الجزائر

شرط سن الأربعين فما فوق لإجراء الماموغرافيا فحص سرطان الثدي بـ3500 دج والمجاني لمن استطاعت



شرط سن الأربعين فما فوق لإجراء الماموغرافيا               فحص سرطان الثدي بـ3500 دج والمجاني لمن استطاعت
3500 حالة وفاة سنويا بسبب المرض في الجزائر تضطر الفتيات وحتى السيدات ممن هن دون سن الأربعين إلى دفع أكثر 3500 دج، من أجل إجراء فحص التشخيص المبكر لسرطان الثدي أو ما يعرف بـ”الماموغرافيا”، بعد أن اكتفت وزارة الصحة بتوفير الفحص المجاني لمن تجاوزت سن الأربعين، فيما يصنف المختصون هذا النوع الأكثر انتشارا في الجزائر، حيث يفتك بروح 3500 جزائرية سنويا. لم تتمكّن تعليمة وزارة العمل والضمان الاجتماعي الصادرة في 2009، والتي أقرّت إجبارية ومجانية التشخيص الذي يكشف عن سرطان الثدي، من استيعاب كل الحالات المتوقعة، فاقتصاره على فئة معينة من النساء أجهض المخطط المتبع لمحاصرة هذا المرض الخبيث، فالحصول على كشف مجاني أصبح صعبا للغاية حسب رواية الكثيرات، وهو ما استدعى منا البحث والتحري من أجل إلقاء الضوء على هذا الموضوع من خلال التقرب من المعنيين. الكشف مجاني لمن اجتازت 40 عاما شرعت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في استدعاء النساء المؤمّنات اللائي بلغن سن 40 لإجراء صور أشعة للثدي للوقاية من سرطان الثدي. هذا الإجراء الذي جاء تبعا لآخر الإحصائيات الصادرة عن مركز بيير وماري كوري المتخصص بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر، والتي تفيد بأن 300 ألف حالة إصابة جديدة بمرض السرطان تكتشف كل سنة في البلاد، كما أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الجزائر، حيث يقتل 3500 امرأة سنويا. من خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى مركز الضمان الاجتماعي ببلوزداد، وجدنا أن الكثير من السيدات لا يعرفن شيئا عن مجانية الكشف، فالسيدة خولة.ف 42 سنة تقول إنها لم تتلق أي استدعاء بينما قامت بإجراء هذا الفحص منذ أشهر بعدما طلبه منها طبيبها المعالج وبإمكانياتها المادية الخاصة. أما السيدة حورية 48 سنة فهي - وعلى حد قولها - ما زالت تنتظر دورها من أجل الاستفادة من فحص مجاني. وأثناء تواجدنا بالمكان حاولنا الاستفسار عن الإجراءات الروتينية التي تمكّن النساء من الفحص لنتفاجأ بأن الموظفات في هذا المركز لا يعرفن عن الموضوع، كما أن إحداهما نصحتنا بالتنقل إلى عيادة خاصة في الجوار تجري مثل هذه الأشعة، وبالفعل تنقلنا إليها من أجل التحري. 3500 دج من أجل قطع الشك باليقين اتجهنا إلى مركز للأشعة له شعبية واسعة في حي بلكور بالجزائر العاصمة، ومنذ دخولنا قابلتنا أعداد هائلة من الأشخاص في قاعة الانتظار معظمهم من الجنس اللطيف. أول ما قمنا به التقرب من مكتب الاستقبال للاستفسار عن الفحص الذي أخبرتنا الممرضة أنه يتوجب علينا دفع 3500 دج قبل الدخول لإجراء الفحص. من جهتنا، حاولنا التقرب من بعض النساء لعل وعسى تكون إحداهن جاءت لنفس الغرض.  أول احتكاك لنا كان مع كميليا البالغة من العمر 27 سنة والتي جاءت بغرض إجراء أشعة الثدي بعدما أحست بكتلة على مستوى ثديها الأيسر، ومن أجل التأكد طلب منها طبيبها هذه الفحوص. أما سعاد 35 سنة فقد تذمرت من التكلفة التي وضعتها مراكز الأشعة لهذا الفحص، موضحة أنها ما كانت لتجريه لولا طلب ملح من طرف طبيبتها. وفي نفس السياق تساءلت حنان 25 سنة عن عدم إتاحة فرصة الفحص للفتيات بصفة مجانية. وعن سبب قدومها للفحص، تضيف ذات المتحدثة أن والدتها توفيت بنفس المرض ما جعلها تشك في إمكانية تعرضها للإصابة وراثيا. ووسط هاته وتلك كان المكان يعج بأنين الفتيات ممن اضطررن لتوفير مبلغ مثل هذا حتى يقطعن الشك باليقين.  جمعيات مساعدة مرضى السرطان تتنصل من مسؤوليتها ومن أجل استبيان حقيقة الموضوع، قمنا بالاتصال بالسيدة كتاب حميدة، رئيسة جمعية “الأمل” لمساعدة مرضى السرطان التي تحدثت عن إجراءات وزراة العمل والضمان الاجتماعي وإمكانية الفحص لمن اجتزن الأربعين، مؤكدة أن الأمر يتطلّب القيام بجهد. وعلى حد تعبيرها، فإن هذه الأمور لا تأتي بشكل سهل. أما السيدة قاسمي، رئيسة جمعية “نور الضحى” فقد استغربت حيال سؤالنا عن توفر الكشف بالنسبة لغير المتزوجات ومن لم يبلغن الأربعين، مدعمة ذلك بأنهن صغيرات وبعيدات عن مسببات سرطان الثدي، متجاهلة الحالات التي أصيبت فيها فتيات في مقتبل العمر بهذا المرض الفتاك، على غرار فتاة في الخامسة عشر من عمرها وعزباء لم تتجاوز السبع والعشرين عاما. وفي انتظار إعادة النظر في هذه الإجراءات، تبقى الكثير من الإصابات خارج نطاق الإحصاء لأنها لم تبلغ الأربعين.    فيروز دباري  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)