لا يعقل تناول منتوجات فلاحية بأسعار منخفضة على مدار السنةأكّد وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري عبد السلام شلغوم من تيبازة، أوّل أمس، أن مشاريع تربية المائيات بالجزائر تعتبر البديل الأمثل لظاهرة نقص الثروة السمكية بالبحر الأبيض المتوسط الذي تستغلّه 24 دولة محيطة به حاليا بحيث لا تتجاوز حصة الجزائر حدود 100 ألف طن سنويا.في ذات السياق فقد أشار الوزير الى أنّ حاجيات المستهلك الجزائري ارتفعت ولا يمكن تلبيتها اعتمادا على الصيد البحري التقليدي بالنظر إلى محدودية الكمية المتاحة، ومن ثمّ وجب الاستثمار الجدي في مشاريع تربية المائيات التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا بحيث توجد 6 مشاريع منها بولاية تيبازة في طور الإنشاء و التطوير كما تشهد عدّة ولايات أخرى كالشلف وبومرداس وغيرها مشاريع مماثلة يسعى من خلالها القطاع الخاص لمضاعفة منتوج السمك وجعله في متناول الجزائريين بفعل زيادة العرض وخفض الأسعار.وعن استراتيجية القطاع لتطوير شعبة الحمضيات الواعدة ببلادنا أشار شلغوم إلى أنّ الوزارة تعتمد حاليا على سياسة التكثيف لمختلف الشعب الفلاحية والتي من بينها شعبة الحمضيات إلا أنّه يجب انتقاء الأراضي و المساحات التي تناسب كلّ شعبة مع احترام المسار التقني في عملية الإنتاج.وتشهد عدّة ولايات ساحلية حاليا برامج واعدة في هذا المجال تنبني في مجملها على محورين يعنى أولهما بدعم الصناعات التحويلية فيما يتعلق المحور الثاني بالتفكير الجدي في تخطي العراقيل التقنية التي تحول دون بلوغ مرحلة التصدير.وقال الوزير بخصوص هذه النقطة إنّه لم يعد مقبولا على الإطلاق في الوقت الراهن تسجيل عجز في إنتاج الحمضيات إلى درجة المرور إلى مرحلة الاستيراد أحيانا تماشيا و الحاجة المعبّر عنها، إلا أنّ بالنسبة لشعبة الحبوب فإنّ الأمر يقتضي توفر مساحات شاسعة بمعية تساقط منتظم لمياه الأمطار مع الالتزام باحترام المسار التقني لهذه الشعبة بحيث أنّه لا يمكن الاعتماد على السقي المحوري لمساحات شاسعة مما يرفع من تكاليف الإنتاج إلى حدود لا تطاق .وفي حال توفر هذه المعطيات فإنّه يمكن إنتاج أكثر من 10 ملايين طن بالصحراء الجزائرية التي لا تزال تعاني حاليا من مشكلة المياه باستثناء بعض المناطق المحدودة بولايتي أدرار وغرداية، وما يؤكّد هذه الفرضية تعرّض مناطق شاسعة من الحقول المزروعة بالحبوب بولاية تيارت العام المنصرم لكارثة طبيعية ناجمة عن استمرار ظاهرة الجفاف لفترة طويلة نسبيا.وعن قضية التهاب الأسعار لبعض المنتجات الفلاحية، أشار وزير القطاع إلى كون معظم المنتجات الفلاحية المتداولة حاليا تنتج بالمناطق الصحراوية بتكاليف باهظة تضاف لتكاليف نقلها إلى المناطق الشمالية مما يسهم في الرفع من أسعارها ناهيك عن كونها غير موسمية، مؤكّدا على أنّه لا يعقل حسب قوانين الطبيعة تناول منتجات فلاحية على مدار السنة بأسعار منخفضة وإنما تبقى الأسعار مرتبطة دوما بقضية العرض والطلب وطبيعة الموسم.تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري كان قد أشرف على افتتاح فعاليات الطبعة ال14 لعيد الحمضيات بولاية تيبازة وأكّد بمستثمرة تربية البقر الحلوب بسيدي راشد على ضرورة ترقية المنتوج من حيث التوظيب والتعليب تحضيرا للمرور إلى مرحلة التصدير مع تجنب دعم استثمارات في القطاع خارج الإستراتيجية الوطنية المعتمدة، كما عبّر بمشتلة الخضروات الخاصة بأحمر العين عن التطور الملحوظ الذي شهدته الولاية في مجال زراعة الخضر واعتبر مشروع تربية المائيات بعين تقورايت إضافة هامة لمسار ترقية إنتاج السمك ببلادنا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : تيبازة علاء ملزي
المصدر : www.ech-chaab.net