الجزائر

شهررالمحرم شهر الله



شهررالمحرم شهر الله
الشيخ: قسول جلولنهنئكم بالعام الجديد جدد الله علينا وعليكم النعم ودفع عنا وعنكم النقم. إن من نعم الله - تعالى - على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله فما كاد ينقضي موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم هو شهر الله المحرم يأتي هذا الشهر مذكرا المسلمين وما هم عليه من الاقتتال بأن في دينكم مبادئ تدعو إلى حرمة الدماء وهناك أمكنة وأزمنة يحرم فيها القتال وإراقة الدماء لعظم حرمة الإنسان ربطه بحرمة الأمكنة المقدسة ؟ وأن شهر المحرم هو شهر الله وكل الشهور هي لله لكن لتعلقه بحرمة الإنسان وأن المحرمات هي لله وهو أول شهور السنّة الهجرية ومن أعظم الشهور وأفضلها وأحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله - عز وجل - في كتابه أن الله حرم الأشهر الحرم الأربعة وهي الثلاثة المتوالية: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم والشهر الرابع المفرد: رجب.قصة الحرمةوالواضح أن هذا التحريم كان مع فرض الحج في أشهره المعلومات منذ إبراهيم وإسماعيل وعلى كثرة ما حرف العرب في دين إبراهيم وعلى شدة ما انحرفوا عنه في جاهليتهم قبل الإسلام فإنهم بقوا يعظمون الأشهر الحرم هذه لارتباطها بموسم الحج الذي كانت تقوم عليه حياة الحجازيين وبخاصة سكان مكة كما يكون هناك السلام الشامل في الجزيرة الذي يسمح بالموسم والانتقال إليه والتجارة فيه وقد وردت في شهر محرم نصوص تدل على فضله وفضل الأعمال الصالحة فيه قوله - تعالى -: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) وفي هذه الآية بيان أن الله - سبحانه - وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خلق السموات والأرض وأن هذا هو الذي جاءت به الأنبياء ونزلت به الكتب . {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} هي: ذي القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب: ثلاثة سرد وواحد فرد وشهر محرم من الأشهر الحرم التي ذُكرت في الآية. وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) ومن فضل شهر محرم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أضافه إلى الله - عز وجل - فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ)) هذا الحديث فيه تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم وأن أفضل أوقات صوم التطوع بعد رمضان هي أيام شهر محرم الذي أضافه الله - تعالى - إليه تشريفاً وتعظيماً وهذا ظاهر من حديث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإن الصيام من أفضل الأعمال عند الله - تعالى -. ومن فضل شهر محرم أن فيه يوم عاشوراء الذي يذكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فضله في حديث أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - فيقول: وَصِيَامُ َويومِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ فضل العمل في شهر محرم: إن المسلم العاقل اللبيب هو الذي يستغل مواسم النفحات الربانية والمنح الإلهية كي يكثر من الطاعات والخيرات فيها خاصة وأن الأجور فيها قد تكون مضاعفة. وإن مما ينبغي على العبد القيام به في هذا الشهر أمور منها: أولاً: الصيام لحديث أَبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ)) ثانياً: تحري صيام تاسع والعاشر منه فعَنْ بْنِ عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:((لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِل لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)) وقال: وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)). ثالثاً: كما أنه ينبغي الإكثار من الدعاء والتزود من الطاعات واستغلال هذا الموسم الرباني. وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد بيَّن لأمته الكيفية الصحيحة لأداء أي عبادة أو شعيرة من شعائر الدين الهجرة والتاريخ الهجري الهجرة حدثٌ عظيم مبارك ومن أجل ذلك جعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه بداية التاريخ الإسلامي المناسبة الحقيقية التي كانت فيها بداية الانطلاقة الكبرى في التاريخ الإسلامي هي الهجرة أحداث كثيرة تتعلق بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم غيرت مجرى التاريخ كيوم مولده ويوم بعثته ويوم هجرته هذه الأحداث طرحت تساؤلات أيها أعظم وأيهما أفضل لتكون بداية لميلاد تاريخ هذه الأمة ؟ وما هو الحدث الأهم للبشرية: يوم ولادته أم يوم بعثته؟ يوم بعثته أهم لا شك في ذلك هو اليوم الذي صار فيه نبياً هو اليوم الذي نزل عليه فيه الوحي هو اليوم الذي أعلن فيه ميلاد هذا الدين وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. وأيهما أعظم بالنسبة للإسلام والمسلمين وأكثر أثراً وظهوراً: يوم ولادته أم يوم هجرته؟ لا شك أن الهجرة أعظم فإن الولادة لا تقارن بالنسبة للهجرة ذلك اليوم الذي كان إيذاناً بانتقال الدين والمسلمين من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة القوة من مرحلة والاضطهاد إلى مرحلة قيام الدولة ولا شك أن الهجرة إذاً حدثٌ عظيم مبارك ومن أجل ذلك جعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه بداية التاريخ الإسلامي المناسبة الحقيقة التي كانت فيها بداية الانطلاقة الكبرى في التاريخ الإسلامي هي الهجرة لأن ما بعد الهجرة كان قيام الدولة والانتصارات والفتوحات والجهاد وما بعد الهجرة كانت الانطلاقة في أرجاء الجزيرة العربية في نشر الدين وخارج الجزيرة العربية ولذلك لا يمكن أن نقارن يوم الهجرة بيوم المولد ولا يوم البعثة بيوم المولد فإن يوم الهجرة أعظم من يوم المولد ويوم البعثة أعظم من يوم المولد وأن التاريخ الهجري مرتبط بالعبادات وبأركان الإسلام من صيام وحج وكفارات الخ نداء شهر الله المحرم فها قد طوى العام الماضي صفحاته معلناً رحيله بلا عودة وهو يخبرنا بأن ما طواه من سجلات أعمالنا وإنجازاتنا وإخفاقاتنا ....وما إلى ذلك مما قيّد علينا في تلك الأيام الماضية. لاتأنب نفسك على ما قصّرت في عامك الماضي ولم تنجزه ولا عن الأيام السابقة التي ضاع كثير منها دون أيما فائدة تذكر أنظر إلى الحياة نظرةً أخرى نظرة كلها تفاؤل وأمل وعمل دؤوب من دون كلل ولا ملل فما طريق النجاح سوى إصلاح الخلل فكن ذا عزيمة تصرع الملل وفي ميادين التحدي تكن أنت القائد البطل. قد تكون ممن خطط ونظّر لمسيرته في العام الماضي ولكنك وجدت أنك لم تنجز شيئاً؟؟ فيأنبك ضميرك ويضيق عليك عيشك فتخيم سحابة اليأس عليك ومن ثمّ تدخل في دوامة المعاتبة غير المثمرة فتورثك بذلك التعاسة والسآمة وبذلك تتقاعس عن معاودة الكره في ميدان النجاح والارتقاء والرفعة والبعد عن الشقاء. لن يجد الشيطان عليك مدخلا يجعلك تتوقف عن عملك سوى ما مضى من الطريقة السلبيه لمحاسبة النفس. كن إيجابياً في تعاملك مع ماقدر الله لك ....... أن الخطوة الأولى للارتقاء هي الرغبة الأكيدة والصادقة في ذلك وذلك بعد الاستعانة بالله وتنهبّه أن التغيير يبدأ من نفسك يقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويقول أحد الحكماء عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك. فليس المهم هو ما يحدث لك ولكن المهم هو ما تفعله بما يحدث لك فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال استعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكنت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل) وانطلق بروح جديدة روح التفاؤل والتحدي واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله وأن النجاح والتوفيق بيد الله فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ويزيدك تقىً وهدىً ونجاحاً وإنجازاً.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)