يعيش الوسط الفني التونسي، مطلع أوت الجاري، حالة من الترقب والإرجاء، بعد تطور الأحداث الأمنية في البلاد، ودخولها حالة "عصيان مدني" بساحة الباردو. لا شيء يبشر باستقرار المشهد الفني الذي عادة ما ينتعش في الصيف، الجميع ألغى حفلاته بما فيهم صابر الرباعي المعتصم أمام المجلس التأسيسي، مناديا برفضه للعنف.قرر عدد من الفنانين التونسيين إلغاء حفلاتهم الغنائية وجولاتهم داخل وخارج البلد، تعبيرا منهم على مساندتهم للحراك الشعبي الكبير المسجل عبر مختلف المحافظات،
خاصة بعد حادثة اغتيال تسعة جنود في جبل الشعانبي بقصرين. وهو الاغتيال الذي تشجع إثره معارضو الغنوشي، لاحتلال ساحة الباردو قبالة مقر المجلس التأسيسي، والمطالبة بحله وحكومة العريض المتمسكة لحد الساعة بالحكم. إذ يبدو أفق الحياة الفنية في تونس مرهونا بانقشاع ضباب "النهضة" الذي يعيق رؤية "المعارضة"، كما تشتت تفكير منظمو المهرجانات لشهر أوت الجاري، بدءا من قفصة الدولي إلى قرطاج إلى فريانة وغيرها، رغم الإعلان عن رزنامة المشاركين في سهراتها. من جهة أخرى، قررت أصوات فنية وثقافية في بيان لها الأسبوع الماضي، أن تخرج عن صمتها، وتعلن موقفها ضد حكومة النهضة، التي تقود تونس حسبهم - إلى مصير مجهول؟
وقد خرج مغني الرومانسية التونسي صابر الرباعي، نهاية الأسبوع الماضي مرفوقا بابنته صفاء ومدير أعماله المنتج علي المولى، واختلط بالحشود وتناقش معهم، وبقي بينهم لساعات متأخرة من الليل، يتبادل أطراف الحديث هو ما وقع من عنف وانزلاقات أمنية تهدد استقرار تونس. وسبق للرباعي أن أعلن لإذاعة "موزاييك"، أن حزنه على تونس وما آلت إليه الأوضاع في الآونة الأخيرة دفعه إلى الالتحاق بالمحتجين بباردو للتعبير عن تضامنه مع الشعب التونسي وغضبه ممّا يحدث حاليا. وبالمناسبة، صرح أنه ألغى كافة حفلاته الغنائية "احتراما لدماء الشهداء" في الأحداث التونسية الأخيرة. موقف صابر المساند رغم وضوح مغزاها للعيان، إلا أنه شدد على توضيح هدف آخر من حضوره أمام الباردو بالقول إن تواجده إلى جانب المحتجين في اعتصام الرحيل لا يحمل "رسالة سياسية"، مشيرا إلى أنه "لا يعير اهتماما لمختلف الإشاعات التي يتم إطلاقها من قبل بعض المأجورين حول انتمائه الحزبي أو السياسي".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نبيلة س
المصدر : www.djazairnews.info