كشف فنان أغنية المالوف حمدي بناني، في دردشة جمعته ب”الفجر”، عن الأوضاع التي تعرفها أغنية المالوف التراثية في ظل وصول الأغنية الجزائرية إلى العالمية، وبلوغها مرتبة عالية، كما لم يغفل التأكيد على ضرورة حماية هذا الفن من النسيان والاندثار، ورد على الاعتقاد القائل بانتماء هذا الفن لليهود.كيف ترى اليوم حال الأغنية الجزائرية؟استطاعت الأغنية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة أن تطور من إمكانياتها، وأن تلقى صدى حتى في الدول التي لا تملك فكرة كبيرة عن الجزائر، كأستراليا واليابان، حيث بدأ هذا الاهتمام مع صعود أغنية الراي وانتشارها في فرنسا، ليلتفت الجمهور بعدها إلى طبوع أخرى كفن المالوف الذي أصبح يحظى بمتابعين وعشاق خارج الجزائر أكثر من الجزائريين أنفسهم، وهو الأمر الذي يساعدنا على بذل مجهودات أكبر لترقيتها وتطويرها.يقال أن تراث المالوف يشهد الكثير من الضياع والاندثار، ما سبب ذلك في نظرك؟إن عدم تدوين قصائد المالوف كان سببا رئيسيا في ضياع معظم تراثها، حيث يعود ذلك إلى احتكار بعض العائلات ذات الأصول الأندلسية لهذا الفن، وتدويره وسط أفرادها، وتلقين القصائد شفهيا، وكما يعلم الجميع فإن كل ما هو شفهي يؤول إلى الزوال على عكس المدون الذي يعتبر وثيقة مؤكدة ضد النسيان والاندثار.لماذا لم تعمدوا كفنانين إلى تدوين تلك القصائد؟لأنها لم تكن متاحة للجميع، فشيوخ المالوف الكبار تعاملوا مع الأمر بأنانية خوفا من خروج ”الصنعة” إلى الغرباء، نحن تعلمنا في الشارع بالإنصات والحفظ، والأخذ عن أولئك الشيوخ والأسر المعروفة باحتكارها لهذا الفن لن أقول أن الأمر كان سهلا، على العكس تماما، لقد عانينا في سبيل المحافظة على ما تبقى من هذا الفن.ألم تتخذوا إجراءات تساعد على حفظ هذا التراث؟ليس الأمر بالسهولة التي يظنها بعض ممن يحملوننا مسؤولية تدوين هذا الفن، فنحن كمحترفين للمالوف علينا أن نحيي حفلاتنا، ونجهز لجولاتنا الفنية خارج الوطن، بالإضافة إلى تسجيل الألبومات، ليس علينا أن نتحمل فوق هذا مسؤولية التدوين.غير أنكم ستساهمون كالذين سبقوكم من قبل في العمل على طمس هذا الفن؟أعتقد أن قضية التدوين هي مسؤولية المدارس التي تعلم هذا الفن، والحمد لله أنها كثير ومنتشرة في الجزائر، كما تشترك وزارة الثقافة في المسؤولية إذ عليها أن تتخذ خطوة جادة من شأنها أن تحافظ على فن المالوف من الاندثار، وبإمكانها اللجوء إلينا لنكون مرشدين لتدوين ما بقي من هذا التراث.يعتقد البعض عن جهل أن فن المالوف فن يهودي عرف به يهود قسنطينة، لماذا في رأيكم انتشر هذا الاعتقاد وما مدى صحته؟هذا الاعتقاد خاطئ تماما على الرغم من ذيوعه وانتشاره، الملوف فن أندلسي عربي وصل إلينا مع الأسر التي غادرت الأندلس، لقد تأثر يهود الجزائر بهذا الفن كما تأثر غيرهم، واقتربوا من الأوساط التي تؤديه ونقلوه عنها ثم نشروه بعد رحيلهم من الجزائر، ولعل هجرتهم وحنينهم إلى الجزائر كانت سببا كبيرا في نشر هذا الفن في أوروبا وباقي دول العالم.بعيدا عن متاعب المهنة ما هي الأمور الجميلة التي جلبها لكم المالوف؟لقد أخذ المالوف جزءا كبيرا من حياتي، ومن مسؤولياتي كأب ورب أسرة. غير أنه منحني الكثير من السعادة في المقابل، خصوصا مع حب الجمهور واحتفاء المعجبين، منحني احترام كبار الشخصيات التي أديت هذا الطابع في حضرتها على غرار الزعيم الصيني ”ماوتسي تونغ” والكوبي ”فيدال كاسترو” اللذين وقفا مصفقين لأدائي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حنان بوخلالة
المصدر : www.al-fadjr.com