المسيرات السلمية المبهرة للعالم كله المحكمة التنظيم والتنسيق السائرة بدون قيادة والتي شارك فيها حوالي عشرون مليونا في جمعتها الرابعة من النساء والرجال والشيوخ والأطفال منهم ما يزيد عن أربعة ملايين اكتظت بهم شوارع الجزائر العاصمة وساحاتها وشرفات منازلها وسطوح عماراتها يا له من جمال يهز النفوس الجامدة ويسمو فوق الخيال شعب مناضل هب من غفوته ليسترجع مجده ويصنع تاريخه ويوطد وحدته من أجل أن ينال مكانته اللائقة بين الشعوب والأمم.لقد كان التلاحم رائعا بين كل شرائح المجتمع في أخوة وألفة لم يخرج عنها أعوان الأمن والدرك الذين انضموا إلى الجموع في انسجام تام مرددين أناشيد الوطن والحرية (قسما ,من جبالنا وطني ) في حماس فياض وفرحة عارمة تذكرنا باحتفالات أيام الاستقلال الأولى سنة 1962 وكأننا أمام ذلك الجيل العظيم الذي قاد الثورة وأبهر العالم ببطولاته وشجاعته وذكائه وحبه لوطنه وهذا ليس غريبا على أبناء الجزائر وشبابها الذي خاطبه الشاعر محمد العيد قائلا «أنت من عنصر الخلود لبابه... كن إلى المجد طامحا يا شباب» وقال له الشيخ عبد الحميد بن باديس «يا نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب.. خذ للحياة سلاحها ولا تهب».
ما يدهش في هذه المسيرات ذلك الهدوء وتلك السكينة وذلك الود والتآخي والتعاون في مظاهرات أمر لا يصدق إنها الجزائر المحروسة جزائر المعجزات فالله يرعاك يا وطني ويسدد خطى أبنائك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجيلالي سرايري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz