بسوق كلوزال بقلب العاصمة، كان أحد كبار السن يقلب بين كفيه سكينا كبيرة، ويشحذه على الآلة، ويبلله بين الفينة والأخرى بالماء. وكانت مجموعة من السكاكين ولوازم الذبح موضوعة فوق الطاولة تنتظر دورها للشحذ، في ديكور مميز لا يعود إلا في مناسبة العيد.
وفي الطابور، كانت النسوة تتبادلن أطراف الحديث فيما بينهن حول ترتيبات وأمنيات العيد. وردا على سؤال لـ الخبر بهذا الخصوص، أجابت إحداهن: إنني أنتظر دوري كي أشحذ سكاكين الذبح والسلخ، أنا معتادة على المجيء عند عمي الحاج كي يشحذ لي السكاكين . فقاطعها أحد كبار السن الواقف في الطابور قائلا: هذا الشيخ يملك خبرة في هذا المجال، في كل عيد أقصده لأنه يشحذ (كيما يحب الخاطر) .
وفي حي باش جراح، كان شحاذو السكاكين ناصبين عدة الشحذ، والخدمة تتراوح ما بين 70 و100 دينار لسكاكين الذبح. أما سكاكين السلخ، فيتراوح سعر شحذها ما بين 30 و50 دينارا. ويقول أحدهم: مهنتي الأصلية إسكافي، لكن في العيد أتحوّل إلى شحاذ للسكاكين . وعن طلبات الزبائن، يجيب: كل الزبائن يشدّدون على (موس الذبيحة) ليكون حادا (ماضي)، وبالتالي تسهل عملية الذبح، نفس الشيء بالنسبة لسكاكين السلخ، وهناك من يشتري سكاكين جديدة ويعيد شحذها . أما الجواب عن السؤال الجوهري: كم تكسب من هذه المهنة الموسمية؟ فإن الجواب واحد: ما بين 3000 و6000 دينار في اليوم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: محمد الفاتح خوخي
المصدر : www.elkhabar.com