الجزائر

‏ شبيبة القبائل.. ‏ 




تأسف الفنان التشكيلي كريم سرقوة لوضعية الفن التشكيلي في الجزائر، من خلال العدد القليل لأروقة العرض الفنية، حيث لا تتوفر الجزائر إلا على ثلاثة عشر رواقا فقط، منها ما هو مغلق، والوصاية لم تستغل المناسبات الكبيرة على غرار الجزائر عاصمة الثقافة العربية وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث خصصت ميزانيات هائلة، لكنها لم تفكر في تشييد مثل هذه الصروح.
وتساءل كريم سرقوة الذي نزل ضيفا أول أمس على برنامج ''موعد مع الكلمة''، الذي ينظمه نادي الإعلام الثقافي للديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة ''الأطلس بالجزائر العاصمة،'' لماذا لم تفكر الوصاية في انجاز أروقة فنية للعرض التشكيلي بالرغم من أنها غير مكلفة. وتابع يقول أن عدد المراكز الثقافية الأجنبية أكبر من عدد الأروقة الفنية الموجودة في الجزائر وكلها تحوي فضاءات لعرض اللوحات الفنية. ولكن المتحدث اعترف من جهة أخرى، بأن هذه الوضعية ساعدته على أن يكون أكثر إبداعا وأن يبحث على مساحات بديلة، شكلت له ميزة ينفرد بها عن باقي الفنانين.
وأوضح سرقوة صاحب أكثر من ثلاثة عقود من الاشتغال في الفن التشكيلي، أن الوصاية لم تعط الفنانين التشكيليين المكانة الملائمة لهم في استراتيجية النهوض بالقطاع ولم تشركهم فيها. وأضاف أن الفنانين لا يطالبون سوى بفضاءات بسيطة وعملية لعرض إبداعاتهم الفنية. معتبرا أن الأماكن الفاخرة لا تساعد على تحريك إلهام ومخيلة الفنان. وأشار الى أن أغلب الأروقة المتواجدة  يقع في أماكن فاخرة يقوم فيها الفنان بتعليق لوحاته دون أن يبرز الجوانب الفنية الأخرى.
واقترح المتحدث تحويل أقبية العمارات المتواجدة في بنايات العاصمة إلى فضاءات فنية واستغلالها لتعويض النقص المسجل في هذا الجانب، أملا في أن يتم يوما ما وضع هذه الفضاءات تحت تصرف الفنانين باعتبارها الأماكن الأنسب للتعبير الإبداعي والفني، على حد قوله.
وكشف سرقوة عن حصوله على موافقة أحد الخواص لاستغلال أحد هذه الفضاءات لإقامة حدث ثقافي طيلة 15 يوما تحت مسمى ''ممرات الفنون التشكيلية البديلة'' يرتقب أن ينظم شهر نوفمبر المقبل، بعد أن انتظر مشروعه هذا سنتين
 
يلتقي الفن التشكيلي الجزائري والإسباني في تناغم وانسجام من خلال معرض جماعي مشترك يحتضن فعالياته مركز التسلية العلمية بالعاصمة.
تبدو لوحات الفنان بن حاج محمد متسلسلة من حيث الموضوع، حيث تناول في معظمها ظاهرة طبيعية حزينة تعبر عن غضب الطبيعة عند ما تطلق عواصفها الهوجاء السوداء، مما ينعكس على صوره الطبيعة عموما التي تتحول الى لوحة قاتمة يسودها الظلام.
في اللوحة الأولى تظهر السماء كثيفة الغيوم بألوان داكنة  تبدو ملتحمة مع الجبال السوداء الثابتة، في حين أن أعمدة الكهرباء تكاد تقتلع من شدة الرياح ليظهر الفنان علامة تبين اتجاه الرياح. يتواصل هذا المشهد في باقي اللوحات، علما أن المتغير الوحيد فيها هو اللون، إذ نجد في اللوحة الثانية سماء ملبدة لكن بألوان حية فاتحة منها البرتقالي والوردي والبنفسجي، توحي ببداية حريق انطلاقته شهب من السماء، فيما تبقى أعمدة الكهرباء وجها لوجه مع هذه الظاهرة محاولة الصمود.
الفنانة جاب الله مازيا كانت أكثر هدوءا، لتختار التصوير الفوتوغرافي في لوحاتها متناولة عدة مواضيع اجتماعية وثقافية أغلبها في شكل بورتريهات، منها بورتريه لشاب جزائري بزي أوربي واقف في حي عتيق، وبورتريه لسائحة إسبانية شابة يشبه لباسها لباس الغجريات وبملامح وجه جزائرية تتجول باستمتاع واهتمام بقلب العاصمة الجزائرية.
سجلت مازيا بعدستها بعض المعالم الأثرية الدينية بالعاصمة، خاصة المساجد وكنيسة أعلى شارع ديدوش مراد.
سجل الفنانون الإسبان حضورهم بإبداع كبير من خلال مواضيع متنوعة، يغلب عليها الطابع التجريدي، وهو نفس الأسلوب تقريبا الذي اعتمده المشاركون الجزائريون.
حضر من الفنانين الإسبان الفنانة ماكا فيديكا، التي عبرت من خلال احساسها المرهف والراقي، عن عوالم جميلة زادتها جمالا لمسات ألوانها الأنثوية. من بين ما عرضت ماكا ''الحوار المقدس للنباتات السحرية''، ''اكتشاف عوالم جديدة''، ''عودة إلى الصحة''، ''عندما تظهر الزهور''، ''مركز الحياة والصحة''، ''الشمس الخضراء'' وغيرها، وكلها لوحات من الحجم الصغير تبدو شخوصها متحركة وألوانها متداخلة (الوردي الأصفر، البنفسجي والأخضر البندقي).
تنظر هذه الفنانة إلى الحياة نظرة تفاؤل وتجعلها في لوحاتها تنبض بالحركة وبعيدة عن كل ما هو جامد وثابت.
من جهته، اختار الفنان جون بارامون فورنوس من خلال لوحاته الكبيرة، موضوع التراث، خاصة المعماري منه، حيث رسم في إحدى لوحاته مسجدا كبيرا يبدو وكأنه يتحرك يكسوه اللون الأزرق التركي (يوحي بصورة جامع سليمان بمدينة إسطنبول)، أما المآذن والقبة فلونها الفنان بالأخضر الذي يعد اللون الرمز في الإسلام. يتواصل تعاطي الفنان مع التراث والتاريخ الإسلامي، الذي يبدو مولعا به، لتظهر في إحدى لوحاته ''رحلة سمرقند'' تبرز فيها قافلة من الجمال محملة بالسلع تقطع الصحراء، وهو ما يوحي برحلة طريق الحرير من الصين حتى بغداد...
تستمر الطبيعة الصحراوية في الظهور، حيث يبرز الفنان أحيانا جانبا من قسوتها مع الإنسان، الذي يبدو ضائعا فيها إذا ما فقد الطريق، وفي لوحة أخرى يصاب الإنسان بالحيرة عندما يجد طريقه في الصحراء متفرعا الى وجهات مجهولة. من طبيعة الصحراء ينتقل الفنان الى طبيعة افريقيا من خلال 3 سيدات يرتدين اللباس التقليدي ويحملن جرار الماء فوق رؤوسهن راضيات بعيشتهن على أرض الأجداد التي يحبننها وتحبهن. تلوح من لوحة مجاورة أساطير المدن الإسلامية العتيقة بكل ما تحمله من سحر الشرق الذي تعكسه قصور ألف ليلة وليلة ومآذن المساجد الدالة على هوية هذه المدن.
تعود الوحشة مع لوحات بورنان كنزة، التي تصور الطبيعة في ظلمة الليل والجو القاسي، تتسلل عبرها أشباح نساء وأطفال بسواد قاتم للوصول الى مبتغى ما...
للإشارة، فقد حضرت في المعرض بعض التقنيات منها الإضاءة، كما كان الحال مع لوحات بن حاج (3 لوحات)، وكلها بأسلوب تجريدي وتسودها الألوان التي توحي بحركة الكواكب داخل فضاء الكون.
المعرض تستمر فعالياته الى غاية 30 مارس الجاري.
 
يفكر كل شاب في مرحلة عمرية معينة، في بناء حياته، وكيفية تكوين أسرته بالاعتماد على نفسه، طبعا، عن طريق العمل، غير أنه سرعان ما يصطدم بأكبر عائق قد يحول طموحاته إلى مجرد أحلام، والمتمثل في البطالة، غير أن ما لا ينبغي تجاهله، هو أن البطالة التي تحولت إلى هاجس يطارد الشباب اليوم، في الإمكان علاجها بممارسة بعض الحرف أو المهن اليدوية التي تسير اليوم في طريق الاندثار.
يرجع الخوف من البطالة لما ترتبه هذه الأخيرة من آثار اقتصادية، اجتماعية ونفسية تنعكس بالسلب على الشاب الذي يرغب في تحقيق الكثير من الأمور في وقت قصير، حيث يرى علماء النفس أن للبطالة - حقيقة- أثار سلبية تولد بداخل الشاب البطال منها؛ الشعور بالفشل، الضياع، والقلق.
وعلى الرغم من المجهودات الحثيثة التي تبذلها الدولة للحد من الظاهرة، عن طريق خلق مناصب شغل، إلا أن الأمر لا يكفي بالنظر للكم الهائل من الشباب البطال، إلا أن ما ينبغي لفت انتباه الشباب إليه، هو ضرورة تعلم بعض الحرف اليدوية التي تسير اليوم في طريق الانقراض، والتي إن عرف الشباب كيف يستثمر فيها، يتمكنون من خلق مناصب شغل لغيرهم، يكفينا فقط الحديث عن صناعة الحلي اليدوية أو صناعة الفخار، مثلا، التي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا وتنتعش تجارتها مع حلول موسم الاصطياف.
ولمعرفة أسباب امتناع الشباب من تعلم بعض الحرف اليدوية وطرح مشكل البطالة على الدوام، استطلعت ''المساء'' آراء بعضهم، فكانت البداية مع سمير 23 سنة، متحصل على شهادة ليسانس في الحقوق، قال في رده عن سؤالنا حول تعلم حرفة، والعمل بها: ''أنا شاب متعلم وأتطلع لعمل يناسب مستواي الدراسي، كما أن الحرفة التقليدية لا تثير اهتمامي ."
بينما جاء على لسان خالد، بأنه يفضل العمل بالمكتب، لأنه يوفر له الراحة ويضمن له المكانة الاجتماعية، وقال: ''أرفض العمل في مجال الحرف اليدوية، لأنها مع مرور الوقت، تضر بالصحة، لهذا، لا أفكر في ممارسة أي عمل يدوي، خاصة الأعمال الشاقة والمرهقة''. فيما اختار يوسف بيع التبغ والكبريت في محطة المسافرين، عوض إهدار وقته في تعلم صنعة قد لا يكسب منها ما يجنيه من بيع التبغ الذي يعود عليه بالمال الوفير، خاصة  أنه عمل مريح!!
وإن كان البحث عن المكانة الاجتماعية المرموقة والابتعاد عن الإرهاق والتعب الناجم من الحرف وقلة العائد المادي، واحتقار الحرفة في حد ذاتها، خاصة في الأوساط الحضرية، أهم المبررات وراء العزوف عن العمل في مجال الحرف والمهن اليدوية، نجد في المقابل البعض الآخر من الشباب يرغب في اقتحام هذا العالم، إلا أنه يفتقر للدعم المادي. فهذا الشاب محمد في الثلاثينيات من العمر، قال: على الرغم من أنني شاب متعلم وحامل لشهادة في مجال التجارة، غير أنني أود تعلم بعض الحرف اليدوية والاستثمار فيها، لكنني -للأسف- أفتقر للإمكانيات المادية التي حالت دون تمكني من اقتحام هذا العالم.
يرى بعض خبراء الاقتصاد أن عزوف بعض الشباب عن ممارسة المهن اليدوية، تولد عنه إحداث نقص في اليد العاملة الفنية في مختلف الحرف، ما ترتب عنه تراجع المشاريع التنموية والإنتاجية، هذا من ناحية. كما أسهمت أيضا نظرة المجتمع الضيقة إلى هذه الحرف في هروب الشباب منها والامتناع عن تعلمها وممارستها، بدليل أن بعض الأسر تحث أبناءها على المثابرة في الدراسة، للظفر بمناصب عمل مشرفة، بينما تحتقر بعض المهن اليدوية التي في اعتقادهم تخص عديمي المستوى.
ومن ثمة، يقر خبراء الاقتصاد أن قلة التوعية الاجتماعية والإعلامية حول أهمية هذه الحرف في امتصاص البطالة، أدى إلى تفاقم المشكلة، ناهيك عن غياب رؤوس الأموال الداعمة لهذه الحرف اليدوية، وعدم تشجيع المستثمرين للعمل على تطوير الكفاءات، وتكوين الإطارات في مجال اليد العاملة الفنية، مما زاد الطين بلة.
ولحل إشكالية البطالة أو الحد منها، ينصح خبراء الاقتصاد بضرورة تنظيم أيام دراسية ولقاءات ميدانية مع الشاب، لتعريفهم بأهمية الحرف اليدوية ودورها المهم في تحقيق التنمية ورفع الإنتاجية، والحفاظ على هذه الحرف التي تعد موروثا ثقافيا يعكس تاريخ الأجيال
 
عرفت بنضالها في مجال حقوق المرأة منذ سنوات طويلة، عايشت عدة مراحل مرت بها الجزائر، شاركت في المشاورات التي تمت بغية إقرار الإصلاحات السياسية التي نادى بها الرئيس بوتفليقة، تشرف على جمعية ''امرأة في اتصال'' التي واصلت عبرها النضال النسوي، السيدة نفيسة لحرش لاتحب أن تقيّم الأمور باللونين الأسود أو الأبيض، لكنها تعترف بما أُنجز، وتشير إلى النقائص، تعتبر أن أهم ما يعاب على المرأة، قلة معرفتها بحقوقها ودينها، مما يجعلها عرضة للاستغلال، وتعيب على الرجل رفض كلمة ''لا'' عندما تتفوه بها المرأة.
- ''المساء'': السيدة نفيسة شاركت كمناضلة في حقوق المرأة في المشاورات التي تم إثرها إقرار إصلاحات سياسية في الجزائر. ماهو تقييمك لهذه الخطوة؟
* نفيسة لحرش: يجب القول أن هناك من يشيد بالإصلاحات، وهناك من ينتقدها. لكن أنا أقول؛ إذا قارنا هذه الفترة بما سبقها، فإنه لايمكن إنكار أننا مشينا خطوات كبيرة. برنامج الإصلاح الذي تبنى من خلاله رئيس الجمهورية أغلب الاقتراحات يتضمن الكثير من الايجابيات، إلا أنه مازالت هناك بعض النقائص، أكيد أنها ستعالج في المرحلة القادمة، فلا يمكن أن نغيّر كل شيء مرة واحدة. فالأكيد أنه بالمقارنة مع ما عانته الجزائر ومع كونها دولة محورية في المغرب العربي، ودولة اقتصادية كبرى في المنطقة ونتاج ثورة عالمية، أقول؛ إن هناك نقصا بالنسبة لطموحات الشعب الجزائري يمكن أن يتعدل بتعديل الأوضاع الاجتماعية وتعديل حتى المطالب السياسية. وأعتقد أن البرلمان الجديد يمكن أن يصحح الأخطاء التي وقعت فيها الإصلاحات التي تمس قانون الجمعيات، قانون الإعلام وقانون الانتخابات - وإن كان متطورا كثيرا عما سبق- مثله مثل قانون الأحزاب. فالبرلمان الجديد إذا انطلق من مطالب ديمقراطية شرعية تدفع إلى نمو العمل السياسي والاجتماعي والتنمية الوطنية، يمكن أن يقدم الكثير، لذا أعتبره بمثابة برلمان تأسيسي ليس من الناحية القانونية، ولكن من ناحية ماينتظره من عمل كمناقشة الدستور. ولهذا لابد أن تكون الإطارات الموجودة في البرلمان قادرة على التغيير السلمي، الإيجابي والمسؤول، وقادرة أن تفكر في المصالح المستقبلية وليس الآنية للجزائر. في هذا السياق أقول؛ إن الجزائر ستقطع شوطا كبيرا إذا استطاعت تجاوز بعض الخطابات السياسوية التي تستغلها بعض الأحزاب في قضية التزوير، وتستغلها الإدارة في الإبقاء على أطراف معينة في السلطة. إذا تجاوزنا هذه الثنائية، أقول؛ إننا سنخلق معجزة في التغيير دون إشكالات تمس بمسيرة الجزائر.
 
- أهم ماجاء في الإصلاحات السياسية بالنسبة للمرأة، مسألة تحديد نسبة التمثيل في المجالس المنتخبة، أو مايعرف بـ''الكوطة''. هناك من يرفض هذا المبدأ أي ''الكوطة''. أين تقفين أنت بين الرافضين والمؤيدين؟
* هذه النقطة من ضمن النقاط التي كنت أقول بأنها سلبية في الإصلاحات، لما طرحنا قضية ''الكوطة'' أمام رئيس الجمهورية، فإن ذلك تم بعد نضال طويل، فمنذ سنة 2000 ونحن نناقش هذا الموضوع ونناضل فيه، ورئيس الجمهورية أخذ هذه المطالب بعين الاعتبار، وهي مطالب داخلية نابعة من المجتمع المدني النسوي، وخارجية تطالب بها الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، فأقل نسبة تنص عليها الأخيرة في المشاركة السياسية هي 33 بالمائة، الدولة قدمت اقتراحا بـ33 بالمائة، لكن مع الأسف، الحسابات السياسوية للأحزاب أوصلتها إلى جدول ضرب غير معقول، فقد تلاعبت في النسبة مثلما أرادت، وأنا أنتقد بالدرجة الأولى الآفلان، لأنه صاحب الأغلبية في البرلمان. صحيح أنه لم يكن صاحب اقتراحات للتعديل لكنه صوت عليها.إذا قزمت الإصلاحات بالنسبة للكوطة وهذا لعدة أسباب وليس فقط لأن هؤلاء لايحبون المرأة، فالأسباب عميقة، لأن وضع الأسماء في القوائم الإنتخابية يتم وفق مصالح ، هناك من  الناس من يدفع أموالا لترؤس القائمة، وتقدم مصالح أخرى ذاتية على مصالح الحزب، هناك مناقشات واتفاقيات تتم في المقاهي والمطاعم، والمرأة لاتملك المال لتشتري به منصبا وليس لديها إمكانيات لتكون في مجالس تبرم فيها اتفاقيات، ربما نجد واحدة أو اثنتين لديهما دعم، لكن عموما، المرأة ليس لها هذه الإمكانيات، إذا هي ليست مرشحا مهما لاسيما في تمويل الحملة. نحن مايهمنا في الموضوع، أنه رغم عدم تحقق نسبة 30 بالمائة، فإنه تم كسر الطابو الذي يقول؛ إن المرأة لايمكنها العمل في السياسة. اليوم أصبحت كل الأحزاب تتكلم عن المشاركة السياسية للمرأة وهذه هي الإيجابية حتى لو كانت الكوطة -في حقيقة الأمر- غير ديمقراطية وغير دستورية، لأن الدستور ينص على المساواة بين الجنسين. فلم نكن لنصل إلى تواجد المرأة إلا بالكوطة، الحاجز كُسر بالقانون وإلا لما تحدث أحد عن مشاركة المرأة. وهذا هو الأهم بالنسبة لي كمناضلة في حقوقها، لكن في المستقبل، يجب أن تنظم النساء أنفسهن لتحقيق تغيير حقيقي. وألاحظ أن هناك إيجابيات في الميدان، فمثلا تم التوصل في قوائم الأرندي إلى المناصفة في القوائم الإنتخابية، وأكثر من ذلك، فإن الترتيب تم بطريقة ''رجل- امرأة''. للأسف كان المفروض أن يكون الآفلان هو الرائد. أتمنى أن تصبح هذه الخطوة قاعدة في المستقبل، ويصبح الأمر عاديا.
 
- أنت مناضلة في مجال حقوق المرأة منذ عقود. في أي مرحلة توجد اليوم الجزائر بالنسبة لوضعية المرأة؟
* أنا من الذين يقولون عند تقييمهم للجزائر، إنها ليست صفحة بيضاء ولاصفحة سوداء، حتى أكون منطقية ومنهجية، لأنه إذا قلت إن الجزائر لم تحقق في هذا المجال أي شيء، فهذا كذب، وإذا قلت إنها حققت كل شيء، فهذا كذلك كذب، المرأة الجزائرية فرضت وجودها منذ الثورة التحريرية، وقدمت كل شيء، ثم واصلت نضالها ولم تأتها حقوقها على طبق من فضة، لذا لاتقبل  لنفسها أن تكون أقل من مواطنة، أي لها نفس الحقوق، وعليها نفس الواجبات.. نحن نناضل من أجل هذا المبدأ بالنسبة للمرأة. من هذا المنطلق، ألاحظ أن المرأة الجزائرية أعطت مايتطلبه الوطن، لكن بالمقابل، لم تتحصل على الحقوق بقدر الواجبات التي قدمتها. أعطيك مثالا، مؤخرا، نظمنا قافلة إلى ولاية تمنراست، تحت شعار ''عمل ومواطنة وتحسيس''، ونظمنا ورشة حول الحقوق، فاكتشفنا أن هناك نساء يعشن إشكالات قد لايصدق أنها موجودة في الجزائر، رغم كل القوانين الإيجابية. فرئيس الجمهورية لم يقصّر وحقّق الكثير من المطالب للمرأة، واحتلت مناصب عليا لم تكن تحلم بها غير أني أقول إن التقييم نسبي، كل واحد يجب أن يقوم بدوره. أين استراتيجية حماية الأسرة من هذا الواقع؟ لايكفي الكوطة أو تعديل قانون الأسرة أو استراتيجية بدون انعكاسات في الميدان. قانون الأسرة مازال لم يكسر الذهنيات، واستراتيجية وزارة الأسرة وقضايا المرأة لم تتمكن بعد من وضع قاعدة ميدانية لمحاربة العنف ضد المرأة والطفل بكل أنواعه، وأقول؛ إن مثل هؤلاء النساء والأطفال يمكن استغلالهم من عدة أطراف، وهنا يكمن الخطر. لذا لابد من مراعاة هذه الحالات، حققنا أشياء كثيرة، لكن الشيء الأساسي والمهم الذي لم نسيطر عليه بعد هو العنف ضد المرأة بأشكاله المختلفة منها؛ العنف القانوني والعنف الأسري.
 
- يقول البعض إن المرأة عدو المرأة، ويسألون ماذا فعلت المرأة للمرأة، وهي التي ترسّخ في كثير من الأحيان الأفكار السلبية حولها. مارأيك؟
* القول بأن ''المرأة عدو المرأة'' كلام كبير، لأن حتى الرجل يصبح عدوا للرجل لما تكون هناك مصالح متعارضة، لكن لاتنقل الفكرة عنه مثلما تنقل عن المرأة، وذلك نظرا لسياق تاريخي وإرادة ثقافية تريد إلباس المرأة كل السلبيات، فهي سبب البطالة، وهي سبب الإنحراف، وهي حتى سبب الكوارث. هذا لايعني أن المرأة ليس لديها سلبيات وليست ضعيفة لما تنتقد أخرى، المرأة تشبعت بهذه الأفكار. ماذا ننتظر من امرأة تكرس في ذهنيتها أنها ناقصة عقلا ودينا؟ أنا لست أقصد الدين، لأن هذه العبارة جاءت في سياق معين وليس في كل الأمور، وقد طُرحت لما طالبنا بالكوطة! المرأة تحمل الأطفال، وهي بالتالي بيولوجيا أفضل من الرجل لأنها تضمن استمرارية الحياة، ولكن فعلا يجب أن نعالج النقائص التي فينا، الأم تربي الابن على أساس أنه أحسن من البنت، لكنها تفعل ذلك لأنها ربيت هكذا. الحمد لله، هناك أمهات، وحتى الأميات منهن، لم يعارضن دراسة وتعليم وعمل المرأة، وهذا مرتبط بالمحيط لأنه مهم. المشكل المطروح الآن يكمن في عدم وعي المرأة المثقفة التي تدرس في الجامعة، لكنها تعتقد أنها أقل من الرجل وتقبل بالدرجة الثانية. إذا قبلت على نفسها هذا الترتيب في كل شيء، فهذا هو الخطر الكبير. الإسلام يحمل مبادئ سامية، ولكنه يفسر حسب المقاس والمصالح والانتماء القبلي والتقاليد البالية. لم نستطع أن نخلص مبادئه الجميلة جدا من الشوائب المجتمعية العالقة بنا كبشر، لذا فكل مايقال عن الإسلام يقبل ويمرر، والمرأة لاتفكر، لذا فقد فكرت في تنظيم ملتقى هام جدا حول المعرفة الدينية للمرأة، على المرأة أن تعرف دينها جيدا حتى تفرق بين ماهو مبادئ إسلامية ومبادئ جاهلية أدخلت على الإسلام وأصبحت مفروضة على المرأة، لابد أن تقرأ وتبحث وترجع لدينها ومبادئها أكثر، فليس كل مايأتينا من ترهات هي إسلام... الآن مثلا، نتحدث عن الخلع كدخيل عن الإسلام... مع أنه من الإسلام، مثله مثل العصمة التي ترفض اليوم. هناك نساء رائدات في الإسلام من بينهن؛ خولة بنت الأزور التي كانت من المدافعات عن الرسول - صلعم - بالسيف وكانت محاربة، واليوم ننتقد المرأة الجنرال أو الشرطية في الشارع، رغم أن المبدأ واحد والاختلاف هو في الزمن، وهذا عادي. يجب أن نناقش هذه الأشياء لنستطيع أن نقول إن نحن نتطور مع مبادئنا أو إننا في تخلف. المرأة يجب أن تعرف كل هذا، لكن للأسف، ماينقصها هو الثقافة وليس العقل.
 
- لك دور من خلال جمعية ''المرأة في اتصال'' التي ترأسينها في تغيير الأمور. كيف تقيّمين عمل الجمعية؟
* رغم إمكانياتنا المحدودة، كافتقارنا لمقر ولتمويل، إلا بعض المساعدات من المنظمات الدولية؛ كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإننا قمنا بعدة نشاطات منها؛ قافلة تحسيسية لمدة 10 أيام في تمنراست مؤخرا، شاركت فيها جمعيات أخرى متخصصة، ونظمنا نفس القافلة من عامين في أدرار وأخرى في وهران، للتحسيس بالمواطنة، المشاركة والحقوق. ولأننا جمعية مبنية على الإتصال، فتحنا إذاعة في موقعنا الإلكتروني باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية، حاولنا أن نطرح فيها مواضيع مميزة للنقاش، لاسيما تلك التي لايتم التركيز عليها في الإعلام الوطني. وما نضيفه هو برنامجنا ورؤيتنا للمرأة، مثلا في التنمية والإدماج الاقتصادي، لدينا شبكة حرفيات تضم 140 سيدة كوّناهن في تقنيات الحرفة أي في إتمام اللمسات الأخيرة للمنتج وتسويقه وكذا كيفية تثمينه. كل الحرفيات ينتجن، لكن لا يعرفن كيفية تسويق المنتج، وكذا وضع الرتوشات الأخيرة، وذلك من أجل تسويقه، وبالتالي بيعه. بعضهن لايعرفن كيفية تحديد ثمن المنتج. حاولنا أن نخرج من ميدان التعليم ونتميز بتلقينهن تقنيات جديدة، ولديهن مكان للعرض الدائم. قمنا كذلك بإصدار27 كتابا ونظمنا عدة ملتقيات سنويا حول ترقية إبداع المرأة، كما كونا إعلاميات حول موضوع صورة المرأة في الإعلام. كما ساهمنا باقتراحاتنا في عدة مواضيع، على رأسها المشاركة السياسية وتعديل قانون الأسرة وقانون الجنسية. إضافاتنا مهمة جدا وهي توعية المرأة بكيفية معرفة حقوقها وواجباتها والدفاع عنها بمطالب موضوعية، وتكسير الطابوهات بصفتها شخص فعال، كما شاركنا في لقاءات عديدة مع المجتمع المدني داخليا وخارجيا.
 
- مارس هو شهر المرأة بامتياز. ماهو رأيك في الاحتفالات بعيد المرأة العالمي؟
* هذا السؤال يطرح عليّ دائما، وأنا لدي موقف منه، إذ لا أعتبره حفلة في صالة ومطرب يغني وورود تمنح ونصف يوم عطلة للمرأة العاملة، بل هو وقفة تأملية للمرأة، تقارن من خلالها واقعها بواقع المرأة التي انتفضت يوم الثامن مارس في القرون الماضية، لأنها كانت مستغلة وانتفضت وطالبت بحقوقها. إذا كانت وقفتنا تذكرية لمناقشة وضعية المرأة اليوم، فهذا جميل سواء بنقاش أو ملتقيات، لكن أن ينظر إليها كتسلية ومجرد احتفال، فلا.
 
- أنت معروفة بنضالك النسوي والسياسي كذلك، وفي الخضم الانتخابي الراهن، نتساءل لما لم تترشح نفيسة لحرش للتشريعيات القادمة؟
* نضالي أنا كامرأة هدفه تحقيق مبادئ، وليس من أجل منصب، هذا أولا، و ثانيا أقول؛ إنني لم أجد نفسي في أي حزب، لأن تجربتي مع الأحزاب جعلتني أفهم أن المناضل في أي حزب ليس لديه الحق في أن تكون له أفكار مغايرة لأفكار حزبه. لذا أفضّل أن أتمتع بحريتي سواء الإنسانية أو الفكرية أو النضالية التي لاتوجد في الأحزاب. وعدم انتمائي لحزب جعلني لا أفكر في الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة. عندي تجربة في البرلمان، ولاحظت أن ما يمكن أن نحققه للمرأة يتم خارج وليس داخل البرلمان، لأن الكتلة البرلمانية هي التي تحدد الأفكار والتصويت. فإذا أردنا التغيير بدل المنصب، فإنه يتم خارج البرلمان كصوت ونضال، وذلك أفيد للمرأة.
 
- ألا ترين أن هناك تناقض بين تشجيع المرأة على دخول البرلمان، والقول إنها لن تستطيع تغيير أي شيء داخل قبته؟
* لا، لا يوجد تناقض، لأنه لو تم تطبيق نسبة التمثيل بـ 33 بالمائة في البرلمان، لتوفّرت القدرة على التغيير، لكن لما تكون أقل من 20 بالمائة، فلن يكون التصويت بالشكل الذي يسمح بالتغيير أو اقتراح قوانين، لذا أعتبر أنه في هذه الفترة وجودي خارج البرلمان أفضل.
 
- كيف تقيمين نظرة الرجل للمرأة؟
* للأسف، الرجل عامة مازال ينظر للمرأة كجسد أكثر من عقل وفكر ونقاش. وأتذكر هنا قصيدة سعاد العبد الله التي غنتها ماجدة الرومي بعنوان ''كن صديقي''، والتي جسدت مطلب المرأة العربية عموما في رغبتها أن تجد رجلا يحاور فكرها وعقلها، وليس جسدها فقط. هذا طبعا لايعني أنه ليس هناك رجال يقدرون ويحترمون المرأة، لكن للأسف، عددهم قليل. وكمثال؛ أذكر حادثة شاهدتها بنفسي في أحد شوارع العاصمة،وراءها شابان كانا   يغازلان شابة، في البداية، أمطراها بكلام غزل جميل، لكنها عندما طلبت منهما الرحيل وتركها في حال سبيلها، تفننا في سبها وشتمها، بل ووصل الأمر إلى حد محاولة ضربها. أعتقد أن مشكلة بعض الرجال هو رفض كلمة ''لا'' إذا قالتها امرأة.

أكد المناجير حميد قجالي وهداف شبيبة القبائل السابق دابو في بلاتوهات '' بربر تي في''، أنهما قاما بتقديم شكوى للفيفا ضد شبيبة القبائل، ليزيدا من هموم رئيس الفريق الذي يلقى معارضة شديدة من اللاعبين السابقين ومن الأنصار، لسياسته، وسبب هذه الشكوى أن الرئيس محند شريف حناشي لم يقم بدفع الجزء الثاني من مستحقاتهما التي تبلغ قيمتها  210 الف أورو، بعد انتقال اللاعب من الشبيبة إلى لوهافر الفرنسي، حيث تمت الصفقة بـ740 الف أورو، وكان من المفترض أن ينال اللاعب نسبة 30 بالمئة، لكنه لم ينل سوى جزءا صغيرا من أمواله.
قجالي: لن أتعامل مع الأندية الجزائرية بعد الآن
ورغم الطلبات التي قدمها المناجير قجاني واللاعب دابو لحناشي، إلا ان عدم رده إيجابا جعلهما يقدمان على هذه الخطوة، وقال قجالي أنه لن يتعامل مع الأندية الجزائرية بسبب أن مسيريها غير محترفين، بل وغير صرحاء، مستثنيا ثلاثة أندية هي وفاق سطيف، شبيبة بجاية واتحاد العاصمة، واستغرب قجالي بقاء حناشي رغم تصريحاته المتواصلة أنه لا يملك الإمكانيات اللازمة، حيث قال له: ''ان لم تكن تملك الإمكانيات فدعها لغيرك''. كما دعم إيغيل مؤكدا أن حناشي هو المخطئ.
دابو: لو استطعت رفع الشكوى على حناشي وحده لفعلت



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)