الجزائر

شهداء يتبرأون من أبنائهم!


 تعالت أصوات بعض ممثلي جمعيات أبناء الشهداء، بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم الشهيد، في خطابات لتعبئة قواعد العائلة الثورية للانتخابات التشريعية، مقابل ''الحصول على الامتيازات''. تصريحات تحمل في ثناياها دعوة صريحة للمتاجرة بدماء الشهداء الأبرار، ومقايضتها بمنافع بخسة، كرخصة الطاكسي واستيراد السيارة ورخصة مقهى و... الخ من المنافع الرخيصة، التي لا يزال يستعملها النظام الحاكم، لشراء ذمم من يُفترض أن يكونوا أحرص الناس على الدفاع عن ذكرى آبائهم ورسالة نوفمبر المجيدة. قداسة رسالة دفعت بالعديد من المجاهدين الحقيقيين، ممن شاهدوا رفاقهم يموتون أمام أعينهم، وأبناء شهداء أحرار يترفعون عن تلقي المنحة، أو الحصول على الامتيازات. وتذكرت مسار الأب بيرينغي، الكاهن المسيحي بكنيسة الرمشي بتلمسان، الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر، والذي شغل منصب نائب في أول مجلس تأسيسي للجزائر، ورده على من توسلوه بأخذ منحة المجاهد، وأجر النائب: ''أنا لم أكافح من أجل المال أو الشهرة''. واكتفى بأجرته كأستاذ للغة الفرنسية بإحدى ثانويات تلمسان.
وبات بعض ''الوصوليين'' لا يتورعون في توظيف ''ابن الشهيد'' كورقة للمساومة لقضاء مآرب شخصية من مناصب وتعاونيات عقارية، وإلى غير ذلك من الامتيازات. يكفي فتح تحقيق في أملاك وحسابات هؤلاء للوقوف على ثمن بيع ذاكرة الشهداء. ولا شك أنه إذا عاد ''الشهداء هذا الأسبوع'' سوف يتبرأون من أبنائهم الذين لم يصونوا الأمانة التي في أعناقهم، بل واستعملها بعضهم كسجل تجاري. وكان المقابل المرّ هو السكوت على من تطاولوا على ذاكرة الشهداء، وتخاذلوا عن فضح الذين زورا شهادات المشاركة في الثورة ويتحاشون الخوض في ملف المجاهدين المزيفين. ويكتفون بالتهديد مرارا وتكرارا بتنظيم وقفات ''افتراضية'' أمام مؤسسات الدولة لامتصاص غضب قواعدهم فقط. ولم نسمع لهم صوتا في قضية اختطاف جثماني الشهيدين عميروش وسي الحواس. لكن لا عجب في أن نسمع هذه ''الثلة'' من الذين جعلوا أنفسهم ناطقين باسم أبناء الشهداء يطالبون، من منطق الدفاع عن مصالحهم، وليس عن مصالح الشهداء، بالدعوة إلى الانتخاب على أحزاب في السلطة رفضت في وقت قريب حتى برمجة مناقشة قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي، للرد على استفزازات الدولة الفرنسية التي لا تتوانى في سن القانون تلو الآخر لتمجيد الاستعمار، وتجريم كل من ينتقد الحركى.


lalousalah2000@yahoo.fr
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)