شركة أجنبية تتخلص من نفاياتها البترولية بالقرب من تيافتي بإيليزي

منع سكان قرية تيافتي البترولية، التابعة إلى بلدية برج عمر إدريس بولاية إيليزي، صباح السبت، صهاريج تابعة لشركة سينوبيك العالمية صينية الجنسية، المختصة في حفر الآبار البترولية، من التخلص من بعض المخلفات بمصب المياه المستعملة الخاصة بالقرية.جاء ذلك بعد ورود معلومات إلى سكان القرية، حول وجود عدد من الصهاريج التي قامت بتفريغ مياه مستعملة سوداء اللون بمصب مياه الصرف الصحي بالقرية، الذي لا يبعد عن السكنات إلا بكيلومتر واحد فقط، وهو ما جعلهم في اليوم الموالي يتجمعون عند المصب، من أجل منع هذه الصهاريج من إفراغ حمولتها، وهو ما تم فعلا بحيث جاء 16 صهريجا كبيرا من سعة 27 مترا مكعبا للصهريج، وأرادوا تفريغ حمولتهم، وهناك تصدى لهم السكان وقاموا بمنعهم من ذلك، بحيث تم إظهار محضر تحديد موقع تفريغ المياه المستعملة، الذي يعتبر ترخيصا من أجل تفريغ حمولة الصهاريج، التي هي عبارة عن مادة سوداء اللون ذات رغوة، بحيث إن هذا المحضر موقع من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبرج عمر إدريس. وحسب هذا المحضر، الذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، فإن رئيس البلدية قد اتفق مع مشرف السلامة التابع لشركة سينوبيك العالمية صينية الجنسية، المختصة في حفر الآبار البترولية، على أن يكون مصب مياه الصرف الصحي الخاص بقرية تيافيتي، هو المكان الذي يتم فيه تفريغ المياه المستعملة الخاصة بالحفارة رقم 50117، التي تنشط على مستوى موقع عين تسيلة بمنطقة إيزاران، التي تبعد عن قرية تيافتي بنحو 150 كيلومتر. وهذا ما رفضه السكان جملة وتفصيلا، رافضين أن تكون قريتهم مكانا للتخلص من مواد لا يعرفون أصلا ما هي، خاصة أنها مثيرة للريبة، نظرا إلى لونها الأسود. كما أن هذا المصب لا يبعد إلا بكيلومتر واحد فقط عن السكنات، وهو ما يعرض حياتهم لمختلف الأخطار، كما أنها لا تبعد إلا بنحو 500 متر عن المقبرة، مستغربين كيف يتم تفريغ مواد مثل هذه بالقرب منهم، دون مراعاة السكان بالمنطقة، فيما تم إجبار نائب رئيس البلدية على إلغاء الترخيص الأول، وتوجيه الشركة إلى الجهات المختصة، فيما طالب السكان بفتح تحقيق حول تفريغ الشركة مخلفاتها بهذه الطريقة، ووضع حد لهذه التجاوزات التي باتت تشهدها منطقة تيافتي من قبل العشرات من الشركات البترولية بالمنطقة، بالرغم من اللجان التي يتم تشكيلها كل مرة. .. الشركة لم تحترم المراسيم المحددة لكيفية التخلص من هذه الموادوحسب العارفين بهذا الاختصاص، فإن الشركة قد قامت بعدة تجاوزات، بحيث إن هذا الترخيص الممنوح من قبل رئيس البلدية يعتبر غير قانوني، مخالفين بذلك المرسوم التنفيذي رقم 06-141 المؤرخ في 19 أفريل 2006، الذي يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية السائلة، بحيث إن مواده لم تحترم في هذه الحالة، وكان يجب أن يتم احترام دراسة التأثير البيئي التي تكون قبل الشروع في أي عملية، تحدد فيها كيفية التخلص من هذه المواد السائلة والنفايات الصلبة وغيرها، بالإضافة إلى عدم احترام المرسوم التنفيذي رقم 07-145 المؤرخ في 19 ماي 2007، المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة، خاصة في المواد رقم 06 و20.مدير البيئة لولاية إيليزي، أكد ل"الشروق اليومي" أنه فعلا تم تسجيل تجاوز في هذه الحالة، مؤكدا أنه كان من المفترض أن يتم تكوين ملف إلى وزارة البيئة والطاقات المتجددة، من أجل الحصول على رخصة للتخلص من هذه النفايات، مؤكدا أنه سيقوم بالتدخل لدى اللجنة الولائية لمراقبة المنشآت المصنفة، لتشكيل فريق والتوجه إلى الموقع المذكور للتحقيق في هذا الأمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة.