الجزائر

شيخ المالوف والحوزي من يتذكر الفنان علوي محمد المدعو «ميلو»؟



تزخر ولاية سكيكدة بالعديد من الوجوه الفنية التي صنعت، وطيلة حقبة من الزمن، مجد هذه الولاية. ومن بين الذين جمعوا بين العلم والفن شيخ المالوف والحوزي الفنان علوي محمد المدعو الزواوي، والمعروف في الوسط الفني وعوام الناس باسم الشيخ «ميلو»، الذي يعتبره العديد من الفنانين بسكيكدة، أبا المالوف والحوزي دون منازع. وُلد في 06 /05 /1906 بمدينة فاس المغربية، من أب مغربي وأم تركية من عائلة (توباني)، التي كانت تقطن خلال عهد الأتراك عاصمة الجسور المعلّقة قسنطينة، التي عشق جمالها قبل أن تشده مدينة سكيكدة بسحرها، فأَحبها أيضا حبا سكن في وجدانه، فعاش فيها شبابه إلى أن وافته المنية في سبعينيات القرن الأخير.
وحسب المعلومات التي جمعناها، سواء من قِبل أفراد عائلة الفنان التي التقيناها بسكيكدة أو من قبل بعض الشيوخ الذين مازالوا يذكرون الشيخ «ميلو»، فقد أكدوا لنا بأن هذا الأخير كان قد قدِم بمعية أسرته من مدينة فاس المغربية، عندما كانت في طريقها إلى البقاع المقدسة مشيا على الأقدام، لكن الظروف التي اعترضت رحلتهم آنذاك، أرغمتهم على الاستقرار بمدينة قسنطينة، التي عاش بها طفولته، ثم شبابه.
كان مولعا منذ صغره بالموسيقى وبالفن الروحي المستمَد من الزوايا والفرق الدينية التي كانت تنشط هناك، والتي من خلالها أسّس فرقة العيساوية بقسنطينة، وفي نفس الوقت كان ينهل من مختلف العلوم إلى جانب القرآن الكريم والحديث واللغة وعلوم أخرى، ليتزوج بعدها بقسنطينية من أصل تركي أنجبت له ولدا...
انتقل إلى مدينة سكيكدة التي اكتشفها لأول مرة، فشدّته شدا، خاصة شريطها الساحلي، ليقرر الاستقرار بها بعد أن ساهمت، بشكل كبير، في تكوينه الفني والعلمي؛ حيث زاول بها دراسته بثانوية العربي التبسي رفقة المرحوم فرحات عباس وكذا الدكتور كسوس، ليتحصل على شهادة في الحقوق...
الفضل في تكوينه الفني يعود إلى الشيخ الدرسوني، الذي زوّده بالمبادئ الأولية للفن الأندلسي الأصيل..
لقد كان للشيخ «ميلو» كل الشرف في الاشتغال إلى جانب الشيخ محمد الطاهر الفرڤاني، خاصة أنه يتقن العزف على آلتي العود والبيانو، وظل يلازمه لفترات طويلة...كما أحيا العديد من الحفلات الفنية عند العائلات الجزائرية خلال تلك الحقبة، فكان من بين مؤسسي كل الفرق التي كانت تنشط في الحفلات والأعراس.
يتمنى العديد ممن تحدثنا إليهم أن يهتم قطاع الثقافة في الولاية بأمثال هذه الشخصيات الفنية التاريخية، من خلال تقييدها في كتب تكون مرجعا لأجيال هذه الولاية، الذين يجهل الكثيرون منهم الكنوز التي تزخر بها عاصمة روسيكادا وأعلامها وأبطالها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)