عدة أخبار تناولتها وسائل الإعلام مؤخرا مثيرة للفزع:
أولا: القلق والتوتر السياسي الذي أعلنته مختلف الأحزاب بعد إعلان نتائج الإنتخابات وأوحى هذا القلق والتوتر أن أجواء الربيع العربي تعود من جديد إلى سماء الجزائر. وتجلى ذلك في حدوث ما أطلق عليه بالربيع العربي في قيادات الأحزاب السياسية؟!
ثانيا: تطابق رضى الحكومة الجزائرية عن نتائج الإنتخابات مع رضى الدوائر الأجنبية في الخارج ومنها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية! وهذا على غير العادة.. مما جعل الرأي العام الوطني يتساءل: كيف لانتخابات تشريعية تثير غضب الشعب والأحزاب في الداخل تحقق بالمقابل تطابقا في رضى الحكومة الجزائرية والحكومات الغربية دون أن تثير التساؤلات والتخوفات الجدية مما يبيّت للبلاد؟!
ثالثا: تفطن واشنطن وبروكسل (الإتحاد الأوروبي) فجأة إلى أن عاصمة الجزائر تعيش تحت حالة الطوارئ دون غيرها من مدن الجزائر، وتطالب واشنطن وبروكسل عبر حقوق الإنسان، الحكومة الجزائرية برفع هذه الحالة عن مدينة الجزائر؟!
فهل هي رغبة واشنطن وبروكسل في تحويل ربيع الأحزاب بعد الإنتخابات إلى ربيع آخر؟! إذا كان هذا هو القصد فهل كان الرضى الغربي عن نتائج الإنتخابات المطعون فيها شعبيا هو مجرد فخ نصب للسلطة في الجزائر حتى لا تعالج الموضوع بما يستحقه من علاج قبل أن يصبح مشكلة لا حل لها؟! لسنا ندري؟!
رابعا: الصعوبة التي تواجهها السلطة والأحزاب الفائزة في تشكيل الحكومة الجديدة أو تعديلها بعد الإنتخابات، أليست لها علاقة بموضوع المطالبة برفع حالة الطوارئ في العاصمة... خاصة وأن شلّ الحكومة بإنهاء مهام ربع وزرائها دون تعويضهم أصبح يثير التساؤلات عن جدّية الإجراء وخلفياته السياسية! فماذا وراء الشلل المؤسساتي هذا والدخان الأسود؟!
خامسا: الشلل الذي أصيب به البرلمان بعد تنصيبه، حيث لم يتمكن رئيس البرلمان العربي ولد خليفة من إقناع الكتل البرلمانية بمباشرة الشروع في تنصيب هياكل هذا البرلمان من نواب الرئيس ورؤساء الكتل.. وهذا بسبب رفض بعض الأحزاب التعامل مع قيادة البرلمان الجديد!
ورغم أن عمل البرلمان وعدم عمله سيان بالنظر إلى أهميته في الحياة السياسية والإدارية في إدارة البلاد، لهامشية دوره في حياة الحكم، إلا أن عجز السلطة عن تنصيب برلمان بكامل هياكله وتعيين حكومة، له دلالة قوية على عدم أهمية وجدية الإنتخابات التي جرت.. وأن الغرب الذي يطالب برفع حالة الطوارئ في العاصمة يريد أن يمهد الأمور للقيام بشيء ما!
كل هذه الأمور التي تحصل في البلاد تدل على أن هذه الانتخابات قد تكون أدخلت البلاد في أزمة سياسية حقيقية وجدية.. وأن شلل البرلمان والحكومة ليس خيارا أرادته السلطة من موقع قوة، بل هو خيار لجأت إليه هذه السلطة للتغطية على أزمة حقيقية قد تكون أكبر وأشرس وأعنف لو تم التعامل معها بما يتطلبه الوضع!
Bouakba.saad@elkhabar.com
تاريخ الإضافة : 05/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com