الجزائر

شرائح كبيرة من المجتمع تدير ظهرها للمتاحف



شرائح كبيرة من المجتمع تدير ظهرها للمتاحف
تعد المتاحف من المؤسسات التعليمية والتربوية والتثقيفية الهامة لما تلعبه من دور أساسي في خدمة كل شرائح المجتمع، ناهيك عن مرافقتها لكل المؤسسات التعليمية المختلفة في كل أطوارها، وبالرغم من هذا الدور الكبير الذي تتبوّؤه المتاحف بالخصوص في التربية والتعليم، إلا أنها عندنا تكاد تكون من أكثر المؤسسات التي تعرف عزوفا من قبل مختلف شرائح المجتمع، بالخصوص الفئة العمرية الشبابية المتمدرسة لسبب أو لآخر.السيد فاتح حموش مدير المتحف الجهوي المجاهد "العقيد علي كافي" بسكيكدة، سبب ذ ارجع لك العزوف لغياب الثقافة المتحفية، وأشار ال؟ى أنهلم نصل بعد إلى تبني ثقافة ناضجة تولي أهمية لزيارة المتاحف قصد الاستفادة منها، لاسيما لعلاقتها بالحياة بوجه عام، مشددا على الدور الكبير الذي تلعبه المدرسة من خلال رسالة المعلم في توعية النشء بأهمية المؤسسات المتحفية انطلاقا من كونها مؤسسة تربوية وحضارية وثقافية وتاريخية، وبوجه عام فهي جزء من الحياة.من جهته، اعتبر الأستاذ توفيق صالحي، أستاذ جامعة سكيكدة (اختصاص تاريخ)، أن العزوف عن زيارة المتاحف ظاهرة عامة في الجزائر، وتقتصر على عدد من الأفراد والأساتذة والطلبة والإعلاميين وحتى السياسيين الذين يقومون بزيارتها في مناسبات قليلة، أما غالبية المواطنين فكأن الأمر لا يعنيهم إطلاقا لاعتبارات عديدة، منها جهلهم لطبيعة المتاحف والمهمة المسندة إليها في سبيل حماية تراث الأمة وتخزين الذاكرة الوطنية، إضافة إلى عدم وجود الرغبة في الزيارة لاعتقاد الكثير أن الدخول إلى المتاحف مضيعة للوقت وأنها مخصصة لفئات معينة فقط وليس للجمهور الكبير، وما زاد الطين بلة، حسب الأستاذ صالحي، ضعف التغطية الإعلامية المخصصة لمثل هذه الفضاءات أمام قلة المبادرات، فكلما قلّت هذه الأخيرة فشلت المتاحف في مهتمها الميدانية.فيما يخص إنشاء المرصد وطني للمتاحف، اعتبره بمبادرة طيبة بإمكانها أن تساهم في تحقيق بعض الخطوات المهمة لمعالجة النقائص التي تواجه المتاحف والصعوبات المؤثرة، لكنه في المقابل يعتقد بأن المرصد لو يبقى حبيس مكاتب الإدارة فإن وجوده لا ينفع، بمعنى أنه لا يستطيع تقديم الإضافة المرجوة للمسائل التي تهم المتاحف التي ربط نجاح دورها بتشجيع المبادرات الخلاقة التي تساهم حقيقة ومجازا في ربطها بمحيطها وتنويع مجالات التعاون بين المتاحف وعدد من الهيئات، ضمن إطار متكامل مع خاص في سياحية وتاريخية وثقافية وجمعوية وتربوية. وبانتهاج هذا الطريق يمكن الوصول إلى المبتغى تدريجيا ومرحليا، مثلما هو معمول به في الدول الغربية، حيث تعد المتاحف من أهم الفضاءات التي تأتي إليها العائلات باستمرار، لذا يرى المتحدث أنه بات من الضروري على المرصد أن يعمل من أجل معرفة التحديات التي تواجه المتاحف مع تقديم الاقتراحات العملية لحلها. بموازاة ذلك تسطير الآفاق الواعدة لتجاوز الإشكالات المعرقلة لعملها، والتي تحتاج فعلا كما يرى لحلول فعلية وواقعية بعيدا عن الترقيعات الإدارية أو الشروط التعجيزية، مع تشديده على ضرورة ترك المجال للمختصين بهدف تقديم تصوراتهم العملية لجعل المتاحف أقطابا للتنمية السياحية. الشاب (ب.هشام) 19 سنة، الطالب بجامعة "العشرين أوت 55"، فقد أرجع سبب عزوف المواطنين عن زيارة المتاحف إلى غياب الثقافة المتحفية التي لم توليها المدرسة أية اهتمام، خاصة خلال مرحلة التعليم الابتدائي، فنادرا كما قال ما تنظم المؤسسات الابتدائية زيارات منظمة وفي فترات معينة إلى المتاحف، وإن تم تنظيمها فإنها لا تخرج عن دائرة زيارة عادية تغيب فيها الشروحات والأسئلة، فكثيرا ما يتم الاكتفاء بأخذ الصور.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)