شياطيـــــن مثقفــــة.
مهما تباينت الاتجاهات و الآراء في تعاملاتنا في الحياة مع الناس إلا أننا نجدهم أصناف ، لكن ما لفت انتباهي صنف غريب التصرفات ، لا لشيء بل فقط لأنهم عارفون بالأمور، غير جاهلين بها وعالمون بما لها و ما عليها من وزر ، لكن التعمد يحوي الموضوع دائما.
' شياطين مثقفة '، هو العنوان الأقرب لهذا الصنف من الناس نتعامل معهم عن حسن نية ، لكن تبقى لهم طريقتهم في التعامل الأخير.
صنف يعرفون الحق من الباطل ، لكنهم يتعمدون الدنو من المشتبه منهما فقط لأنهم يتخذون حلاوة اللسان المنمق ، وحسن التعبير في كلامهم شعارا ، فيجعلون الناس تصدقهم و هي تضحك ، أناس يقتلونك بالذوق ، فتقول اللهم كثر من صاحبتهم ، لكن لاحياة لمن تنادي.
ناس ' يقولون مالا يفعلون' ، يشترون ' ... بكلام الله ثمنا ' ، تجدهم يرتكبون أفضع الأعمال و هم متيقنون ان ما يفعلونه خطا أحمر، مثقفون هم و ان عارضتهم في الأمر يجدون ألوف الأعذار و ملايين الدلالات و هذا لتبرير موقفهم المخزي ، يقتلونك بالاحترام اللغوي.
هم في وسع العيش لكنهم يحبون الأزقة فقط لأنها ضيقة ويحبون التستر بسلوكاتهم من الناس ، رغم علمهم بأن الله يعلم خائنة الأعين و ما تخفيه الصدور، ما يلفت انتباههم شيء واحد أنهم يعرفون بعضهم جيدا و إن التقت أقلامهم ، شكلوا شعلة نار ، في موقد دائم الاشتعال.
إن حاورتهم في أمر ما ، تقسم أنهم مساجد أو معاهد أو ... تسير أمام الملئ لكن عندما توازن بين ما يقولون و ما يفعلون ، فشتان بينهما، بحلاوة لسانهم يقنعون يتبعون المثل القائل 'السن يضحك للسن و القلب ممتلئ بالخداع ' يزينون لك الأمور عجبا، فتقول في نفسك : هؤلاء و ما بعدهم الطوفان.
لا تستغربون فكل واحد منا صادف هذا النوع من البشر لكنه لم يجد التسمية الحقيقية لها ، سواء صديقا أو جار أو ... تراه شيئا و تسمع عنه
أشياء ، فأسميتهم كذلك لأنهم يشككونك في نفسك ، في أخلاقك و مبادئك
يتعمدون أفعالا رغم ثقافاتهم الواسعة ، و هذا مثال بسيط كي يتضح القليل :
شخص يحبونه الناس يرتدي لباس ملتزم ، ولا ينسى مواقيت الصلاة ، خاصة الفجر و الجمعة ، و يزاحم المصلين في الصفوف الأولى و لا تفوته الخطب
يتحدث بلسان معسول ، لكنه عاق الوالدين ، يفرق بين اثنين ...
جهلاء و أميون لا يمشون على خطاهم و لا يتصرفون بطريقتهم، وهذا لا لشئ فقط لأنهم يعانون فراغا كبيرا في داخلهم ، ذوو ضمائر مستترة و أفعال مبنية للمجهول ، و احاسيس ميتة ، يغلبونك فقط بحروبهم الكلامية المنمقة.
- بعد هذا الطرح ، هل صادفتم هذا الصنف في حياتكم ، باختلاف أوجههم ؟
- و ما هي الطريقة المنتهجة من طرفهم ؟
منقول
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2012
مضاف من طرف : yasmine27