الجزائر

شيد 12 بيتا و يستعد لإنجاز مستشفى: شاب يرفع تحدي البناء الذكي


نجح الشاب عبد الحكيم سيدوني، في تصميم بيت ذكي قابل للاستغلال، و جسد مشروعه الذي انطلق بفكرة على مستوى عدد من الولايات أين بنى 12 منزلا و يسعى اليوم إلى تطوير الفكرة و تعزيز النموذج الأول بأحدث التقنيات، كما شرع في العمل على تصميم مستشفى ذكي، قد يشكل نقلة نوعية في مجال تشييد المؤسسات الاستشفائية مستقبلا.أسماء بوقرن
عبد الحكيم سيدوني هو مسير شركة سيدوني تكنولوجي و شركة «أماس كونكت»، اللتان أسسهما سنة 2013 بعد سنوات من العمل في مجال الإعلام الآلي بمركز للاتصالات، اكتسب خلالها خبرة كبيرة في التقنيات الحديثة، و نمى شغفه بعالم الابتكارات، حيث قرر أن يطلق العنان لإبداعه و رأى بأن تأسيسه لشركة خاصة سيمكنه من تحقيق أهدافه، فاتجه نحو الاستثمار في مجال التكنولوجيات الحديثة مؤسسا شركة خاصة، وهي تجربة كانت صعبة وبمثابة تحد، ورغم تعثر خطواته الأولى غير أنه نهض من جديد وآمن بمشروعه، متسلحا بالإرادة و الإصرار و متسلحا بخبرته و تحكمه في تقنيات الإعلام الآلي، و يقينه بأن التكنولوجيا هي وجه المستقبل.
انطلاقة طموحة رغم العراقيل
لم يستسلم عبد الحكيم للعراقيل، كما قال للنصر، و بدأ في العمل على أول مشاريعه، بعد ظرف وجيز من فتح شركته، و اختار الانطلاق بمجموعة أنظمة تسيير رقمية خاصة بالترقيات العقارية و العيادات الخاصة، بحيث تسهل هذه الأنظمة النشاطات المتعلقة بمعالجة ملفات المستفيدين و المرضى، و غيرها من خدمات تسيير المشاريع الكبرى، كما عمل على تطوير شبكات الإعلام الآلي و الهاتف، و لم يتوقف عند ابتكار أنظمة ذكية و إنما تعداها إلى تصميم بيوت و مستشفيات ذكية، تماشيا مع الانفجار التكنولوجي.
عبد الحكيم قال لنا، بأن تخصصه يستدعي مواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، و السرعة في تجسيد الأفكار، و يرى بأن عامل الوقت مهم جدا لأن أي تأخر قد ينعكس سلبا على طبيعة المشروع، في ظل التطورات المتسارعة لمعطيات التكنولوجيا الرقمية ويجب حسبه استغلال الوقت استغلالا أمثل في تطوير أفكار جديدة من شأنها أن تسهل حياة المواطن، ولذلك فقد قرر تصميم بيت ذكي سنة 2017.
ولأجل تنفيذ هذا المشروع، قال محدثنا، بأنه سافر إلى عدد من بلدان العالم وحضر كبريات المعارض الدولية في مجال التكنولوجيا و الابتكارات، أين غذى فكرته وألم بكل جوانب تطبيقها بعدما اطلع على مشاريع أخرى من هذا النوع، و تعرف على أحدث الوسائل و الأدوات التقنية المستعملة في إنجازها، كما تعرف على علامات رائدة في مجال صنع الأدوات و الوسائل التكنولوجية وهو ما ساعده على انتقاء المعدات اللازمة و تجريبها ليشرع في إنجاز نموذجه الخاص من البيت الذكي.
50 مليون تكلفة منزل ذكي
قال المستثمر، أن أكثر ما ركز عليه عند تصميم النموذج الأول هو الاعتماد على أحدث الوسائل و بأسعار معقولة، خصوصا وأن هذا النوع من البيوت يكلف في العادة ما يزيد عن 600 مليون سنتيم، لكنه و بفضل الدراسات الدقيقة التي أجراها و توظيفه لأحدث التقنيات، تمكن من بلوغ هدفه و تصميم بيت ذكي من ثلاث غرف بقيمة لا تتعدى 50 مليون سنتيم.
و يتوفر هذا المنزل على العديد من المميزات التي تسهل حياة ساكنيه، على غرار التحكم عن بعد في الإنارة و التدفئة و التبريد و فتح الأبواب و النوافذ و تسيير جودة الهواء و غيرها، حيث يمكن للفرد تسيير بيته عن طريق أوامر صوتية و هو مستلق في مكانه أو باستعمال تطبيق ذكي يتم تحميله على الهاتف.
ويسمح التطبيق كما أوضح، بمعرفة كل ما يحدث في البيت بالتفصيل و يمكن من التحكم في الكثير من العناصر عن بعد، كما يقدم تنبيها عن أي طارئ قد يحدث، مثل تسرب للغاز أو الماء أو فتح نافذة، و ينبه ويرسل تحذيرا في حال ترك فرد باب البيت مفتوحا أو نسي الحنفية و يمكن من غلقهما دون عناء التنقل.
جسدنا 12 بيتا ذكيا في الجزائر
و قال عبد الحكيم، بأن الاعتماد على هذه التكنولوجيا سيقلل من الحوادث المنزلية المميتة كتسرب الغاز، الذي يزهق أرواح الكثيرين سنويا، حيث أنه و بمجرد حدوث تسرب ما أو تشغيل الموقد بطريقة خاطئة، فإن التطبيق سينبه صاحب البيت، وكذلك الأمر بالنسبة للتسربات المائية التي يرصدها بدقة، كما يتيح خدمة تشغيل بعض الأجهزة عن بعد، بما في ذلك المكيف و أجهزة التدفئة أو برمجتها وفقا لتوقيت زمني معين، أضف إلى ذلك توفر المنزل على أحدث كاميرات المراقبة التي توفر حماية من السرقات.
وأشار المتحدث، إلى أنه قام بدراسة على مختلف الوسائل التي تدخل في إنجاز البيت الذكي ليختار علامات ذات جودة و متوفرة في السوق و تتلاءم مع القدرة الشرائية للمواطن ليخفض التكلفة، مضيفا بأن شركته تخصص نقطة بيع و تضمن متابعة لمدة سنتين لكل مشروع تنجزه، كما تضع خطا هاتفيا خاصا للتواصل على مدار الساعة.
ويحصي المستثمر اليوم، 12 منزلا ذكيا على مستوى الوطن، ساهمت شركته في إنجازها بكل من قسنطينة و الجزائر العاصمة و وهران و الشلف و سطيف، حيث يضمن متابعة دائمة و يسعى لتطوير فكرته تماشيا مع كل جديد في عالم التكنولوجيا والتقنيات الرقمية، خاصة وأن زبائنه يبحثون دائما عن التحديث.
المستشفيات الذكية مشروع قيد الدراسة
ولا يتوقف الأمر على البيوت، بل يسعى الشاب إلى توسيع مجال ابتكاراته، حيث يعمل حاليا على عدة مشاريع، أهمها مشروع المستشفى الذكي، الذي وضع لبناته الأساسية مختصون تابعون لشركته، و يتميز هذا المشروع بتطوير نظام آلي لتسيير المستشفيات، يسمى « أس أي أش»، وهو نظام يسهل العمل على الطبيب و الطاقم الطبي و الإداري و يحد من الأخطاء، كما يسمح بتنظيم عملية متابعة ملفات المرضى و ضبط مواعيد الفحوصات الدورية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)