الجزائر

شرطيات بأمن ولاية قسنطينة يتحدثن عن مسارهن للنصر: هكذا نخوض معركة مواجهة الجريمة ونشر الوعي



تُمثل الشرطيات العاملات بأمن ولاية قسنطينة، نسبة لا بأس بها من المنتسبين لهذا السلك، فلم يعد دورهن يقتصر على المهام الإدارية، و تعدّاه إلى التدخلات الميدانية التي تتساوى فيها المرأة الشرطية مع زميلها الرجل. النصر التقت بعدد منهن في إطار خرجة نظمتها مصالح أمن الولاية لفائدة وسائل الاعلام، لتنقل بورتريهات لشرطيات تُقدِّم كل منهن نظرتها للمهنة و تبرز ظروف العمل في هذا الجهاز الحساس.ياسمين.ب
* الملازم الأول دايكرة سليمة من خلية الاتصال
تلقيت دعما من العائلة وأطمح لتقديم الإضافة للجهاز
تخبرنا الملازم الأول للشرطة دايكرة سليمة، وهي إطار بخلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية قسنطينة، أن دعم الأسرة كان له دور في تشجيعها على دخول هذا السلك النظامي عن حب، مؤكدة أن طموحها الأول هو تقديم الإضافة للجهاز.
الشرطية الشابة التحقت بصفوف الأمن الوطني سنة 2018، حيث تؤدي مهام إدارية كونها رئيسة فرع الصحافة المكتوبة، و أخرى ميدانية من خلال القيام بالعديد من الحملات التحسيسية لفائدة المواطنين، خاصة مع ظهور و انتشار جائحة كورونا، و ذلك سواء في المدارس أو المحلات وغيرها من الفضاءات العمومية.
و تضيف الملازم الأول «كأي مهنة نمارسها لأول مرة، كانت البداية صعبة، لكن الصعوبات يمكن تجاوزها إذا توفر حب المهنة و الإرادة"، بالمقابل، تؤكد محدثتنا أنها لم تصادف أية مشاكل مع المواطنين خلال الخرجات التحسيسية، لتضيف أن الدعم الأول الذي تلقته للدخول في هذا الجهاز، كان من العائلة، إضافة إلى دعم الزملاء كونها حديثة العهد في سلك الأمن، قبل أن تختم في حماس "أهدف لإعطاء المزيد لجهاز الشرطة».
* الدكتورة علي قشي أميرة من المركز الطبي الاجتماعي بأمن الولاية
عشنا وقتا عصيبا خلال جائحة كورونا
تتطرق الدكتورة علي قشي أميرة، الطبيبة المراقبة بالمركز الطبي الاجتماعي بأمن ولاية قسنطينة، إلى المرحلة الصعبة التي عايشتها رفقة زملائها، خلال ذروة تفشي جائحة كورونا، كما تخبرنا عن سبب اختيارها الالتحاق بهذا السلك الأمني الحساس، و كيف استطاعت التوفيق بين الالتزامات العائلية و العمل.
و قد أنهت الدكتورة علي قشي، الدراسات الطبية سنة 2011 و عملت بالمؤسسة العمومية الاستشفائية الإخوة طوبال بميلة بحكم أنها كانت متزوجة هناك، لكن بعد عام التحقت بالأمن الوطني عن حب، مثلما عبّرت، وكان ذلك عقب فتح مناصب، لتكون طبيبة معاينة بميلة ثم طبيبة مراقبة بالمركز الطبي الاجتماعي بأمن قسنطينة و الذي التحقت به قبل عامين.
و تخبرنا الدكتورة عن حالة الضغط التي عايشتها خلال انتشار جائحة كورونا، قائلة "ليست الشرطة فقط من عاشت هذه المرحلة بل العالم بأسره مر بالأزمة، لكن الشرطة عاشت ضغطا أكبر".
و تؤكد محدثتنا أنها استطاعت التوفيق بين مهامها في العمل و بين التزاماتها العائلية خلال ذروة انتشار الجائحة، و كان ذلك، حسبها، بفضل القيادة و مسؤول المركز، قبل أن تعلق «من الصعب أن تكوني امرأة و أن تضمني في نفس الوقت وظيفتك في الشرطة في مرحلة كالتي عشناها»
و تتابع الطبيبة بأنها أشرفت على علاج مصابين بكورونا و تم التكفل بهم من خلال الوسائل و الامكانيات المتوفرة، مع توجيه الحالات الحرجة للمراكز المتخصصة في المستشفى الجامعي ابن باديس و مستشفى البير، مضيفة أن زميلتها وكذا العديد من العاملين في جهاز الأمن أصيبوا بالفيروس، و رغم ذلك لم تتوقف عن تأدية عملها.
* الملازم الأول صمادي سعدية من فرقة حماية الفئات الهشة
نتحمّل مسؤولية مجتمع و أتعامل كأم مع الأطفال الضحايا
ترى الملازم الأول صمادي سعدية التابعة لفرقة حماية الأشخاص الهشة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية قسنطينة، أن دور المرأة بهذا الجهاز، صار دورا فعالا جدا، فهي تؤدي مهامها في الميدان كزميلها الرجل، كما أكسبها العمل بسلك الشرطة ثقة أكبر في النفس و جعلها تتحمل مسؤولية مجتمع.
التحقت الملازم الأول، بصفوف الأمن الوطني عن حب لهذه المهنة، حيث تقول «عندما كنت أشاهد الشرطيات على شاشة التلفزيون كنت أشعر برغبة في أن أكون مثلهن، و الحمد لله التحقت بهذا السلك بعد الدراسة في المدرسة العليا للشرطة بالجزائر العاصمة، لألتحق بأمن ولاية قسنطينة سنة 2017».
و يرتكز عمل الملازم الأول صمادي، في فرقة حماية الأشخاص الهشة، على معالجة القضايا المتعلقة بالأطفال الجانحين أو ضحايا عنف المادي أو المعنوي، إضافة إلى النساء المعنفات و الفئات الهشة الأخرى كالكبار في السن، و هو ما أعطى لعملها خصوصية، سيما ما تعلق بالتعامل مع النساء ضحايا العنف اللواتي لا يرتحن سوى للنساء مثلهن.
و تتابع محدثتنا بالقول إنها تستقبل نساء تعرضن للعنف الزوجي أو التحرش الجنسي أو المراودة في الطريق، وعن التعامل مع القصر، تضيف «ينظر إلينا الطفل كأمهات قبل أن ينظر إلينا كشرطيات، فأصبحنا بالنسبة له بمثابة طبيب نفسي، خاصة في الوقت الحالي، حيث نعمل كثيرا على قضايا العنف والتحرشات الجنسية. نشعر من الوهلة بخوف الطفل فيرفض الحديث إلينا، لكننا نعلم كيف نتعامل معه فيبدأ في التحدث تدريجيا".
و تؤكد الشرطية أن الجهاز أصبح عائلتها الثانية، حتى أن الوقت الذي تقضيه به يفوق ما تمضيه مع أسرتها، لكن ذلك لم يؤثر على مسؤولياتها الأسرية، بل أنها تشعر بأنها "تحمل مسؤولية مجتمع"، أما العاطفة فتستعملها، مثلما عبرت، في أمور معينة خاصة مع الأطفال، و خارج ذلك «تتعامل كرجل أساسي في المديرية العامة للأمن الوطني و تستخدم الخشونة مع المجرمين لحماية المواطن و ممتلكاته».
و تختتم الملازم الأول حديثها بالقول "عندما ندخل للعمل في المديرية العامة للأمن الوطني، نترك الاحساس جانبا، لقد علمتنا الشرطة متى تتعامل بصرامة ومتى تستعمل العاطفة، كما علمتنا التحلي بالمسؤولية والتحكم في الوقت والثقة في النفس.
* عون الشرطة قريبع ليلى من الأمن الحضري 16
المجتمع لم يتقبّل بعد المرأة الشرطية
تتأسف عون الشرطة قريبع ليلى، من الأمن الحضري السادس عشر بأمن ولاية قسنطينة، بأن جزءا من المجتمع الجزائري لم يتقبل بعد بأن تكون المرأة شرطية، في حين أن عملها لا يختلف عن مهن أخرى كالطب و التعليم.
تخرجت عون الشرطة قريبع ليلى، من مدرسة الشرطة بالمسيلة سنة 2011، ثم التحقت بأمن ولاية قسنطينة على مستوى الأمن الحضري السادس عشر بحي جنان الزيتون، و تقول محدثتنا إنها أحبت سلك الشرطة و كانت تحلم بالالتحاق به منذ الصغر، فكان ذلك بدعم من الوالدين.
و تمارس الشرطية مهام إدارية و عملياتية سواء في المكتب أو في مجال حفظ النظام، حيث تضيف "في معظم الأوقات نتعامل مع الموقوفات و يكون ذلك بالتلمس الجسدي و التفتيش الدقيق. بعضهن يبدين مقاومة ونتعامل معهن وفق القانون، كما نعمل في الاحتجاجات و عمليات التقديم لوكيل الجمهورية".
و تؤكد الشرطية، أنها تتعامل مع زميلها الرجل كأخ و كزميل وسط احترام متبادل، مبرزة أنها لم تصادف أية مشكلة في هذا الجانب، فعند الخروج للعمل تؤدي عملها بصورة عادية مثلها مثله و لا ترى نفسها غير قادرة على مهام معينة كونها امرأة، معلقة بالقول "المهام تتساوى بيننا حتى أن المرأة قد تؤديها بصورة أفضل مما يقوم به الرجل، خاصة ما تعلق بالتعامل مع العنصر النسوي والفئات الهشة و الأحداث".
و عن الصعوبات التي تصادفها في العمل كامرأة شرطية تتابع الشرطية "المجتمع الجزائري لم يتقبل بعد فكرة أن المرأة شرطية، و في مواقف مثل هذه أتعامل بطريقة عادية"، و تضيف الملازم الأول أن هذه النظرة لم تؤثر عليها، فمن المستحيل، حسبها، إرضاء المجتمع كله، مؤكدة سعيها لتأدية مهامها على أكمل وجه لتشريف الجهاز و أن تكون، مثلما عبرت، على قدر المسؤولية التي محنتها إياها الشرطة الجزائرية، لتختم حديثها بالقول "عمل المرأة الشرطية هو مهنة ككل المهن كالطب و التعليم و غيرها".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)