الجزائر

شيء.. نسيه ولد خليفة



شيء.. نسيه ولد خليفة
التربية في الجزائر مريضة.. وبدل أن يعالج المريض .. يترك ممددا على السرير بلا حراك.. أو تجرى عليه التجارب.. فيحقن دوريا بمصل جديد.. أو يجبر على تجرع دواء تحت الاختبار.. والنتيجة أن حالة المريض النفسية والعقلية تسوء باستمرار.. وسلوكه يزداد شراسة.. وميزانية الدولة تتحمل عبء استبقاء هذا المريض حيا في غرفة الإنعاش.. ولا أمل يبدو في الأفق.
أليس هذا حال المدرسة الجزائرية؟ هذه الحقيقة أكبر من أن تنكر.. أو تطمس بأرقام وهمية.. فالمشكلة تخص كل بيت جزائري.. وتخص الدولة والمجتمع.. وأعتقد أنها منبع باقي المشكلات.
*********
رئيس المجلس الشعبي الوطني.. يشخص الحالة المرضية لهذه المدرسة.. فيقول إنها "تعيش عزلة مصطنعة عن محيطها الاقتصادي" .. ويتهم "التشريعات التي تحكمها بالقدم" .. ويقول أيضا "إن مقررات التربية المدنية والدينية ليست أكثر من كلام تجريدي".. وحامل البكالوريا عاجز عن "ملء استمارة طلب في البلدية".
جانب من هذا الكلام صحيح ومرير.. ولا حاجة لتأكيده.. لكن ثمة نقطة يكون "ولد خليفة" قد غفل عنها.. أو تعمد إسقاطها من تشخيصه.. وهي أن المحيط الاقتصادي الذي يتحدث عنه.. متهما المدرسة والجامعة بالانعزال عنه.. غير موجود أصلا.
لا يتوفر اقتصاد في الجزائر.. وتحديدا لا يوجد اقتصاد جزائري.. ومن ثم.. كيف تنعزل المدرسة عن شيء لا يظهر إلا في دفاتر المستوردين.. وحقول النفط التي تغذي نهم اللصوص الكبار!
الذين باعوا القطاع العام بالدينار الرمزي.. وأجهزوا على المؤسسات الإنتاجية.. وفتحوا أبواب الجزائر أمام خردوات الصين.. واستراحوا في آبار النفط.. هم من دق الإسفين في نعش المدرسة والجامعة.. أما الصغار فتكفلوا بالباقي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)