الجزائر

شبح الفساد... الخوف؟



شبح الفساد... الخوف؟
عندما تتحدث منظمة شفافية دولية عن تنامي الفساد في الجزائر بشكل رهيب، وتحتل الجزائر المرتبة 105 في ترتيب الدول الأكثر فسادا، فهذا يعني، أن إستفهامات كبيرة لابد من طرحها حول مدى نجاعة آليات الفساد التي استحدثتها الحكومة لمحاربة لظاهرة.
والواقع أن جانب من هذا السؤال يدور حول تعدد الهيئات المختصة في محاربة الفساد الذي التف حبله على المؤسسات، وبات خصلة من خصال المجتمع... فمن الديوان الوطني لقمع ومحاربة الفساد، مرورا باللجنة الوطنية لمحاربة الفساد وصولا إلى ومجلس المحاسبة، إمكانيات ضخمة سخرت للحرب على الفساد، لكن لا نتيجة تذكر.. بل أن تقرير شفافية دولية، حتى وان حاول البعض تسييسه أو الطعن فيه، يعطي مؤشرات سلبية عن المنحى الذي اتخذه الفساد.
صحيح، قد يقول البعض ممن نصبوا أنفسهم حراسا للمعبد، أن تقارير المنظمات الدولية غير الحكومية مشكوك فيها، وهذا رأي لابد من التعاطي معه ومناقشته بشكل ايجابي وموضوعي، لكن لما تتحدث تقارير أخرى وتصنف الجزائر العاصمة في المرتبة 179 حول جودة المعيشة، فهنا لابد من التوقف، لأننا كجزائريين نعيش ونشعر ان الوضعية الاجتماعية والثقافية والسياحية والخدماتية والاقتصادية، وأيضا من حيث النظافة لا تسر القريب ولا ترضي البعيد..فعاصمتنا يهددها التريف، غابت عنها مظاهر الحياة الحضارية، ابتعدت عن بعدها الثقافي والموروث الاجتماعي... فالعاصمة تبدو في بعض جوانبها شبحا مخيفا، وفي البعض الآخر جزيرة مهجورة، معزولة عن انتمائها المتوسطي... فهل لنا أن نشكك أيضا في هذا التقرير والمرتبة التي منحت للجزائر في مستوى جودة المعيشة؟ هل لنا أن ننكر هذه الحقائق ونحن نحياها يوميا ونتألم لها كل لحظة؟.
ما أريد قوله هنا، أن الوضع العام للبلد بات مقلقا، إلى درجة أصبح من الواجب التحرك اليوم قبل الغد لإعادة النظر في كثير من قضايانا، في آليات ضبط حياتنا بمعناه الواسع...وهذا برأيي نداء الواجب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)