبنا أن يتغير ويغير، من منطلق أن رمي تذكرة الحافلة في الشارع على ـ سبيل المثال ـ لاتنقص ولا تزيد من المشكل.
ولايقتصر مشكل انعدام النظافة على الأفراد، ولكنه يتجاوزها إلى المؤسسات والهيئات لاسيما التي تقدم خدمات، مثل الفنادق والمطاعم وحتى الإدارات العمومية، والجهات المخولة حتى بتنظيف المحيط.
والحديث عن النظافة عكس مايُعتقد، يتجاوز السلوك إلى التقنيات، ففي عالم اليوم الذي يتميز بالتطور السريع في التكنولوجيات، فإن هذه الأخيرة لاتتعلق بالهواتف النقالة وتلفزيونات البلازما والسيارات فقط، وإنما تمس كل المجالات ومنها التنظيف. لكن بالطبع يصب اهتمام الأغلبية على هذه الجوانب الترفيهية من التكنولوجيا ويصرف عليها الملايين، ويأبى أحد أن يقتني جهازا لخفض النفايات المنزلية، على سبيل المثال.
ضمن هذا الواقع اليومي، اختار منظمو صالون ''النظافة'' الذي سيعقد أيام 22 و23 و24 نوفمبر الجاري، مواصلة المشوار الذي بدأ منذ ,2005 وذلك بعرض تقنيات ووسائل النظافة التي تتيحها عدة مؤسسات مختصة، فالنظافة سوق مهم بالنظر إلى الإعتبارات السابقة الذكر. ومن الجيد أن تعرض المؤسسات المختصة في التنظيف والحفاظ على البيئة ماهو موجود من وسائل وتقنيات.
وسيسمح الصالون الدولي الذي تشارك فيه مؤسسات نظافة جزائرية وأجنبية، بحصر كل جوانب ذات العلاقة بهذا المجال، سواء تعلق الأمر بالنظافة المنزلية أو النظافة الإستشفائية أو نظافة المحيط العمراني أو المحيط البيئي.
وفي هذا، برمجت بضع محاضرات منها ''القضاء على البعوض في الأماكن العمرانية''، والتي من خلالها سيتعرض مختصون إلى طرق مكافحة هذه الحشرات الضارة التي اِنتشرت بشكل كبير في مدننا لاسيما في الأحياء السكنية، والوضع كما نعرفه كلنا يشير إلى أنه رغم محاولات بعض البلديات للقضاء على هذه الحشرات عبر المبيدات، فإنه يسجل غياب استراتيجية وطنية لمكافحتها على أساس طرق علمية. ولهذا، فإن جلب التجهيزات والأدوية عير كاف، في غياب معرفة وتكوين لدى العاملين في هذا المجال، وهو ما يضيع الأموال والمجهودات سدى.
نفس الإشكال يطرح على انتشار القوارض والحيوانات الضالة التي تعد فعلا مشكلة الصحة العامة، والتي يتطلب القضاء عليها وعدم الإكتفاء بالمكافحة الموسمية، لكن يجب اللجوء إلى وضع خطط شاملة تشمل كل الفاعلين والمعنيين بمكافحة كل ناقلات الأمراض، وهو مايتطلب توفر التجهيزات وإدراك بالتقنيات الجديدة في عملية المكافحة.
وفي إطار الحديث عن التقنيات، سيتم التطرق في هذه المحاضرات إلى عمليات تطهير الفضاءات العمومية عبر الجو، والتي تشرك اختصاصي الإعلام الآلي والالكترونيك، وإلى طرق تسيير النفايات سواء كانت منزلية أو استشفائية، مع التركيز على هذه الأخيرة التي تعد إشكالية صعبة الحل ببلادنا، إذ تطرح للنقاش منذ سنوات، لما تشكله من خطر على الصحة العمومية، لأنها وسيلة فعالة لنشر العدوى، لاسيما وأن أغلب الناس لايدركون خطر رمي الأدوية بكافة أنواعها مع النفايات المنزلية، ناهيك عن قيام بعض العيادات والمستشفيات بهذا العمل رغم إدراكها لخطورته.
وفي نفس السياق الصحي، سيتم التطرق إلى مسألة النظافة داخل الهيئات الصحية بكل أنواعها، لأن الأخيرة كذلك تعد مهمة جدا بالنسبة للصحة العمومية، باعتبار أن المستشفيات والمؤسسات الصحية هي مكان مفضل لنقل العدوى في حال عدم اِلتزام العمال بقواعد النظافة المنصوص عليها، وأولها نظافة الأيدي، دون إهمال نظافة القاعات والتجهيزات ووسائل العمل، حيث سيتم عرض تقنيات ''النظافة البيولوجية'' التي تسمح بالتنظيف وكذا بالتطهير.
ويدرك منظمو التظاهرة أن كل هذه الإمكانيات المادية والتقنيات الجديدة في النظافة والتطهير بأهميتها، لايمكن أن تشكل الحل لمشاكل انعدام النظافة التي تعيشها مدننا دون توفر وعي لدى السلطات من جهة، والمواطنين من جهة أخرى، ولكنهم يأملون في أن تساهم مثل هذه التظاهرات في إحياء سوق النظافة ببلادنا، ومن ثم تحقيق المبتغى.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)