تتوفر ببلدية عين الزويت، التي لا تبعد عن عاصمة الولاية إلا ب18 كيلومترا من الجهة الغربية، على 03 شواطئ «الشاطئ الكبير»، «واد طنجي»، و»واد بيبي» بحق تحف طبيعية، تحوّلت إلى مزار قاصدي الهدوء وزرقة المياه، ومتعة البحر في كنف الطبيعة، إلا أن وضعية البلدية التي تعد من أفقر البلديات، وغير قادرة على تهيئة هذه الشواطئ الفريدة، والتي تحتضن الآثار الرومانية.فالشاطئ الكبير يعرف إقبالا كبيرا للمتوافدين عليه، ووجهة لقضاء العطل الصيفية، ليبقى الشاطئ الكبير الساحر الذي يبعد عن مدينة سكيكدة بحوالي 17 كلم، من الشواطئ التي تشهد كل سنة توافدا كبيرا للمصطافين لكبر مساحته، والكثير من الذين قصدوا هذا الشاطئ الذي تبهرك مناظره النادرة، من تنوّع في الغطاء النباتي الكثيف، وكذا طيبة سكان المنطقة البسطاء المنتشرة مساكنهم هنا وهناك، والذين يأملون في أن تحوّل الجهات المعنية هذا الشاطئ إلى منتزه سياحي بامتياز، خاصة أنه يتوفر على كل الظروف التي تسمح بتحقيق ذلك، حتى يساهم في ترقية السياحة في هذه المنطقة الآمنة والعذراء.
رونق الطبيعة العذراء
ويعد الشاطئ الكبير من أجمل الشواطئ التي تتميز بها المنطقة الغربية من مدينة سكيكدة، من رمال ذهبية، تزاوج مياهه بالبساط الأخضر من غابات المنطقة جعلته قطعة من جنة، ناهيك عن الهدوء والسكون الذي يضفي عليه جمالية تجعله مقصد محبي الطبيعة العذراء التي لم تنتهكها أيادي تلوثها، لوقوعه في مكان يَصعب الوصول إليه ولكنه يستحق العناء، وإلى جانب هدوئه وخلوه من الضجيج، يوفر هذا الشاطئ منظراً في غاية الجمال والروعة لغابات كثيفة تحيط به ويخترقه مصبّ الوادي، ويعد الطريق الجبلي المؤدي إلى الشاطئ الكبير انطلاقا من أعالي سطورة مسلكا صعبا لكونه مليئا بالمنعرجات، والمنحدرات، حيث يجد أصحاب المركبات صعوبة في اجتيازه، إلا أن رونق الطبيعة العذراء، والجمال البري للمواقع المحيطة به تزيل كل مشقة.
وشاطئ «واد بيبي» بعين الزويت، لوحة فنية طبيعية، ومن أجمل الشواطئ، رغم أنه كان مغلق لا تسمح به السباحة خلال السنوات الماضية، إلا أنه كان يزوره المئات بدءًا من موسم الاصطياف للتمتع برؤية مناظره الخلابة التي تمزج بين البحر والغابات في لوحة نادرة، وقد تمّ افتتاحه الموسم الصيفي الحالي، وما زاد هذا المكان جمالًا الآثار الرومانية المنتشرة على شريطه، فهذا الشاطئ يزخر بالكثير من المواقع الأثرية الرومانية.
قلعتان فينيقيتان
وشاطئ واد بيبي، يحتضن إرثا تاريخيا يعود إلى أزمان غابرة حسب علماء الآثار والتاريخ بالولاية، إذ يحتوي على آثار تاريخية لميناء يعود تاريخه حسب بعض العارفين بتاريخ المنطقة إلى العصر الفينيقي، وما زاده جمالا ورونقا القلعتان اللتان تتوسطا الشريط الساحلي للشاطئ، ولقد كان محل اهتمام الحضارات المتعاقبة ولاتزال شاهدة إلى يومنا هذا على عراقتها مع بقايا البنايات وقبور وآبار مجهّزة للشرب، حيث توجد حجارة ملتصقة بمياه البحر، عبارة عن سلاسل من الأحجار الغليظة، تنتهي بكهف بداخله مغارة يصعب الوصول إليها إلا على المغامرين ومحبي الاطلاع، كما يعرف هذا الشاطئ إقبالا كبيرا من الولايات المجاورة وحتى العائلات العاصمية لها تقليد في زيارة هذا الشاطئ.
وأوضح سكان «واد بيبي» ل»الشعب»، أن الشاطئ يعد من أهم الأماكن السياحية ومن أبرز مواقع الاصطياف التي لا يمكن الاستغناء عنها، إذ يأتي إليه عشرات المصطافين من ولايات شرق وجنوب البلاد، لاسيما وأن ساحل واد بيبي يربط بين بلديتي عين الزويت في أكبر جزء منه، وتمالوس في الجزء الباقي من ناحية الغرب، ويضمّ شاطئ البحيرة الجميل، والعديد من الخلجان الرائعة الجمال.
الجنة المنسية
أما شاطئ «واد طنجي»، فقد جاء مضمون قرار اللجنة الولائية لمعاينة الشواطئ بالولاية هذه السنة، كالعادة في غير صالح المصطافين، والقاضي بمنع فتح الشاطئ، الذي يعد من بين أحسن الشواطئ بالجزائر، وبقي مغلقا في وجه حركة الاصطياف، ورغم ذلك لم يمنع من بقائه مفتوحا أمام المصطافين بتوافد أعداد هائلة من العائلات والشباب من مختلف الولايات والمدن الداخلية، وهو الوفاء الذي ظل قائما من قبل عشاق البحر الذين لم يفارقوا الشاطئ، حتى أثناء العشرية الحمراء، لتعلقهم بالمنطقة والتمتع بمياه شواطئها، وممارسة هواية الصيد، فشاطئ «واد طنجي» صيته تجاوز الحدود، ويعتبر بحق الجنة المنسية التي لم يدخلها الاستثمار السياحي بعد، وظلت منطقة عذراء، لم تنل حظها من الرعاية والاستثمار السياحي.
ويرى سكان بلدية عين الزويت، أنّه من الضروري فكّ العزلة عن منطقتهم لتوفرها على كل مقومات النهوض بالسياحة الجبلية منها والشاطئية على حدّ السواء، لامتلاكها شريطا ساحليا في غاية الجمال، وثروة غابية متنوعة، وشواطئ رملية بمناظر ساحرة.
وتتوفر بلدية عين زويت على إمكانيات سياحية هامة لاتزال في الوقت الحالي غير مستغلة لاسيما الشواطئ، كما أنها قبلة سياحية في جانبيها الجبلي والشاطئي للكثير من الزوار من مختلف ولايات الوطن، وللتكفل بهذا القطاع بصفة جيدة فقد تمّ تصريح منطقتي الشاطئ الكبير وواد بيبي كمنطقتين للتوسّع السياحي غير أن هذه المناطق لم يتم الاستثمار بها كما استفادت منطقة الشاطئ الكبير بدراسة لمخطط الشاطئ. والبلدية تعلق أهمية كبيرة على القطاع السياحي في تنميتها المستقبلية لهذا السبب ينبغي التفكير في التكفل الجدي بهذا القطاع لجلب الاستثمار الخاص بهذه المناطق، وبالإضافة للشريط الساحلي الهام تزخر البلدية بمواقع أثرية هامة تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
سكيكدة: خالد العيفة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/08/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net