احتفظ الشاعر بوزيد حرز الله في شعره بملامح طفولته، ومن هنا فشبابه ـ رغم أن السن لم تتوقف به عند هذا الشباب ! ـ لا يزال طفولة في عنفوانها، ولا تني تترصد طفولة الشعر أو شعر الطفولة، ولعل حصوله قبل مدة على أكثر من جائزة من الجوائز الخاصة بأدب الطفولة يعد في حد ذاته طفولة بكل ما للطفولة من براءة ووداعة وجمال ! لقد جعل لإحدى قصائده الحائزة على الجائزة عنوان " عطلة نهاية الأسبوع"، وهو ـ كما نرى ـ عنوان عادي لا يوحي بشيء من عالم الطفولة، وليس فيه أية شاعرية، وإن تضمن الفرحة بالتوقف عن العمل والنزهة. ولكن الشاعر استطاع أن يجعل من هذه العطلة عرسا للوفاء والحب والمسرة، شاركت فيه جوقة طبيعية متميزة، فهناك حقل وغدير يقتعدان الجو الخضل، و طيور تشدو للطيور ومع الطيور، ورقص يبلغ حد النشوة، ونسيم يداعب، و زهرة تعطر الأجواء، وصدى صاح يردد الألحان العذبة، وقد تم كل ذلك في جو طفولي حميم. وهذه الطفولة تجعله ـ وهي كذلك لأنها طفولة الرقة و الشاعرية الأصيلة ـ يعشق الرؤى والأحلام مهما تباعدت عنه عشق طفل عنيد حتى في براءته الطفولية وشعره، وكل طفل شاعر في مثل هذه الرؤى والأحلام ! ويتولى الشاعر البوح بها حين يضعها ـ و يصبها في بعض الأحيان صبا ـ على نحو ما في قصيدة من قصائده ! فما الذى وضعه في هذه القصيدة المختارة يا ترى وماذا تقول لنا؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - أبوالعيد دودو
المصدر : اللّغة العربية Volume 4, Numéro 1, Pages 90-106