شركة أوراسكوم تيليكوم الإطارات الأجنبية تغادر الجزائر وارتقاب اللجوء إلى التحكيم الدولي

كشفت مصادر عليمة لـ''الخبر'' أن العديد من الإطارات الأجنبية العاملة بأوراسكوم تيليكوم الجزائر غادرت الجزائر في أعقاب الوضعية الجديدة التي يواجهها متعامل الهاتف النقال. وأوضحت نفس المصادر أن هذا الإجراء يمكن أن يكون مقدمة للجوء المجمع إلى التحكيم الدولي، خاصة بعد فرض غرامة جديدة عليه بقيمة 3, 1 مليار دولار. وأوضحت نفس المصادر أن انسحاب الإطارات الأجنبية من الجزائر يمهد لعملية من هذا النوع، وأن اللجوء إلى التحكيم الدولي سيعقد القضية أكثـر. كما يمكن أن يؤثـر على مناخ الأعمال والاستثمار وعلى مقاربة المستثمرين للسوق  الجزائرية، خاصة بعد الحديث عن تعثـر المفاوضات الأولية بين الجزائر وفيمبلكوم بخصوص شراء نسبة 51 بالمائة من أصول متعامل الهاتف النقال، والكشف عن التقييم الذي قدمه بنك الأعمال الدولي ''شيرمان أند سترلينغ'' بخصوص ''جازي''، حيث تم تقديرها بقيمة 5, 6 مليار دولار. ويعتبر قرار المغادرة ونقل الصلاحيات مؤشرا سلبيا، خاصة في الظرف الحالي الذي تحاول فيه السلطات الجزائرية إيجاد وسائل لإطلاق الجيل الثالث من الهاتف النقال في سوق تعرف نوعا من التباطؤ على المستوى الدولي. كما من شأنه أن يعقد المفاوضات التي يرتقب أن تجري بخصوص عملية التنازل مع الشركة الروسية فيمبلكوم، وبالتالي، فإن لجوء المتعامل إلى التحكيم الدولي بعد اعتراضه في مرحلة أولى على القرار الصادر عن الهيئات القضائية في الجزائر بناء على شكوى قدمت من قبل بنك الجزائر، سيعطي مؤشرا سلبيا إضافيا بعد تسوية الخلاف الذي طرأ في قطاع الطاقة بين الشركات البترولية الدولية على خلفية الرسم على الأرباح الاستثنائية، يضاف إلى ذلك القرارات التي صدرت من سلطة الضبط مؤخرا، والتي لقيت انتقادات من قبل متعاملي الهاتف النقال بخصوص منع العروض المدمجة ''باك''. ويعتبر متعامل الهاتف النقال أوراسكوم تيليكوم الجزائر أول المتعاملين الأجانب الحاصلين على رخصة استغلال في 2001 مقابل قيمة 727 مليون دولار. وتمتد الرخصة التي تبقى قابلة للتمديد، إلى فيفري .2017 إلا أن السلطات الجزائرية ارتأت استعادة أغلبية أصول الشركة قبل انتهاء مدة الرخصة بالتفاوض مع فيمبلكوم في وقت يوجد المتعامل في مستوى الريادة في السوق بـ5,16 مليون مشترك وحصص سوق تقدر بـ51 بالمائة، وهو ما ساهم في تسجيل تقييم بقيمة تقارب عمليات التقييم السابقة التي قدمتها بنوك أعمال دولية وقريبة نوعا ما من القيمة التي طالبت بها الشركة الروسية فيمبلكوم.