الجزائر

شغف جزائري للحظة تمثل رمزية عالية



شغف جزائري للحظة تمثل رمزية عالية
تحظى محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك باهتمام ملحوظ من الشارع الجزائري ليس لأنها السابقة الأولى في المنطقة؛ وإنما للصعود الإسلامي القوي في مصر، ربما لأنهم عاشوا وضعا مماثلا إبان ثمانينات القرن الماضي ودفعوا الثمن غاليا. ورغم أن المراقبين يرون أن محاكمة مبارك تلبي رغبة نفسية قوية لدى قطاع عريض من المصريين؛ إلا أنهم يتوقعون أن يلتفت المصريون أكثر إلى من سيحكم بعده. وبحسب محللين فإن المصريين أمام ثلاثة خيارات بعد مبارك إما حكم الإسلاميين أو العسكر او الفوضى، وهي كلها اختيارات تدفع الى الحنين للعهد السابق.

يقول مدير يومية «الوطن» كبرى الصحف الصادرة بالفرنسية عمر بلهوشات إن «صعود الإسلاميين بقوة في مصر اضعف بالتأكيد موقف المجلس العسكري، لأنه سلطة غير منتخبة، كما هو الحال عقب أحداث أكتوبر 1988 في الجزائر، حيث ضعفت السلطة الى حد غير مسبوق واستغل الإسلاميون تلك الفرصة وفرضوا شروطهم امام تشرذم باقي قوى المجتمع». ويضيف: «لأننا نعرف مؤدى هذه الطريق ولان مصر بلد كبير في المنطقة له تاثيره فان القلق بات امرا مشروعا». ويستدرك القول «إن أحداث 1988 في الجزائر قام بها شباب طالبوا بحقوق ولم يكن الإسلاميون فيها طرفا فاعلا، لكن حينما ضعف الحكم انقض الاسلاميون وسيطروا على كل شيء باسم الدين ودخلنا نفقا مظلما».

رمزية عالية

من جهته يرى رئيس الحكومة الأسبق احمد بن بيتور أن «محاكمة مبارك تمثل موقفا رمزيا عالي الدلالة». ويضيف: «هذا الوضع لم يكن احد يتوقعه، فمبارك الذي كان يحكم بلده كما يشاء، ويبدو قويا ومستقرا في مكانه حتى ان التفكير انصب على التوريث، هوى في غضون ايام؛ عندما طفح الكيل وغضب الشعب وثار فأسقطه؛ ما يمثل رمزية لمن سيأتي بعده في سدة الحكم». ووفقا لبيتور فإن الموقف في الجزائر بخصوص وضع مصر ومحاكمة مبارك لا يختلف عن الموقف في المغرب وموريتانيا. فهناك ايضا يتابع الناس خطوات التحول في مصر تماما كما تابعوا احداث ميدان التحرير والمدن المصرية الاخرى خلال أحداث ثورة الـ25 من يناير، والتي على إثرها سقط نظام مبارك الذي بقي في السلطة لثلاثة عقود.

لحظة ثقة

من جهتها، تعتقد الشاعرة والناشطة السياسية المغربية ليلى النسيمي ان «محاكمة مبارك لن تقدم في الواقع اكثر من لحظة ثقة وطمأنينة نفسية للمصريين؛ وتحذير للقادة والرؤساء كي يعتبروا». وترى أن المحاكمة ليست دليلا على الانتقام فحسب وإنما لأن السيل بلغ الزبى، وبحثهم عن مظالمهم التي سلبوها إبان حكم الرئيس المصري السابق. وتضيف في تصريح لـ«البيان» إن «ما يهدد المحيط والعالم هو الظلم والاستبداد وما يقتل حمام السلام هم القادة الذين لا يصطفون في خندق واحد مع شعوبهم». وتستدرك قائلة إن محاكمة مبارك ستبقى رمزا للانتصار لحقوق الشعب، وأنها السلطة العليا التي لا يمكن تجاوزها، ولا الالتفاف على إرادتها. وتختتم إن خلاص الشعوب من التطرف الديني والعقائدي والعرقي؛ لن يتم الا بالثورة الثقافية والحوار المتقدم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)