أخي القارئ إنه ليس خطأ في الكتابة، إنها " حاءٌُ" وليست "خاءٌ"، أنه شعب الله المحتار وليس شعب الله المختار، لأنني سأحدثك عن بلد شعب الله المحتار. إنها أرض مساحتها ربع مليار هكتار، فيها البترول والغاز، الحديد والذهب والأورانيوم وكل المعادن مما تختار، شواطئ هضاب و جبال وصحراء وجنات ووديان وأشجار، لكن في هذا البلد يستيقظ المواطن كل صباح محتار..
ذات يوم أراد مواطن محتار أن يبني دار تقيه برد الشتاء والصيف الحار..فوجد كيس الأسمنت يباع في المصنع ب 300 دينار ولكن صاحب القرار يبيعه للمواطن المحتار ب 900 دينار..فصاحب القرار وحامي الديار يأخذ 300 دينار، والمقاول السمسار يأخذ 150 دينار، و 150 دينار تتوزع بين بقية السماسرة والتجار واللصوص الصغار ليصل السعر إلى 900 دينار و يبقى المواطن محتار..
في يوم آخر أشترى المواطن المحتار سيارة هونداي، فوجد سعر لتر زيت المحرك يباع ب 200 دينار في شركة نفطال، لكن صاحب القرار وحامي الديار أعجبته فكرة أسمنت الدار وقرر أن يبيع اللتر ب 400 دينار لصاحب الهونداي المحتار ويضع في جيبه 200 دينار...ومسكين صاحب الماريتي والهونداي لأنه أراد أن يجاري صاحب القرار راكب الهامر والجاقوار وتكون له أيضا سيارة يسير بها في الطريق السيار..
صاحب القرار وحامي الديار تجمعت عنده ألف مليار وقرر أن يبني في موريتي أبراجا وعقار ليعلم الشعب المحتار لمن عقبى الدار، فسعر الشقة 6 مليار والفيلا بأربعين مليار، ومن يشتري هذا غير حامي الديار صاحب كل قرار الذي أخذ أسمنت الدار وزيت سيارة الهونداي وترك المواطن محتار...
ركب المواطن المحتار سيارة الهيونداي فوجد طريقه مغلقا للأشغال مع أن الإسفلت لم يوضع إلا في شهر يونيو حزيران، التف يمينا فوجد أن الطريق قد أغلق لأن مخفر الشرطة أصبح قريبا من الدار، فقرر أن يلف يسار ويعود إلى الدار، وعلى الرغم من أن الشرطة على بعد أمتار فإن اللصوص سرقوا الدار وتركوا المواطن منهار
من شدة ما أحتار، قرر المواطن أن يمارس السياسة علٌه يرفع الغبن عن الشعب المحتار وينظم إلى حزب من أحزاب الدار، لكنه وجد الأحزاب تتكسر كما تتكسر صحون الفخار ليلد كل حزب حزيبات صغار لا ترى حتى بالمنظار، فزاد هم المواطن وأحتار أكثر مما كان محتار
على الضفة الأخرى يوجد رجلان من شعب الله المحتار، الأول أخذ الدينار والدولار وترك الشعب محتار، والثاني فيزيائي وأكاديمي مغوار لم يسرق لا درهم ولا دينار ولكنه طويل اللسان وثرثار... أما الأول فهو في عاصمة الضباب يدخن السيجار عقب السيجار ويستمع بما نهب من دولار..وأما الثاني فقيادة الأركان قالت أنه يريد أن يحرق البلاد بالبارود والنار وطلبت من فرنسا الاستعمار أن تعيده إلى الدار...لكن القاضي جيسكار لم يجد في ملف قيادة الأركان لا دليل ولا برهان وقرر أن يجنب قضاء بلاده العار وترك الرجل حرا ليعود ويستوطن في الدولة الجار.
قررت أن أكتفي بما جاء حتى لا أكون رجل ثرثار، فإذا كنت تعرف أكثر من هذا و لديك أكثر من سؤال فأنت حتما من شعب الله المحتار، أما إذا كنت تعرف من يقف وراء كل قرار يجعل الشعب محتار وكيف يرضى هذا الشعب أن يبقى محتار وهو يذاق أصناف العذاب ألاء الليل وأطراف النهار فأنت فردا من شعب الله المختار تواجد خطأ بين أفراد الشعب المحتار في بلد كان يسمى بلد الشهداء الأبرار أصبح اليوم يحكمه أبناء الحركة والأشرار...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : س ج
المصدر : www.algeriatimes.net