الجزائر

شعاع في غرفة مظلمة



في غرفة مظلمة يضيئها شعاع شمعة فقط ، جلس فتى منفرد ينظر آنا من النافدة إلى الشارع وآونة إلى سيد الليل ، يتذكر مد و جزر الأيام و ما فعلت العواصف بأشرعة عمره ، ثم أخد قلما و ورقة و راح يكتب أحداثا محيطة به من حبر الكمد و كأنه يذم الواقع قائلا:ما أهول إعصار الحياة و ما أشقى قلوب الناس..سئمت الحياة و ما فيها فقد ثملت من أوجاعها قاسية.. قاسية هي تسحق فؤاد الفقير و حتى الغني بجبروتها.
ثم التفت نحو النافذة يتفرس السكان المجاورة ثم قال و لهجته تميل إلى البكاء:ما أجمل هذه المركبات الفخمة و الفيلات حيث يسكن الذوات؟ ، لكن لا تجزعوا يا أبناء جلدتي لأن في أروقتها يقبع الرياء بقرب التغطرس و البخل، و المال الفائض يجعل المرء ضريرا بالرغم من أن تلك المادة التي يخزنها، ويكاد يتخذها آلهة له، يخرجون القليل من الكثير الذي عندهم و هم يعطونه من أجل الشهرة لا أكثر، هذه الحياة جعلت الأغلبية يلهثون نحوها ولم يبادروا بما فات وهم أدرى بأن نهاية مطاف كل منا ممات، فيا أبناء طبقتي لا تدعوا رياح الأسى تسقطكم فأنتم أثرى منهم لديكم أحلام وأهداف عكسهم من يتواكلون على بعضهم البعض ، و أطفالكم كنز بالنسبة لبعضهم مجرد حلم طعامنا ممزوج بالدمع لكنه ألذ من أطباقهم جلها ، رأيت فيها أيضا الصادق و الكاذب و الثبي و المثلب، ناهيك عن المنافقين الذين يعيشون بعدة أقنعة يحدثونك عن الوفاء و هم في بحر النفاق رعاة حالهم كحال الحرباء أينما قبعوا انسجموا و آخرون إدا أهديتهم وردا أعطوك شوكا ، و من ليس له المال فلينتظر الغدر، فالصداقة أصبحت مصلحة شخصية إذ لم يجدوا ما يستحقوا عندك نفروا منك لكن غدر الصديق أفضل من غدر الصحة و العافية فإحذر لقد ساد قانون الغاب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)