الجزائر

شفاعة النّبيّ الكريم لأمّته ردًّا على دعاية ربط الإسلام بالإرهاب :


شفاعة النّبيّ الكريم لأمّته ردًّا على دعاية ربط الإسلام بالإرهاب :
تُعدّ الشّفاعة رحمة من اللّه سبحانه وتعالى لعباده في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة، يوم الحرّ الشّديد، يوم يفرُّ المرءُ من القريب والبعيد، يوم يجتمع النّاس جميعهم من لدن آدم عليه السّلام حتّى آخر إنسان على وجه الأرض، في صعيد واحد للفصل بينهم، وصدور الحكم لهم أو عليهم.
حتّى إنّ سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ادَّخَرَ دعوته الخاصة جدًّا إلى يوم القيامة ليَشْفَع لأمّته بها، يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ -إِنْ شَاءَ اللهُ- مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا''، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ومالك والدارمي وابن حِبّان.
وهذه هي الشّفاعة العُظمى للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم القيامة، وهي أعظم الشّفاعات الّتي تجري في ذلك اليوم، وهي خاصة به صلّى اللّه عليه وسلّم، مكرّمة له من اللّه عزّ وجلّ، وهي المقام المحمود الّذي وعده ربّه، قال اللّه تعالى: {عَسَى أنْ يَبْعَثَك رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}، الإسراء:97، وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: ''إنّ النّاس يصيرون يوم القيامة جثًا -جلوسًا على الرّكب-، كلّ أمّة تتّبع نبيّها، يقولون: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتّى تنتهي الشّفاعة إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذلك يوم يبعثه اللّه المقام المحمود''، رواه البخاري.
وممّا خصّه اللّه به شفاعته صلّى اللّه عليه وسلّم في استفتاح باب الجنّة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''أنَا أوّل شفيع في الجنّة''، رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''آتي باب الجنّة يوم القيامة فأسْتَفْتِح، فيقول الخازن: مَن أنت؟ قال: فأقول: محمّد. قال: يقول: بك أمرتُ أن لا أفْتَحَ لأحدٍ قَبْلَك''، رواه مسلم.
كما خصّه اللّه به شفاعته صلّى اللّه عليه وسلّم في تخفيف العذاب عن عمِّه أبي طالب، فقد قال العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أغنيت عن عمّك -يعني أبا طالب- فإنّه كان يحوطك -يَحميك- ويغضب لك، قال: ''هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النّار''، متفق عليه.
وقد يعتقد البعض أنّ هذه الشّفاعة ستكون لأهل الطّاعة والتّقوى فقط، ولكن الأمر على خلاف ذلك، فشفاعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ستكون كذلك لأهل المعاصي، بل لأهل الكبائر من الذّنوب! يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي''، رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وابن حبّان والحاكم، وقال صحيح على شرط مسلم.
وممّا ينبغي أن يحرص عليه المسلم تعاطي الأسباب الموجبة لشفاعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأعظم تلك الأسباب توحيد اللّه سبحانه حقًا، فقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ''أسْعَد النّاس بشفاعتي يوم القيامة مَن قال لا إله إلاّ اللّه خالصًا من قلبه''، رواه البخاري، وكذلك الدعاء له بالمقام المحمود، ففي الحديث عنه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: ''مَن قال حين يسمَع النِّداء: اللّهمّ رَبَّ هذه الدعوة التّامة والصّلاة القائمة آتِ مُحمّدًا الوَسيلة والفَضيلة وابْعَثْهُ مقامًا محمودًا الّذي وَعَدْتَهُ حَلَّت له شفاعتي يوم القيامة''، رواه البخاري، والصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عَشْرًا في الصّباح وعشرًا في المساء، فعن أبي الدرداء رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''مَن صَلّى عليّ حين يُصْبِح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة''، رواه الطبراني.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)