شهادة حية عن أحداث في مسيرة الكفاح المسلح

‘'الامداد خلال حرب التحرير الوطني... شهادتي عنوان الكتاب الذي خصصه المجاهد عبد المجيد بوزبيد، لنقل شهادته الخاصة وماعايشه خلال الفترة التي عمل بها، لاسيما في مجال التسليح. ويوضح المؤلف في مقدمة الكتاب أنه ليس في نيته ‘'كتابة التاريخ ، وإنما هي كما وصفها، "مجرد لمحة خاطفة تستعرض الأحداث التي جرت عشية اندلاع ثورة أول نوفمبر"، يقصد به التذكير بأن الاستقلال جاء بعد تضحيات جسام، "كنا نواجه جيشا من أقوى جيوش العالم، فكان لابد من أن ننتظم لتسليح المجاهدين وتمكينهم من مواجهة جيش استعماري قوي وذي تجربة مزود بترسانة لامثيل لها".وأوضح المجاهد أن الكتاب عبارة عن "شهادة عما عاشه أحد المناضلين بشأن مصالح التسليح أثناء كفاحنا التحريري، خصوصا بشرق البلاد". ويمكن من خلاله الاطلاع على تفاصيل أدق على قضية التسليح قبل وإبان ثورة التحرير الوطني.وتعرض الكتاب حسب التسلسل لمسار إقامة الامداد الضروري لجيش في طريق النمو، والخطوات التي مرّ بها تسليم الأسلحة عن طريق البحر وكذا حجز البواخر التي كانت تنقل الأسلحة الموّجهة لجيش التحرير.ويقع الكتاب في 13 فصلا تحكي أهم التفاصيل التي عاشها المجاهد في مجال التسليح والامداد، وكذا معاناته منذ انضمامه إلى المنظمة الخاصة. ويبدأ الفصل الأول بالحديث عن "جنود الخفاء"؛ وهم أول من بدأ عمليات التسليح وعلى رأسهم محمد بلوزداد. ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى تفاصيل اعتقاله ومسيرته من "محاكمة عنابة" إلى صحراء ليبيا، وفي الفصل الثالث يتحدث عن طرق بداية تسلح الثورة لينتقل في الفصل الرابع إلى إنشاء هياكل الامداد في الخارج بدء من سنة 1956.وتحت عنوان "تحضير النصر" يروي بوزبيد شهادته عن قاعدة بن غازي في ليبيا ثم يتحدث في الفصل السادس عن الامداد سنة 1957. ويخصص الفصل السابع لدائرة التسليح والتموين العام، فيما يخصص الفصلين الثامن والتاسع لوزارة التسليح والتموين العام "المالغ". ويوضح العاشر كيفيات إيصال الأسلحة عن طريق البحر بتفاصيل عن المراكب التي نقلتها و"مغامراتها".وفي الفصل الحادي عشر يتحدث عن إيصال الأسلحة عبر البر والطرق المستخدمة في ذلك، لينقل القارئ في الفصل الثاني عشر إلى تفاصيل التحويل بعد الاستقلال. أما الفصل الأخير فجاء تحت عنوان "بعض اللحظات وبعض الرجال في تاريخ الامداد والتسليح".وماميز الكتاب هو كثرة الملاحق التي تضمنها والتي شغلت أكثر من نصف حجم الكتاب الذي جاء في أكثر من 300 صفحة، وهو مايعكس أهمية المادة الأرشيفية التي في حوزة المجاهد.ويمكن للقارئ الاطلاع على صور فوتوغرافية مختلفة وبعض كلمات السر التمويهية التي كان يستعملها المجاهدون وكذا خرائط تبين عمليات خطوط سير اتبعت لايصال الأسلحة وبيانات عن تطور هياكل التسليح. كما نشر وثائق أصلية لمصالح الامداد، وكذا قائمة الموقوفين بسبب المساس بالأمن الخارجي للدولة في المحاكم التأديبية لبونة.