أجرت أول أمس، مؤسسات عمومية بلدية مع مؤسسة «سوبت» عملية تنظيف شاملة لحديقة سوسة الواقعة أسفل جسر باب القنطرة بقسنطينة، حيث أزيلت منها الحشائش ورفعت القمامة، في حين سطرت السلطات الولائية برنامجا لإعادة الاعتبار لها لتكون جاهزة قبل الصيف المقبل.وشارك أعوان من المؤسسات العمومية البلدية ومؤسسة «سوبت» خلال الفترة الصباحية من نهار أمس، في عملية تنظيف شملت المسالك الأساسية من حديقة سوسة وعدة زوايا منها، بعدما أصبحت مكبات عشوائية للنفايات ومختلف أنواع القمامة التي يقوم مواطنون برميها، فضلا عن المنحرفين الذين يترددون على الحديقة بسبب حالة الإهمال التي تطالها منذ سنوات، رغم حملات التنظيف التطوعية التي نظمت على مستواها عدة مرات من قبل جمعيات وأفراد؛ قاموا فيها بإزالة الحشائش والأتربة المتراكمة على المسالك المخصصة للزوار، فضلا عن تنظيف مقاعدها.
وزرنا حديقة سوسة مؤخرا من خلال مدخلها المفتوح على الطريق الوطني رقم 3 في المقطع المعروف بتسمية «الكورنيش»، حيث لاحظنا أن المشي فوق السلالم الطويلة المنحدرة إلى غاية الحديقة ليس سهلا بسبب وضعيتها، رغم ما يحيط بها من مناظر ومشاهد من أوجه المدينة القديمة وجسر سيدي مسيد والصخرة الحاملة للمدينة، كما أن انتشار الحشائش وعدم زبر الأشجار الطويلة داخل محيط الحديقة يزيد من صعوبة المرور على السلالم وحتى المشي في مسالكها بسبب الأغصان التي تنمو في جميع الاتجاهات، في حين تنتشر القمامة من القارورات الفارغة وعلب الأكل وبعض الأغراض المنزلية التي ترمى من فوق الجسر، حتى أن بعض جامعي النحاس والحديد يترددون عليها عسى أن يعثروا على شيء بينها.
ولا يتردد على حديقة سوسة في وضعها الحالي إلا عدد قليل من الزوار، باستثناء النوادي السياحية والجمعيات والوكالات التي تنظم في بعض الأحيان زيارات جماعية من أجل الاطلاع على خبايا المكان، الذي يضم ما تبقى من الجسر الروماني القديم ونقوش الحيوانات التي يحملها، فضلا عن بقايا الجسر الذي أمر صالح باي ببنائه في عام 1792، كما يفضل الزوار الاطلاع على الأعمدة القاعدية لجسر باب القنطرة الحالي، فيما يواصل آخرون مسارهم تحت الجسر وصولا إلى بقايا المسلك الخاص بدرب السياح على الجهة المطلة على وادي الرمال مقابل بنايات شارع طريق جديدة، لكن وضعية هذا الجزء حاليا تعتبر خطيرة للمرور عليها في ظل غياب حاجز يحمي الزوار من الوقوع، خصوصا عندما يكونون في مجموعات.وتنبعث الروائح الكريهة من الجهة الواقعة أسفل جسر باب القنطرة من حديقة سوسة نتيجة التسربات الكبيرة في قنوات الصرف الصحي التي تمر في المكان، حيث لاحظنا أنها تصب مباشرة في وادي الرمال، فيما تظهر مسارات مياه الصرف مثل خطوط سوداء على الصخر الذي يتشكل منه الوادي نتيجة جريانها لسنوات طويلة. ويلاحظ أن الكلاب الضالة تنتشر بحديقة سوسة أيضا، فضلا عن المنحرفين الذين يترددون عليها في الساعات الصباحية والمسائية، مثلما أكده لنا سكان من شارع طريق جديدة.
وذكر والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، خلال الدورة العادية الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي أن حديقة سوسة مبرمجة للتهيئة حتى تكون جاهزة قبل الصيف القادم، مؤكدا إعداد برنامج خاص بها ودراسة لعملية تهيئتها، كما لفت إلى أن الميزانية الخاصة بالمشروع متوفرة، فيما أكد أكثر من منتخب على ضرورة إعادة الاعتبار لها لكونها تعتبر من الواجهات الرئيسية للمدينة وأحد معالمها المهمة، بعدما أنجزت على الجسر الطبيعي الرابط بين صخرتي مدينة قسنطينة. وذكر لنا سكان وتجار من الجهة السفلى لشارع طريق جديدة أن العديد من زوار المدينة من ولايات مختلفة يسألون عن الطريق المؤدية إلى الحديقة وكيفية النزول إليها، خصوصا أن المدخل الثاني المؤدي إليها من شارع طاطاش بلقاسم ما يزال مغلقا وقابعا في حالة إهمال تام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سامي ح
المصدر : www.annasronline.com