الجزائر

"صالح باي".. القهواجي التركي الذي أصبح بايا وعشق أميمة اليهودية




غابت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي ومحافظ التظاهرة سامي بن الشيخ عن حفل تكريم عميدة الروائيات الجزائريات زهور ونيسي وعاشق مدينة الجسور المعلقة مالك حداد كما تخلفا أيضا عن حضور العرض المسرحي الافتتاحي للحدث العربي "صالح باي"، الذي احتضنه مسرح قسنطينة الجهوي في الذكرى الأربعين لتأسيسه، بعد غلق دام عدة سنوات.أعطيت أول أمس، الخميس، رسميا إشارة انطلاق برنامج العروض المسرحية الخاصة بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، من طرف والي قسنطينة حسين واضح وبحضور قائد الناحية العسكرية الخامسة وشخصيات ثقافية وفنية يترأسها الفنان القدير الحاج اسماعيل والفنان طه العامري والفنان سيد أحمد اڤومي، ووهيبة زكال ونادية طالبي ونصيرة ايت الحاج، ومصطفى عياد وعبد الكريم بريبر وياسين زايدي وفؤاد زاهد وأسماء مسرحية كثيرة وكل مديري المسارح الجهوية وعلى راسهم رئيس دائرة المسرح الحاج يحياوي. قبل انطلاق مسرحية "صالح باي" للمخرج الطيب ديهيمي ذكّر الوالي حسين واضح الحضور بشهداء المسرح الجزائري على غرار عبد القادر علولة وعز الدين مجوبي وباللذين فقدتهم الجزائر مؤخرا فتيحة بربار وسيد علي كويرات، كما أكدّ بأنّ المسرح الجهوي للمدينة الذي عاد من جديد لجمهوره بعد أن حرم من ركحه لسنوات طويلة، سيبقى مفتوحا مدى الدهر، وهو ما ذهب إليه محمد زتيلي مدير المسرح الذي قال بأن إعادة افتتاح المسرح الجهوي لقسنطينة في ذكرى تأسيسه الأربعين يعدّ بداية التطبيق الفعلي لبرنامج دائرة المسرح في اطار التظاهرة وسيستمر مستقبلا تحت شعار "المسرح في المدينة والمدينة في قلب المسرح". فتى إزمير يحكم قسنطينةبالنسبة لمسرحية "صالح باي" التي أخرجها محمد الطيب دهيميي عن نص بوالمرقة السعيد فشدّت الحضور إليها منذ انطلاقتها بموسيقى "القصبة" التي عرفها الجزائريون منذ القدم وكبروا على أنغامها، حيث لم تكن تقتصر على مدينة الجسور المعلقة فحسب بل انتشرت في بقاع الجزائر، فكانت لحظة امتاع وفق المخرج دهيمي في اختيارها لإطلاق العرض. وحرص دهيمي على توظيف الموسيقى العريقة وعلى راسها المالوف والقصائد التراثية التي تغنت ببطل العمل "صالح باي" (1771 1792م) بمدينة سيرتا في القرن السابع عشر. بين المشاهد وفصول النص التي فصلت في حياة باي قسنطينة.غلبت "الملحمية" على العمل المسرحي لأن النص لم يتناول زاوية معينة من حياة الباي، وحاول المخرج مستعينا بالتوظيف السينوغرافي لحليم رحموني اعطائه نفسا فنيا مختلفا، فاستعان بالدراما أحيانا وبالفكاهة أحيانا اخرى واعتمد على أدوار بطولة تقاسمت ثقل العمل وعلى رأسها مؤديا دوري الباي صالح وأميمة اليهودية، عبد الحليم رحموني اختار وضع جسر على الركح تدور في أنحائه الأحداث برمزية "قسنطينة" الخيار الذي بدا في ظاهره ذكيا أعاق رؤية المخرج في بعض المشاهد كما عرقل الممثلين أيضا ليتحول الفضاء إلى مكان محدود ومغلق استنفد دهيمي كل مداخله ومخارجه فلجأ إلى الفيديو وبعض اللوحات الفنية التي قادها الراوي بالعود والطرب. صالح باي.. من التشرد الى بايلك الشرققصة العرض تناولت طفولة وشباب وولاية حكم صالح باي لقسنطينة دون اهمال حياته العاطفية اسمه الحقيقي صالح ولد مصطفى الفتى العثماني الذي ساقه القدر من مدينة إزمير التركية الى مدينة الجسور المعلقة هربا من قتل خطأ كان قد ارتكبه في حق صديقه بعد أن قام برميه من أعلى التلة الى البحر، ولهذا فكرّ الطفل صالح أن يهرب من جحيم الاتهامات الموجهة إليه لاعتقادهم أنّه قتل صديقه عمدا، وخوفا من العقاب وثأر أهل القتيل وجد نفسه بالأراضي الجزائرية وتحديدا على مقربة من سيرتا، بعد أن حملته شباك القراصنة والبحارة إليها، لكن وبعد تريث كبير من قبله وبعد لقائه بإحدى "شوافات" المنطقة تغيرّ تفكيره بعد قراءتها لكفه ولم يسمع أو يركز إلا على "سيصبح شأنك عظيم" متناسيا أن الهوى سيكون هناءه وشقاءه أيضا، هنا أخذ الطفل يفكر ويدبر لإيجاد طريقة لتحقيق حلمه، وزاده لقاؤه بأحد البحارة رغبة وإصرارا بقدرته على بلوغ مراتب عليا في الحكم بقسنطينة، رغم أنّه كان يعمل نادلا بمقهى شعبي بأحد المناطق المجاروة لقسنطينة.التحول في القصة أنّ صالح باي استلهم المعارف والنصائح من قراصنة جزائريين تنبؤوا له بمستقبل مشرق فنصحوه بضرورة الانضمام للجيش ورووا له قصص جيوفاني ومراد رايس وكيف تحولا الى بايات ومسؤولين رغم وضعهما الاجتماعي المزري في طفولتهم. التحق بالجيش الانكشاري العثماني وتدرب خمس سنوات كاملة ليعيّن مباشرة بايا للشرق مع تعيين بايلك التيطري "المدية حاليا" وبايلك وهران، إلا أنّ تعيينه لم يعجب رفاقه فسخروا منه ونفرّوه من قسنطينة بحكم أنّها صعبة وأنّ داخلها لا يخرج منها حيّا، لكن صالح باي استعان بمعارفه القديمه "الشيخ حاجي" الذي نصحه بأن يسافر للحديث مع أحمد القلي حاكم قسنطينة، وبالفعل فعل، ونجح في هدفه. قصة حب صالح باي وأميمة اليهوديةفي القصة جانب مثير كشفه المخرج محمد الطيب دهيمي يتعلق بحياة اليهود في مدينة قسنطينة ومزاولتهم لأنشطة متعددة وممارستهم للموسيقى الأندلسية و"محلّ إعراب" صالح باي منهم، بحيث وضح علاقته العاطفية مع فتاة يهودية ابنة مسعود النجار وصانع الآلات الوترية أميمة خادمة حاكم المدينة، تبادلا الحب، وعشقا بعضها، إلا أنّ القدر وسلطة الحاكم أوقفت علاقاتهما بعد تزويج الحاكم ابنته للشاب صالح باي، من أجل تقريبه منه وضمان الولاء، وخاض صالح باي معارك عديدة ضد الحملات الصليبة والغزو الأجنبي الى غاية وفاة "الباي زرق عيونو"، وعينّ صالح بدله بأمر من الحاكم أحمد القلي، بحيث نافسه على المنصب إبراهيم بوصبع قائد الزمالة وحسين بوحنك قائد الدوار، وقبل وفاته أوصى أحمد القلي بتعيين صالح باي مكانه، وهنا بدأت رائحة الموت والكراهية والعداء تنتشر في بيت صالح باي، الذي قاوم الحملات الإسبانية، ولم يفلح في ردع الأقربين إليه، هؤلاء وصفوه بالظالم وانتقدوا سياسته في إدارة الحكم، لاسيما سعيه للزواج من أميمة اليهودية، وبنائه لقصر لها في جنان سيدي محمد الزواوي، وهذا ما رفضته حاشيته والسكان قاطبة. لهذه الأسباب شُنق صالح باي في القصبةمع مرور السنوات توفي الداي عصمان وخلفه والده، ليشتد الصراع على كرسي السلطة بين الاثنين والبايلكين إبراهيم بوصبع وحسين بوحنك لاسيما وأنّ صالح باي الذي زادت شعبيته ونفوذه وولاء الشعب له أراد الانفصال نهائيا عن باشا الجزائر ليجعل قسنطينة مدينة محددة جغرافيا وديمغرافيا، وهو ما لم يتقبّله البعض من حاشيته بداعي المصلحة أو الخوف عليه، منهم شيخ المنطقة، الذي اتهم صالح باي بعصيان رئيسه باشا الجزائر ودعاه مرار وتكرارا الى العدول عن قراره، لكن صالح باي لم يكترث للأمر، ما جعله يتعرض للعزل بموافقة منه، وهي مكيدة دبرّها صالح باي ليعيد كرّته بقتله للباي إبراهيم "بايلك التيطري" وهو نائم في بيته، إلا أنّ عناده أدى الى شنقه في القصبة سنة 1792، من قبل حسان باشا الجزائر "دزاير" الذي دفعه أيضا الخوف على منصبه إلى تطبيق حكم الإعدام فورا ودون تردد. قصة تاريخية بإخراج فانتازياعتمد المخرج دهيمي على ديكور جميل أساسه جسر يوحي مجازا الى رمزية الجسور المعلقة، يتحول الى أشكال مختلفة مثل المنزل وقصر السلطان والميناء والمقهى أي حسب تطورات القصة المسرحية، كما أثثه بعناصر مختلفة ومتحركة، كان فيها للممثلين الدور الأساسي وعززها بموسيقى عتيقة وإضاءة متغيرة ومؤثرات صوتية تتماشى وقصة العرض الذي قدمّ بسينوغرافيا جميلة خرجت من القالب التاريخي والملحمي للنص وأعطته بُعدا جماليا، موحية كذلك الى بيئة اجتماعية يعود زمنها الى القرن ال17، بحيث شكلّتها نقاط كثيرة أهمّها ملابس القراصنة والجيش الإنكشاري وأزياء البايات والخدم والجنود وعديد الأدوات الحربية والحياتية المستعملة كالسيوف والخناجر وجرات الماء والعربات والسفن والشباك في تلك الفترة من الزمن. المخرج محمد الطيب دهيمي ل"الشروق": أكره لغة الخشب.. أردت نقاشا جادا حول تاريخنا كيف كيّفت رؤيتك الإخراجية مع نص "صالح باي" التاريخي؟النص في البداية بدا صعبا، وكان يتطلب الكثير، وبالأخص من ناحية القراءة الفنيّة، من أجل أن تقدم أشياء جميلة وممتعة للجمهور وتتفادى في الوقت نفسه الزاوية الوثائقية أو النصوص التاريخية التي تخلق نوعا ما مللا ورتابة لدى الجمهور، وبالتالي تمنح المتلقي فرصة قراءة العرض برؤى كثيرة ومختلفة، والقراءة الأساسية بالنسبة لي والطاقم ككل تمثلّت في كيفة تمرير قصة هذه الشخصية العملاقة الممثلة في شخصية صالح باي وما يحيط بها من أحداث في قالب فني ممتع. هل كان إخراجك لنص "صالح ملحميا أم دراميا وبدرجة أقلّ فكاهيا؟أعتقد بأنّ النص ليس ملحميا، لأنني أردت الابتعاد عن كل ما هو وثائقي وتاريخي للأحداث، باعتبار أنّنا لا نقدم دروسا للناس ونقول لهم بأنّ النص سيكون كذا وكذا، وأردنا تقديم عرض مسرحي، لذا جاء إخراج النص بصفة أكثر دراميا ومبنيا على المسرح التعبيري، لأننا نتكلم بالرموز الموجودة فوق الركح بصفة كبيرة، ومثال، ذلك علاقة صالح باي ب"الشوافة" أو "الڤزانة" التي كانت تحمل خنجرا بمعنى أنّها تحمل موته فوق ظهرها، ولذلك فإنّ العرض اعتمد على رموز متعددة توحي بأشياء كثيرة، منها الموت فبعد لقاء صالح باي مباشرة ب"الڤزانة"، وبالتالي قراءتها لكفه بأنّ شأنه سيعلو بين قومه لم يكتمل بدليل شنق صالح باي في النهاية وهو ما أخبرته به في إحدى تخيلاته. لم تعتمد على لغة السرد التاريخي "الثقيلة" نوعا ما، واعتمدت على لغة رمزية مباشرة وجريئة في أحيان كثيرة، ما السرّ في ذلك؟حقيقة أردت تفادي تقديم العرض بلغة الخشب، حتى لا يتكون لدى الجمهور نوع من الرتابة والملل وهما ما ينفرانه من متابعة العرض بروح وبريتم عال، وبالتالي قدمنا العرض فنيا وبلغة جريئة وهزلية أحيانا أخرى لكشف وإبراز حقيقة القصة التاريخية دون تزييف أو تضخيم، وهذا يندرج في سبيل خلق نقاش ثقافي وأسعى إلى أمور كثيرة وأبرزها الأحداث التاريخية. كما أننا لسنا مؤرخين فانطلاقتنا بناء على قصة وشخصية محور العرض، لم نشأ تقديمها في إطارها البطولي مثل ما تفعله الملاحم. ما هي الرسالة التي أردت إيصالها من خلال مسرحية "صالح باي"؟بكلّ صراحة لا توجد هناك أيّ رسالة لا ثقافية ولا تاريخية، العمل تمّ وفق قصة معينة حول شخصية تاريخية محفور اسمها في تاريخ الجزائر، وقدمت على الركح بطريقة فنية جمالية بعيدا عن أي قراءات من هذا النوع. كم بلغت ميزانية هذا العرض الضخم "صالح باي" الذي أعطى إشارة انطلاق البرنامج المسرحي الخاص بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟لا أملك رقما محددا لميزانية العرض الموسوم ب"صالح باي"، لكن أعتقد بأنّه باحتساب الجولات الفنية الني نقوم بها لمختلف مسارح الوطن الجهوية، إضافة إلى أجور الطاقم ومصاريف الإخراج والديكور، وغيرها فهي لا تتعدى 800 أو 900 مليون سنتيم. عيسى سقني مؤدي دور "صالح باي" ل"الشروق"تومي ضيعت حلمي في الالتحاق بالمعهد الوطني للفنون الدراميةالممثل المسرحي والسينمائي، الشاب عيسى سقني 26 سنة من ولاية برج بوعريريج، الذي أسند له دور الباي صالح، صرح للشروق اليومي، فيما يخص دوره في المسرحية قائلا: "إنها تجربة جديدة بالنسبة لي منحتني نضجا أكبر، استفدت منها الكثير، وهي تضاف إلى رصيدي المتواضع".أما عن ظروف تحضير هذا العمل الفني، فقال: "لقد كنا مجموعة متناسقة رغم الظروف الصعبة التي عملنا بها طيلة أربعين يوما من التحضير، وكل ما قمنا به كان تحديا، بحكم أن المسرح الجهوي كان يخضع لأشغال تهيئة كبيرة، لكننا كنا نؤمن بأنه يتعين علينا العمل بجدية وبوتيرة عالية حتى نصل إلى الهدف المنشود وهو تقديم عمل مسرحي محترم يليق بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ولا أفوت الفرصة لأشكر المخرج دهيمي الطيب الذي جمعني به أول عمل مسرحي وهو "الخالدات"، على كل المساعدات التي قدمها لنا جميعا، كونه كان يسهر على راحتنا وبمثابة الأب الحنون للجميع، حيث كان يمنحنا الثقة التي كانت تعطينا نفسا جديدا كل يوم، وبذلك كنا ننسى كل المتاعب، ولولاه ما أديت دوري اليوم بهذا المستوى، إضافة إلى مساعدة الممثلين الكبار لنا واحتوائهم لنا كشباب، حقيقة كنت أحس وكأنني وسط عائلتي.ونحن نسعى للارتقاء بمستوى العرض في الجولة الفنية التي سنقوم بها عن قريب ببعض الولايات. وعن أمنيات عيسى، كشف أن أمنيته أضاعتها له وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي يوم أصدرت قرارا بتوقيف المسابقات وغلق المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان، ثم تحويله إلى المعهد الوطني لمهن السمعي البصري والفنون الدرامية ISMAS/ INAD، حيث يقول لقد حاولت الدخول إلى المعهد، لكنه لم يتسن لي ذلك لأنني كنت قد تجاوزت السن القانونية( 25 سنة). أسامة بودشيش مؤدي "صالح باي" الطفل: " دوري في المسرحية تجربة إيجابية لي" أما أصغر ممثل في المسرحية الشاب "أسامة بودشيش" 17سنة، الذي تقمص دور صالح باي الإزميرلي، القادم من تركيا هروبا من جريمة قتل، وهو ابن (16سنة) فيقول: "لقد أعجبت بالدور الذي أديته كثيرا، ولطالما حلمت بأن أمثل مثلما مثلت اليوم في مسرحية صالح باي، بحكم أن الشخصية تاريخية، وأظن أن تشجيع والدي الممثل عبد الكريم بودشيش حفزني أكثر، ويبقى الحكم الأول والأخير للجمهور الذي حضر العرض، وهي تجربة إيجابية لي دون شك". مؤدي دور ابن صالح باي: "طموحي أن أصبح ممثلا محترفا"الممثل المسرحي والسينمائي، سيف الإسلام بوكرو 31 سنة، الذي أدى دور ابن صالح باي البكر "احمودة"، أشار من جهته فيما يخص دوره في المسرحية، إلى أنه بالرغم من قصر مدته، إلا أنه كان صعبا من الناحية النفسية، فوالدي "الباي صالح"، كان يمر بظروف استثنائية تهدد حياته، وطلب مني أن أثأر له من أعدائه، كانت مسؤولية كبيرة وذات بعد نفسي أكبر، ولكني كنت حريصا أن أكون في المستوى فوق الركح، ومع ذلك أقول: "أنا أسعى لأكون ممثلا محترفا، ولكن الطموح الذي يكون أكبر من صاحبه يأخذه للموت". عنتر هلال مؤدي دور "حسان باشا" للشروق: "من واجبنا منح خريطة عمل للشباب حتى يبدعوا"أما الممثل المحترف "عنتر هلال"، الذي أدى دور "حسن باشا" في المسرحية، فأوضح من جهته قائلا: "إن دوري كان بسيطا في إطار الأدوار الثنائية في المسرحية، والأدوار الرئيسية كانت من نصيب الشباب بحكم أنهم هم الجيل الجديد، وأيضا من باب تقديم المساعدة لهم، ومنحهم فضاء للإبداع، وخريطة عمل صحيحة لأعمال تكون في المستوى، ومن جهة أخرى فرصة للاحتكاك بالممثلين الكبار". عبد الحليم رحموني ل"الشروق": صالح باي إنسان يخطئ ويصيبقال السينوغرافي رحموني عبد الحليم بأنّ فكرة سينوغرافيا العرض كانت فكرة مجازية ولم تكن أصلية أو طبق الأصل لسنوات 1700، بل أردنا منحها صورة توحي لتلك الفترة، وهي سنوات قاتمة وصعبة، من خلال الصراع على السلطة والكرسي، بعيدا عن هموم المجتمع، وأضاف رحموني: "هذا الزي لم يكن صورة طبق اصلية بل له ابعاد وتقرأ بقراءات مختلفة، فلما تلاحظ لباس أسود يعني استبداد وطغيان"، وأكد رحموني بأنّ صالح باي انسان يخطئ ويصيب".وعن محور السينوغرافيا الذي كان جسرا أوضح بأنّه لا تستطيع تقديم عمل ضخم مثل هذا ولا تستعمل مؤثرات صخمة، فالجسر نسبة الى جسور قسنطينة وتقنيا اعتمد على ركحين معا إحداها فوق الركح وأخرى إضافية اخذت من نسبة العرض 40 بالمائة مع الاحتفاظ بالبعد الجمالي والتقني معا. وعن تغيّر الجسر الى أشكال أخرى أشار المتحدث بأنّ هذا مكنهم من الارتحال بين الجزائر وقسنطينة والوصول الى هذه الفكرة كان بناء على الانسجام والتنسيق بين السينوغرافي والممثلين والمخرج". قالوا عن تظاهرة قسنطينة للشروق: الفنانة نادية طالبي: "نريد ثورة ثقافية لا توقفها المناسبات"في الواقع كل شيء جديد يفيد الثقافة نرحب به ونحتضنه، فحقيقة التظاهرات والمناسبات تعتبر فرصا مهمة، لكن لماذا لا تبقى النشاطات المبرمجة في مثل هذه التظاهرات الثقافية مستمرة طوال السنة، لأسباب كثيرة تتعلق أبرزها بامتلاك الجزائر نسبة 70 بالمائة من الشباب والمواهب الشابة المتمكنة ولديها افكار جديدة قادرة في صنع الفارق، فلا يمكنك الحديث عن الماضي فقط، طبعا الحفاظ عليها واجب، لكن لنهتم بالجيل الجديد من خلال إحداث ثورة ثقافية، ولست من الذين يتشاءمون بخصوص العواصم الثقافية وقلة الانتاج الفني، إلا أنّ التغيير واجب من أجل إحداث ثورة ثقافية حقيقة مستمرة ودائمة، باعتبار وجود أشياء مهمة، وبالرغم من أن الجزائر اصبحت نموذجا في المهرجانات والتظاهرات، إلا أنّ الواقع المر يتمثل في الانقطاع والعمل بوتيرة ضعيفة جدا بات الإنتاج فيها يقتصر على الشهر الفضيل فقط وكأنّ الجزائر لا تملك امكانات أو مواهب او كفاءات فنية وثقافية. خلافا للبلدان العربية التي أنهت البرنامج الفني الخاص بالسنة الجارية وتحضر لبرنامج سنة 2016". الوزير السابق لمين بشيشي: "مرتاح للبداية الناجحة لتظاهرة قسنطينة"قضية العواصم الثقافية قرار من اليونسكو منذ 2001 ، وبدأ تنظيمها بمصر، فماذا يضاف إذن للجزائر التي احتضنت ثلاث تظاهرات كبرى هي تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية في 2011، والجزائر عاصمة الثاقفة العربية في 2007، وكذا المهرجان الإفريقي سنة 2009، يتأتى ذلك بالبحث فيما نشر في الصحافة والكتب وغيرهما من المنشورات.من جهة أخرى أعتقد بأنّ مثل هذا التظاهرات هي التي ما تزال تحافظ على اللحمة العربية التي فرقتها السياسة، ومهما تختلف الآراء فإن الثقافة تجمع العرب وتحقق الانسجام بينهم سواء في المسرح أو الغناء او في الموسيقى أو غيرها بعد شتاتهم السياسي. وعن ماذا ستضيف الآن قسنطينة والجزائر بصفة عامة، فانه يجب أن نكمل السنة حتى نجني ونعرف الحصاد، لكن كبداية أنا مرتاح وتفاءلت خيرا بعد لقائي بالمشرف على الملتقيات سليمان حاشي، للبرنامج الثري والمنوع الذي سيضم ملتقى ينظم شهر ماي حول أحداث 8 ماي ڤالمة وسطيف وخراطة بمشاركة باحثين أجانب وعرب، مع وجود شهادات جديدة بخصوص مجازر 8 ماي 45، وحتما لابد من صرف الأموال على أفكار وفيتامينات حديثة، وتقديم جرعة و"فيتامين" إضافيين، وعلى سبيل المثال قسنطينة تتميز بموسيقى المالوف التي يجب التعريف بها للمشارقة الذين يملكون الموشحات التي تختلف عن موسيقانا الأندلسية في الوقت نفسه ويجهلونها كذلك، وهنا أفتح قوسا يتعلق بأنّ الجزائر معروفة بثورتها المجيدة، وأيضا بالنسبة لافتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كان ناجحا بحيث كان الافتتاح الشعبي رائعا وفي المستوى، كما أنّ ملحمة قسنطينة للمخرج علي عيساوي كانت ناجحة الى حدّ بعيد، رغم بعض الهفوات التاريخية، ولكن بصورة عامة جاءت مشرفة وأتمنى أن تكتمل السنة بهذا المستوى ودون إخفاق. المخرج المسرحي جمال بن صابر: يجب تسويق ثقافتنا لأنّ العرب يجهلونهابعد ثلاث تظاهرات سابقة اتضنتها بلادنا، أعتقد بأن نتائج تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تظهر مستقبلا، لأن المخطط له كان على المدى البعيد، وبالتالي فإنه يُطرح سؤالان هما: هل سيستفيد منها الجمهور وهل ستعطي النتائج المرجوة؟، وثاني سؤال يطرح يتعلق بأنه يفترض أن تكون عاصمة للثقافة العربية وليس عاصمة للثقافة المحلية، من أجل تسويق كلامنا وثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا وغيرها من المكونات الاجتماعية التي يتميز بها الشعب الجزائري، لأن الجزائر غنية باللهجات والتقاليد، فلو ذهبت مثلا الى الكويت فستجد شعبها لا يعرف الجزائر، لذا تجب دراسة هذه الجوانب المهمة، ولو قلت له هي عربية ومسلمة فسيتفاجأ، من هنا لابد من إعادة التفكير وتطوير البحث والدراسة نحو الأحسن لتدارك كل هذه الأخطاء، كما أنّ العودة الى بعض الأمور التي ترتبط بالهوية الجزائرية وبقسنطينة ضروري تسويقها إلى العالم العربي، ولم لا التلفزيون العمومي أو الخاص، يبذل كامل مجهوده للتعريف بها، لأنّ الإعلام يشكلّ قطعة أساسية رفقة الحكومة في الترويج للثقافة الجزائرية.على صعيد الإنجازات فإنها خالية من البرمجة، فلا توجد عروض فنية وثقافية كبرى على الدوام، كما توجد من جهة أخرى إشكالية كبيرة، تكمن في استعمال قاعة واحدة لعديد النشاطات والعروض المختلفة، التخصص منعدم البتّة، وهذا خطأ فقاعة المسرح مخصصة للمسرح وهكذا، وبالتالي فإنني أرى بأننا ما نزال بعيدين عن التظاهرات الكبرى في كافة الجوانب المتعلقة بها تنظيما وبرمجة". عبد الحق بن معروف: التظاهرة تجمع شتات العربالجزائر التي تملك تاريخا عريقا وثورة وبطولات مجيدة وأسماء لامعة أضافتهم في سجل الإنسانية الكبير، الجزائر تزخر أيضا بطاقات بشرية هائلة وإمكانات مادية ضخمة، وعلى مستوى نسيجها التاريخي والثقافي والاقتصاي والتراثي، وتملك أعلاما لامعة في شتى الميادين سواء ثقافية أو أدبية أو نضالية، ما تزال تحصد المحطات والثمار التي تنور بلدنا في بعده الجمالي والإسلامي والحضاري والعربي الأصيل، بمعنى أنّ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تأتي في الذكرى الستين للثورة، وبعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال، وبالتالي لم لا لمّ الشمل مع الإخوة العرب وتوحيد الرؤى والأفكار وتقاسمها في جميع أشكال الفنون واستغلال هذه التظاهرة مع تبادل التجارب والخبرات في شتى الميادين وبناء مشاريع لا تنتهي مع السنة، وبالتالي قسنطينة حاضرة، والفنانون موجودون والهياكل متوفرة، فلنتِح الفرصة للتمتع والإبداع لمشاهدة كل ما يتحرك بالألوان الزاهية، فالجزائر في هذه التظاهرة تعدّ الأولى وقبل كل شيء، بمعنى ان الفنانين الذين سيزورون المدينة يلتقون ويحتكون ببعضهم، ويبدعون من جهة أخرى، وبالتالي يحافظون على الهوية الجزائرية.والشيء المؤسف أننا ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات غربية، فالغرب وحده من يقدم الصورة غير الحقيقية عنا، لذا هذه المباشرة تسمح لنا بتصحيح النظرة الخاطئة التي يقدمها الغرب ونقدم صورة صحيحة حول موروثنا، كما نقترب من بعضنا البعض نحن الفنانين والمثقفين ونلتقي ونشعر ببعضنا دون وساطة ودون وسائل".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)