الجزائر

شبكات لتمرير البشر خلسة عبر الحدود الغربية



شبكات لتمرير البشر خلسة عبر الحدود الغربية
توسعت رقعة تهريب الأشخاص أو ما يعرف بالتنقل خلسة من الجزائر نحو "المغرب" أو العكس صحيح بشكل ملفت للانتباه بالحدود الغربية لولاية تلمسان و التي تنشط فيها شبكة معروفة و متخصصة في هذه العملية باشتراك مع" الحلابة" في غالبية الأحيان عندما يكون عدد الطلبات مرتفعا و الإقبال من طرف الوالجين و الخارجين من البلدين سيما إذا كان الأفراد من عائلة واحدة يريدون الذهاب في صورة جماعية من خلال انطلاق السيارات المستأجرة لتهريبهم في وقت واحد عبر الحدود ليكون الالتقاء في موعده بالمكان و الزمان المتفق عليه بالشريط الحدودي مع الوسيط الذي يساهم كطرف ثاني في توصيل الأشخاص إلى الجهة المقابلة من الإقليم المغربي الذي تكون فيه سيارة "كلوندستان" أخرى تنتظرهم - مالكها مغربي – فتتكرر العملية بتطبيق نفس الخطة لبلوغ مراد المتنقل من جهة و الاستفادة من مبلغ مالي مهم من جهة أخرى خصوصا و أن تهريب الأشخاص لا يقتصر على مواطني تلمسان و المناطق المجاورة كما عرف في سنوات التسعينيات و إنما الخلسة تطورت و كبرت دائرتها فتجد زبائن الشبكات العاملة في حقل التهريب البشري من 48 ولاية جزائرية وجنسيات أجنبية مختلفة المشارب من دول إفريقية سجلت ضمن الأفراد المعتادين على الهروب من الحدود.** العقيد عباس بمغنية النقطة الأكثر طلبا هذه الظاهرة الاجتماعية جعلت عدد المهربين يتزايد و تتضاعف معهم السيارات الناقلة للأشخاص الذين يدفعون سعرا خياليا لقطع مسافة واحد كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات أكانت للفرد الواحد أم الصحبة أو عائلة بأكملها . فمنهم من يشترط سيارة نظيفة و مكيفة صيفا بالمبرد و شتاء بالمسخن لكي يدفع المبلغ المشروط عليه و هي فئة قليلة جدا أما النسبة العظمى من الأشخاص فلا يهمهم سوى العبور و الفرار بجلدتهم لحرارة شوق الأهالي الجزائريين و المغاربة على حد سواء. ومن المناطق التي يعتمد عليها مهربو الأشخاص منطقة العقيد لطفي "زوج بغال" التي كانت خطا حدوديا بريا مرسّما في السابق من الثمانينيات و بعد إصدار قرار غلقها في التسعينيات تم اتخاذه كمنفذ لإدخال الأشخاص خفية حسب مصدرنا المؤكد من الحركات الجمعوية النشطة بالحدود و التي قالت "الحدود مبيوعة" و شبكات تمرير الأشخاص تلعب على الحبلين مرة تنشط تحت غطاء تهريب الوقود و مرة ثانية تغير مسارها لمضاعفة الربح المادي من خلال التشهير بنفسها و إطلاق تعاملاتها مع من يريد الدخول للمغرب وهذا ماأهلها لتصبح ذات سمعة وبذلك اكتسبت مئات الزبائن الذين يتنقلون معهم كما يحلو لهم سيما و أن الشبكات لم تترك شبرا من الحدود خاصة تلك غير المراقبة إلا ووضعتها في خانة تهريب البشر كمنطقة العقيد عباس بمغنية التي تعد أقرب نقطة للوصول إلى وجدة و هي النقطة الأكثر طلبا على بقية الجهات الأخرى بالشريط الغربي كون مغنية بوابة قريبة للجميع من غرب الوطن و جنوبه و شرقه وشماله في حين العناصر النشطة في نفس الحقل بمرسى بن مهيدي تميل للتهريب عبر بوكانون القريبة من أحفير المغربية و كذا السعيدية الساحلية و التي تكون وجهة مفضلة نحو مدينة بركان ثم المدن الكبرى الأخرى كمليلية و مراكش و فاس و الدار البيضاء التي تتمركز فيها الأسر الجزائرية .***"بقشيش الفوت"للبوليس المغربي و بما أن كل الطرق تؤدي إلى المغرب فإن مافيا نقل الأشخاص بباب العسة يعتمدون على قرية القوربي و دشرة لالا عيشة لرمي الجزائريين للجهة المقابلة ويرتعشون خوفا من البوليس المغربي مهابة إلقاء القبض عليهم إلا من رحم ربك في دفع لهم_ "بقشيش الفوت"_ و هذا ما يجري في الواقع تجنبا لأي عرقلة مثلما علم من مصدرنا المؤكد والأمر نفسه يحدث بمنطقة الزريقة التي أضافها المهربون لقائمة المسالك التي يقطعونها كلما أتيحت فرصة الذهاب خاصة و أنها قريبة من مدينة "بني درار"المغربية و الأمر يتشابه ببني بوسعيد حيث يلجأ مهربو البشر لمنطقة "روبان" غير المحروسة أمنيا التي تشهد حركة دؤوبة لذات الظاهرة نظرا لاعتماد الكثير من الجزائريين القاطنين بالمغرب عليها بعد التشديد الذي تعرفه حدود عصفور و قرية العابد المطلة على قرية سيدي بوبكر المغربية و مدينة وجدة ....**" مقاتلات " تقل البشر في هيكل يفوح برائحة المواد الطاقوية هي إذن طرقات رئيسية غير شرعية و محفوفة بالمخاطر شكلتها شبكات تهريب البشر باتجاه الشريط الحدودي للبلدين و التي تصاعد منحاها بعدما طغى عليها الجانب المادي و البزنسة على حساب أرواح الأشخاص رغم الصعوبات التي تجابه سائق السيارة و الركاب المتوجهين للمغرب معا بطرق عشوائية تصادفها منحدرات مميتة بغرض بلوغ نقاط التوقف المبعثرة بالقرى و المداشر المجانبة للتراب المغربي مثلما ذكرنا و أحدثها عناصر التهريب من الجهتين عن طريق استغلال الفتحات و الفجوات على مستوى سياج البلد و كذا بمحاذاة السواتير الترابية التي حفرها الجيش الشعبي الوطني لدحر ظاهرة التهريب المتنوع ، حيث لوحظ على حدّ شهادة مصادرنا أن تضاريس المناطق السبعة التي يفرّ منها الأفراد و الجماعات صعبة للغاية ولكن لا حياة لمن تنادي لأن الربح مضمون للفئة الأولى و المجازفة أهون من حرقة الأكباد للشريحة الثانية فما عساهم إلا القبول بالصعاب و السرعة الجنونية للمركبات ذات أصناف "رونو 21" و25 و مرسيدس لصلابة قطع غيارها المقاومة للشعاب و الوديان النائمة . و قالت مصادرنا العارفة بهذا ***سائقون متهورون و ثمن المقعد الواحد يتجاوز المليون سنتمالشأن و ما يجري بالحدود، أن هذا النوع من التهريب المعنوي و المادي الذي يمسّ الأشخاص يرجع إلى ما يزيد عن عشرين عاما الماضية بنفس طريقة المقابل المادي المحدد آنذاك مابين 500 دج إلى 1000 دج زيادة على الحق المطلوب من الموز و الفول السوداني كمادتين كانتا مفقودتين بالجزائر تعطى للوسيط كهدية لأنه وفّر له مساعدة تامة في البراري لقلة وسائل النقل من خلال الدخول أو الخروج بالحدود مشيا على الأقدام والمبيت يومين على الأقل بمنزل مؤمّن إما ينتمي لتراب بلادنا أو صاحبه مغربي لحين وصوله "للشرطة" و من ثمة يستلمه متعامل من جهة أهله لأن الأراضي قبل تقسيمها بالخندق كانت موحدة بتجمعات سكانية لكن في الوقت الراهن تطورت الظاهرة بتنامي حظيرة" المقاتلات " التي تقل البشر في هيكل يفوح برائحة المواد الطاقوية و كراسي متسخة و مكسّرة وسائقون متهورون تتراوح أعمارهم من 18سنة إلى 22سنة و الذين ألهبوا ثمن المقعد الواحد بمليون سنتيم(10,000دج) إلى مليون ونصف بعدما كان في وقت مضى من العام المنصرم ب 5000دج و قد ارتفعت هذه القيمة المالية مباشرة بعد تضييق الخناق على الشريط بالخندق المنجز حسب الخريطة الحدودية للجزائر لأن الأوضاع المرتبطة بالتدفق الأمني بالشريط و الممتد على طول 1700 كلم اختلفت بمعنى أن المشقة أكبر للظاهرة لتعدّد المتاعب بالنسبة للقادمين إلى الجزائر أو الذاهبين للمغرب ومن يستصغرها فهو مخطئ لأن الحالة النفسية تكون في توتر واضطراب بسبب الشعور بالخوف و القلق الناجمين عن الجانب اللاأمني و الحوادث نظرا للسرعة المفرطة التي تسير بها المركبات خصوصا إذا حددت الفترة الليلية للإقلاع في الظلام الدامس.* طرق مخزية تستنزف الجيب فاتورتها تقارب تذكرة الطائرة وكل هذا على حدّ رأي المتتبعين للشأن السياسي الذي يرجع لطول مدة غلق الحدود المتسببة في خلق هذه الآلية اللاقانونية المتعلقة باستحداث أسلوب مخزي لنقل الجزائريين المقيمين في المغرب نحو موطنهم في إطار صلة الأرحام بطرق تستنزف الجيب فاتورتها تقارب تذكرة الطائرة(خط الجزائر_المغرب) و تفوق ثمن السفر البري بثلاثة أضعاف إن ظل الشريط مجمّدا و في حالة ما تم فتحه ينتعش_ طريق الوحدة_ بأسعار تكون في متناول الجميع كما أن "الخلسة " تستطيع التوقف عن ابتزاز البسطاء بإنشاء مؤسسات صناعية اقتصادية في التحويلات الغذائية لامتصاص البطالة كما يحدث بالمنازل المغربية التي خصصت لمصانع متنوعة في الفخار و الجلود و النحاس . و غيرها من الاستثمارات الاقتصادية التي تشغل شبابا و كهولا و نساء و لا يتسنى إلا منافستهم بمساعدة أبناء الحدود على المشاريع المصغرة بحذف العراقيل الإدارية اتجاه طرح ملفاتهم لتحفيزهم على تنمية الاقتصاد المحلي عوض امتهان التهريب بصفتها من المسائل التي يشكو منها أبناء الحدود .*77 مركبة بدون أرقام تسلسلية محجوزة تهرب الوقود والبشر أما بعض الحقوقيون من المكتب الولائي لحقوق الإنسان بتلمسان أشاروا إلى الظاهرة التي تخص تهريب الأشخاص بأنها ستستعصى أكثر مادامت أبواب الحدود البرية موصدة في وجه الشعبين اللذين تجمعهما العروبة و الإسلام و التعاون الثوري و النسب ضاربين المثل الحي بأمريكا اللاتينية التي ليس لها حدود فاصلة مع بقية الدول الأوربية إلا ما تمليه القوانين الدولية في التعاون و التعاملات فأين نحن من حصار يشبه ما تعيشه "غزة الجريحة" فبمقدورنا إزاحة المنغصات بتنفيذ المغرب للشروط المفروضة عليه من قبل الحكومة الجزائرية في احترام مواقفها السياسية و الحد من عدم تصدير المخدرات إلى بلادنا التي كانت موطن عبور و تطورت لدولة مستهلكة باعتبار التقيد بالمطالب عاملا حساسا في فتح الحدود التي استشرت فيها الهجرة السرية البرية المقدر عدد قضاياها في الخمسة أشهر الأخيرة من السنة الجارية 2015 ما يربو عن 110 قضية أدت بتوقيف 234 شخص و تقلص عددهم مقارنة بالعام الفارط 2014 بتسجيل 369 موقوف تورط في 131 قضية الهروب من المغرب و الجزائر استنادا إلى حصيلة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لولاية تلمسان التي بينت أن عدد السيارات المزورة المحجوزة في السداسي الحالي بلغت 77 مركبة غابت فيها الأرقام التسلسلية و هي نفسها التي تهرب على متنها أيضا البشر وقد وصل الحد السنة الفائتة بركن حوالي 100 مركبة بدون وثائق .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)