شخصية الكاهنة ....هل هي حقيقية؟

شخصية الكاهنة ....هل هي حقيقية؟

ان اسم الكاهنة كشخصية تاريخية ما زال يحيطها الكثير من الغموض فقد تضاربت حولها الاراء و اختلفت وجهات النظر عند المؤرخين فالبعض يميل الى انكار وجودها و لكن ابن خلدون الذي يعتبر من اوثق المؤرخين في تاريخ البربر يؤكد حقيقة هذه الشخصية التاريخية في العبارة التالية" و كانت زناتة من اعظم قبائل البربر و اكثرهم جموعا و بطونا و كان موطن جراوة منهم جبل اوراس... و كانت رياستهم للكاهنة دهيا بنت ماتية و كان لها 3 بنون ورثوا رياسة قومهم من سلفهم و ربوا في حجرها فاستبدت عليهم و على قوها بهم و بما كان لها من الكهانة و المعرفة بغيب احوالهم و عواقب امورهم فانتهت اليها رياستهم "
وقد نص ابن الاثير على وجود هذه المراة فقال " كانت امراة تملك البربر تعرف بالكاهنة و كانت تخبرهم باشياء من الغيب و لهذا سميت الكاهنة"

الكاهنة حقيقة تاريخية عاشت في المغرب الاوسط في القرن الاول هجري و كانت هذه المراة مهابة الجانب
ورد ابن خلدون: عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة ، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب.

إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسري العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار علي دحر العرب. فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب.حركة الكاهنة لم تكن سوى حركة محلية هدفها الدفاع عن سلطتها و كيانها السياسي من جراء قدوم القوات الاسلامية الفاتحة فاسعت لمحاربتهم و قتالهم اعتقادا منها ان هدفهم اللب و النهب و لما ادركت الغاية و الهدف السامي اوصت ابناءها بالاسلام و تبع و دخول جميع القبائل البتر في الاسلام و تعتبر هذه المراة مراة بطلة و قد وقفت موقفا صامدا وو جهت و هزمت الجيش الاسلامي الفاتح و مهما قيل بشان تاريخها فهذه المراة شخصية ذات نفوذ و كلمة مسموعة بين افراد قبيلتها و استطاعت ان تقود و تهزم جيوش

معلومات عن كتاب تاريخ الجزائر في العصر الوسيط من خلال المصادر