الجزائر

شيخ يعض الناس منذ 47 عاما فيعالجهم من الأسقام.. !!



شيخ يعض الناس منذ 47 عاما فيعالجهم من الأسقام.. !!
قيل لنا أنه يوجد بحي العالية وسط مدينة بسكرة شيخ في الستينات من العمر, يعالج مرضاه عن طريق العض باستعمال أسنانه التي استبدلها بأخرى من معدن العاج والفضة, فانتابنا الشك للحديث الذي استقيناه من أحد معارف “عمي علي عباد” الذي هو في الأساس أحد المرضى ممن تماثلوا للشفاء بعد عضات الطبيب التقليدي الذي يقطن بما يعرف محليا بمرتفعات حي العالية الشعبي.
حيث استقبلنا المعني في محل بيته الذي اتخذه كعيادة تقليدية لمعالجة زائريه من المرضى بمساحة إجمالية لا تتعدى 20 مترا مربعا يتوسطها حبل يقسم المحل إلى نصفين الأول لاستقبال الزوار من زبائنه وبه مقاعد خشبية للانتظار، والنصف الثاني الذي يتواجد به سرير يستلقي به المريض ليباشر “عمي علي” معالجته بالعض في المكان الذي يعاني من الآلام. تنقلنا للمنطقة التي يقطن بها وسألنا عنه فدلنا أحد جيرانه على مقر إقامته، فإذا به بيت من طابقين انتظرنا لحظات حتى جاءنا طبيبنا الذي بدا منذ الوهلة الأولى أنه إنسان مرح واجتماعي، تبادلنا التحية ودعانا للدخول إلى “الكابينة” صرحنا في بادئ الأمر أننا مرضى فسألنا عن مكان وأعراض المرض لكن دبلوماسيته في الكلام وطريقة ترحيبه بنا دفعنا للتصريح بأننا صحفيين قادنا فضولنا الإعلامي له.. انطلق في سرد مسيرته مع العلاج التي بدأت منتصف الستينات من القرن الماضي عند تنقله لأحد أطباء الأسنان بمقر إقامته سابقا بمدينة تبسة قصد العلاج، وقتها تفطن الطبيب أن عمي علي يملك خمسة أسنان أمامية بزائد واحدة عن المألوف لدى عموم الناس، وهو ما استغرب له الطبيب الذي أكد لعمي علي أن السن الزائدة لها حكمة.. لتكون بداية العلاج مع شقيقه الذي يمتهن الفلاحة والأعمال المتعبة من “الحمالة” وغيرها، فكثيرا ما يشتكي من آلام الظهر والمفاصل فطلب عمي علي من والدته أن يعالج أخاه بالعض لمدة ثلاثة أيام وهو ما حدث وامتثل شقيقه للشفاء فكانت المغامرة ناجحة وانطلق عمي علي في مسيرته الطبية في العلاج بالعض منذ ذلك الوقت. بعد نجاح التجربة الأولى عاود عمي علي التجربة مع آخرين في مدينة تبسة، فاكتشف أن في أسنانه حكمة رزقه الله بها يتخذها سببا في شفاء المرضى دون طلب مقابل مادي عن عملية العلاج التي يقصده زبائنه المرضى من ولايات مجاورة بعد نجاح العلاج الذي يقدمه لمرضاه الذين يبلغون عنه للآخرين، محدثين إياهم عن تماثلهم للشفاء بعد خضوعهم للعلاج عن طريق عضات يتلقونها من شيخ كبير. لكن انتقال عمي علي رفقة عائلته للإقامة ببسكرة في السبعينات زاد من شهرته وتوافد عليه المرضى من كل جهات الوطن حسب تأكيده، خاصة بعد زيارة قام بها طاقم صحفي من قناة فضائية عربية وبرنامج “رحالة” الذي خصه بزيارة هو الآخر سنة 1999 لتزداد شعبيته بين المرضى الذين توافدوا عليه من كل ربوع الوطن، مؤكدا خلال حديثه توافد مرضى من دول تونس وليبيا ومغتربين جزائريين بفرنسا جاؤوا خصيصا للعلاج في عيادة عمي علي المتواضعة، حيث يستخدم الماء الذي يضعه في إناء بلاستيكي كبير وسيلته للعلاج بغسل رجلي المريض بعدها يستلقي المريض كاشفا عن المكان الذي يعاني من الآلام لينطلق “عمي علي” في البصق عليه وعضه، حيث يؤكد “عمي علي” أن فترة العلاج ينبغي أن تمتد لثلاثة أيام متتالية لا يقوم خلالها المريض بعملية الاستحمام حتى نهاية العلاج طيلة الأيام الثلاث. وفي شأن الأمراض التي يختص “عمي علي” بمعالجتها تتفرق بين ما يسمى بعرق الأسى وآلام المفاصل والعمود الفقري وآلام أخرى بأنحاء متفرقة من الجسم، كما أكد عمي علي تلقيه لعروض العمل بالخارج من مغتربين جزائريين اقترحوا عليه التنقل للعمل بدول أوروبية وعربية لكنه رفض ذلك من الأساس مؤكدا أن غايته لا تعدو أن تكون خيرية ومساعدة المرضى على تجاوز محنهم ومعالجة آلامهم مصرا على استمراره في العلاج بالمجان فهو لا يطلب ممن عالجهم مقابلا، إلا من أصر على منحه مبلغا ماليا نظير استشفاءه بطريقته الخاصة، وختمنا زيارتنا ل “عمي علي” الذي ألمح إلى طموحه في التفاتة رسمية من وزارة التضامن الوطني لتكريمه وإعطائه شهادة قال إنه ينتظرها مقابل العمل الذي يقوم به في علاج مختلف أنواع الآلام.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)