شعرية الاقتصاد الأدائي في الدّرس النقدي العربي القديم.

الملخص: أصبح مصطلح الاقتصاد الأدائي من المصطلحات العلمية التي شاع استخدامها في اللّسانيات الحديثة ، وتقصد به تحديد طبيعة الاستخدام الكمي للألفاظ داخل لغة النص ومنها امتدّ استعماله إلى الشّعرية الحديثة، والتي استنتجت أنّ هذا الاستخدام الكميّ الأمثل للعلامات في حدّه الأدنى يسهم - وبشكل فعال- في تفجير مدلولات تفوق القدرة المعجمية لتلك العلامات، حيث يتحوّل الاقتصاد الأدائي من مجال النّمو الكميّ للنّسق اللّغوي إلى فاعلية كيفية يتجاوز فيها النّسق اللّغوي الارتباطات الذهنية الثابتة بين الدوال والمدلولات، فتصبح اللّغة الشّعرية ناقلة للشّعرية الكامنة بالقوة في الدوال إلى ذاكرة المتلقي الذي يصبو للوصول إلى الحقيقة الشّعرية عن طريق المدلولات بلغة تمتاز بالكثافة، والإيجاز... ولغة لا تفسّر لكنها تومئ، بلغة لا تسمي الأشياء بل تخلق جوّها حتى تصنع من النّص شعلة متوهجة الدلالة. ستسعى هذه المقالة إلى الكشف عن الجهود المبكرة للنّقاد العرب القدامى أثناء محاولاتهم محاصرة شعرية النصّ، وفي أحد جوانبها من خلال الاقتصاد الأدائي، حيث يتجلى المدى الذي وصلته شعريته في مدى قدرة النّص، وقابليته على التأثير والتأثر، وهو ما التفت إليه علماء الشّعرية العربية القدامى.