تحولت شلالات «عمّال» المتواجدة على حواف الطريق الوطني رقم 5، إلى محل استقطاب عدد كبير من مستعملي الطريق، من العائلات التي باتت تفضل الاستمتاع ببرودة الشلالات التي تصب من أعالي جبل يسّر، متدفقة بذلك على مدينة «عمّال»، المدينة مترامية الأطراف والمعروفة بجمال ريفها على مدار السنة.يجد مستعملو الطريق الوطني رقم 5 صعوبة كبيرة في مقاومة إغراء الشلالات المتدفقة من أعالي الجبال على وادي يسر. فالمياه المتواجدة بأسفل الشلالات الطبيعية باتت ملجأ الكثير من العائلات المتوجهة إلى شرق البلاد، لاسيما مع حلول فصل الصيف وارتفاع عدد المرتاديها من فئة الشباب، الباحثين عن متعة التسلق إلى أعلى منبعها، والجلوس مطولا في نقطة الصّب المباشر، ولعل مغامرات الشباب في السباحة وسط مياه الشلال الطبيعي لا تنتهي مع انقضاء فصل الصيف، لتتحول بذلك الشلالات إلى مكان للاستجمام، وسط منظر طبيعي، بعيدا عن ضوضاء المدينة.رحلة البحث عن الانتعاش الطبيعي واصطياد «الشّبوط»اللعبة المحببة التي يمارسها الكثيرون ممن اكتشفوا سحر شلالات «عمّال» الممتدة حتى مشارف الأخضرية بالبويرة، يسارعون إليها بمجرد أن يحلّ موسم الاصطياف وأحيانا قبلها للتمتع ببرودة المنطقة التي تقع بين الجبال بمحاذاة الطريق الوطني رقم 5. أما القاطنون بالمنطقة فهم على موعد شبه يومي بها، إذ ينتقلون إليها إمّا للاستمتاع بالمياه المتدفقة من الجبال أو اصطياد أسماك «الشبوط» المعروفة في المنطقة، أو مجرد السير على مياهها غير العميقة التي يقبل عليها الأطفال بشدة، ومنهم من يلجأ إليها لمجرد الظفر بمياهها الصالحة للشرب والمتواجدة على مستوى منطقة «العنصر».ولعل أكثر ما يغري المارة من مستعملي الطريق الوطني رقم 05، تلك الشلالات التي تصب بقوة وفي أشكال متفرقة أسفل المنطقة المسماة «العنصر»، مشكلة بذلك صورة طبيعية وهي تلامس الصخور المتواجدة أسفل الشلال الطبيعي. «ياسين» هو أحد الشباب الذين اعتادوا التوجه إلى الشلال الطبيعي للتمتع بجمالية المكان الذي لا يجده في أي مكان في العالم، خاصة مع الرفقة المسليّة التي تحذو حذوه دون مواعيد مسبقة، فالجميع يقبل عليها تلقائيا. وبعد أن يكون الموعد خلال الصيف للاستماع ببرودة المياه والبحث عن الانتعاش الطبيعي، تتحول المنطقة إلى محطة استجمام وجلسة وسط الطبيعية مع بعض الرفاق والقليل من المأكولات، بعد أن تكون الشلالات المشجع الكبير لفتح الشهية.من جهتها ترى «حسيبة» القاطنة ببلدية «عمّال»، بأن طفولتها كلها قضتها بين ثنايا ما يعرف بمنطقة «لي غورج» عندما كانت ترافق عمها وأقرانها تلهو وتلعب بالمياه العذبة دائمة الجريان، قبل أن يفرض عليها الحظر بمجرد مغادرتها سن الطفولة، حيث تقول في معرض حديثها «بأن شلالات «عمال» فضاء طبيعي للراغبين في المتعة، لكن المنطقة تفتقر للمنشآت التي تمكن من استغلال المنطقة أحسن استغلال.المنطقة تتنفس من جديدعرفت المنطقة تحسّنا كبيرا هذا الموسم، بعد أن أقرّت فيه مصالح الدرك الوطني بمنع الشواء على رصيف الطرق، بعد أن تحول الرصيف إلى مكان لبيع الشواء في الهواء الطلق، وهو الأمر الذي كان يتسبب في خلق فوضى كبيرة في حركة السير على مستوى الطريق، بسبب التوقف العشوائي للمركبات، وكذا الانتشار الواسع للنفايات التي يخلفها الزبائن، وكذا ممتهنو «الشواء» على حافة الطريق، دون الحديث عن المخاطر الصحية التي قد تلحق بالمستهلكين، جراء التسممات الغذائية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريم
المصدر : www.el-massa.com