الجزائر

شبان يمضون عمر الزهور في السجون بسبب تدخلهم لحماية والداتهم



شبان يمضون عمر الزهور في السجون بسبب تدخلهم لحماية والداتهم
لا يختلف اثنان أن الجزائر قد حققت قفزة نوعية في مجال حقوق المرأة ومحاربة العنف ضدها، سواء من خلال التعديلات المستمرة في القوانين وحتى الحملات التحسيسية التي تشنها الجمعيات والمواطنين. هذه القفزة التي حتى وإن لمسناها في بعض المجالات الحياتية بعد تقلد المرأة لأهم وأبرز الوظائف في أجهزة الدولة الحساسة على غرار منصب لواء ورئيسة مجالس قضائية، والتي اعتبرت فيها الجزائر الدولة السباقة بين الدول العربية، فإنه لا يمكننا غض النظر عن الوجه الآخر والمظلم لمكانة المرأة خلف جدران بعض البيوت والأسر الجزائرية التي لا زالت تتخبط في عقلية المجتمع الذكوري الذي أعطى للرجل حق الريادة، والذي تعدى ليشكل عنفا صارخا على الجنس اللطيف قد يصل في حالات عديدة إلى جرائم قتل بشعة تتشتت فيها الأسر برمتها.هي حالات كثيرة مرت على محاكمنا تعكس لنا ظاهرة العنف الجسدي واللفظي الذي مازالت تعاني منه المرأة في مجتمعنا، والذي إن لم تكن المرأة هي الضحية فيه فإنها تكون وراء حدوث هذه الجريمة.. يقطع والده بساطور لطرده لوالدته من المنزل وتهديدها بالقتلأول حالة هي قضية عالجتها محكمة الجنايات مؤخرا لشاب في العشرين من العمر، أزهق روح والده بعدة طعنات قاتلة باستعمال ساطور بمعية خاله البالغ من العمر 35 سنة، انتقاما لوالدته التي كانت تتعرض على يد زوجها لكل أنواع العنف الجسدي من ضرب وطرد وتهديد بالقتل في حي لابوانت في باب الوادي. وهي الجريمة التي تعود مجرياتها لأحد الشجارات التي جمعتها مع زوجها، والتي جعلها تتصل بشقيقها المتهم استنجادا به بتاريخ 24 سبتمبر 2013، والذي حضر من جهته إلى منزلها من أجل وضع حل لمشاكلها مع زوجها، حيث حاول في بداية الأمر حله وديا بعد تبادل أطراف الحديث، لكن تطورت الأمور بينهما. وبتاريخ الوقائع، وبعد صلاة المغرب، وقعت مناوشات بين الابن ووالده خارج المنزل، وبعد سماع الصراخ خرج صهر الضحية وكان بحوزته سكين من الحجم الكبير ووجه له عدة طعنات رفقة ابنه في مختلف أنحاء جسمه، وتوفي الضحية أثناء نقله إلى مستشفى ”باينام” متأثرا بجروحه. وبمثول المتهمين أمس أمام المحكمة، أنكر ابن الضحية قتل والده، نافيا أن يكون قد طعنه بسكين، مشيرا إلى أن والده كان حاملا سكينا من نوع ”بوشية” ليلة الوقائع، وحاول بذلك إلقاء المسؤولية كاملة على عاتق خاله بحكم أنه ضربه بعدة طعنات على مستوى أنحاء جسمه. أما الخال فأكد بدوره أنّه تدخل لحماية ابن شقيقته المتهم بعدما دخل في شجار مع والده الذي كان يحمل سكينا، حيث حمل سكينا من الحجم الصغير وقام بطعن الضحية به، فيما وجه له ابنه طعنات أخرى باستعمال خنجر من الحجم الكبير. من جهتها، أكدت زوجة الضحية أنها كانت تعيش ظروفا صعبة مع المرحوم بفعل عدوانيته والعنف الذي كان يمارسه عليها، وليلة الوقائع اتصلت بشقيقها، وكان هدفها من وراء ذلك تهدئة الأمور بينهما، خاصة أن المناوشات تمت قبل الحادثة بينها وبين زوجها، ما جعلها تقرر مغادرة منزلها والذهاب إلى منزل شقيقه المجاور لمسكنهم بعدما قام بطردها، أين قضت الليلة هناك رفقة أبنائها. أما عن حادثة القتل فأكدت أنها لم تشاهدها بفعل أن الجريمة تمت خارج المنزل. وحسبما دار في جلسة المحاكمة، فإن الضحية تلقى 8 طعنات في مختلف أنحاء جسمه، حسب تقرير الطب الشرعي.شاب يزهق روح والده في رمضان لحماية والدته بسبب ”الدڤلة”قضية أخرى عالجتها نفس المحكمة مؤخرا، والتي التي كان العنف الممارس على المرأة هو سببها. هي جريمة القتل الشنعاء التي اهتزت عليها منطقة بن عكنون بالعاصمة في رمضان 2015، لشاب في أوائل العقد الثالث من العمر قضت عليه المحكمة بعقوبة 12 سنة نافذا كثمن لروح والده التي أزهقها دفاعا عن والدته، التي كادت تفقد حياتها على يد هذا الأخير قبيل دقائق معدودة عن أذان المغرب في اليوم العاشر من رمضان بسبب تمر ”الدڤلة” المجلوب من البقاع المقدسة. وهي الجريمة التي تعود مجرياتها ليوم 27 جوان 2015، حين كانت والدة المتهم تهم بإعداد طاولة رمضان أين طلب منها الضحية الذي كانت تنتابه موجة غضب غير طبيعية وضع تمر ”الدڤلة” التي جلبها معه من البقاع المقدسة لدى تأديته مناسك العمرة، فردت عليه أنهم استهلكوها جميعها، فثار غضبا وقام بحمل زجاجة من المائدة وكسرها واستعمل الأجزاء المكسورة في ضربها بعنف، ما تسبب لها في جروح عميقة على مستوى الصدر والرقبة، ليهم الابن الأًصغر ويحتضن والدته خوفا عليها ويلحق المتهم به بعد سماع صراخ شقيقه وقام على فظاعة المشهد أمام تهديدات والده بالتخلص من أمه بحمل سكين من المطبخ والتوجه مباشرة نحوه ويقوم بطعنه مباشرة بعد رفض هذا الأخير الكف عن ضرب والدته، ويستفيق بعدها على جريمته الشنعاء.. ويحاول ترميم فعلته بالاتصال بمصالح الحماية المدنية وبالجيران الذين لم يتمكنوا من إنقاذ الوالد لخطورة الإصابة التي تعرض لها، والتي كانت كفيلة لإزهاق روحه في دقائق معدودة، ويتم بذلك تحويل الفاعل على مركز الأمن وبالتالي على قاضي تحقيق محكمة الحال، الذي كشف من خلال تحرياته استنادا إلى أقوال الشهود والمتهم أن خلفية الجريمة الشنعاء تعود للمشاكل العائلية والشجارات المستمرة التي كان يشهدها منزل المتهم، والتي تعود خلفيته - حسبهم - لعقدة النقص التي كانت تجتاح الضحية تجاه زوجته بحكم أنها أستاذة في الفيزياء والرياضيات ومؤلفة لكتب للأطفال، والتي جعلته بيوم الواقعة يعتدي عليها، ما جعل المتهم يتدخل لحماية لوالده. وقد أكد المتهم خلال سماعه أن والده الضحية كان ينوي قتل والدته يومها، وهو ما دفعه للتدخل دون أن تكون له نية قتله، حيث تمسك المتهم خلال جلسة المحاكمة بمواجهته لتهمة قتل الأصول أنه قد قتل والده دفاعا عن والدته التي كادت تزهق روحها على يد الضحية الذي كان ينوي يومها بكل إصرار قتلها.شاب يقتل والده بطعنتي خنجر في الرغاية بالعاصمةعاش قاطنو حي ‘'دي. أن. سي'' ببلدية الرغاية، شرقي العاصمة، في شهر جانفي من سنة 2013، أمسية مأساوية كان بطلها شاب في الثلاثين أقدم على إزهاق روح والده المسن، موجها له طعنتين على مستوى الصدر، تاركا إياه سابحا في بركة من الدم بالبيت العائلي. لم تستوعب عائلة الضحية وجيرانها السيناريو التراجيدي الذي انتهى بموت ‘'أ.ع''، 63 سنة، المقدم المتقاعد في الجيش على يد فلذة كبده، فالصدمة كانت بادية على الوجوه 24 ساعة بعد الحادث، خاصة أن القاتل ليس إلا ابن الضحية.. وهو ما وقفنا عليه في موقع الجريمة. كان أبناء الحي متجمعين بالقرب من بيت القتيل عند وصولنا، والمعزّون يتوافدون على الحي الهادئ، فيما كان الصمت يخيم على المكان والجميع راحوا يتبادلون الكلام همسا. اقتربنا من أحدهم بعد أن لاحظنا عليه علامات التأثر، غير أنه تحفظ على الحديث إلينا، طالبا منا الترحم فقط على روح الضحية، قبل أن يواصل أن الراحل والده ‘'إنه والدي ولا أعرف ما حدث تحديدا، نريد منكم الدعاء له بالرحمة فقط''. عبثا حاولنا استدراج الشاب للحديث، وكذلك الأمر بالنسبة لأبناء الحي الذين تحلقوا حوله، وبادرنا أحدهم: ‘'لا تضغطوا عليه، لايزال تحت وقع الصدمة''. وبالعودة إلى تفاصيل الجريمة التي اهتز لها الحي في الخامسة من مساء أول أمس، وحققت فيها الشرطة القضائية لأمن الرويبة، أكدت مصادرنا أن المتهم يسمى ‘'أ.و''، 32 سنة، وجّه طعنتين لوالده على مستوى الصدر، كانت كافية ليسلم الروح، ولم تفلح محاولات إسعافه بنقله على جناح السرعة إلى عيادة الرغاية، حيث وصل جثة هامدة بعد أن نزف منه الكثير من الدم. وأضافت مصادرنا أن الابن الجاني أصيب أيضا بطعنة على مستوى الفخذ الأيسر وأسفل البطن أثناء اشتباكه مع والده، كما جُرحت شقيقته على مستوى الفخذ عند محاولتها التدخل. ويجهل، لحد الساعة، سبب إقدام القاتل الذي يعاني من اضطرابات نفسية على إزهاق روح والده، خاصة أن علاقتهما جيدة وليست بينهما أي عداوة، حسب مصدرنا. وحوّل الجاني وشقيقته مباشرة بعد الحادث إلى مستوى زميرلي لتلقي العلاج، فيما نقلت جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الرويبة، في انتظار ما سيكشف عنه تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة.شاب يقتل والده لتهديده والدته بالزواج بأخرى في باب الوادي نظرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة، في ملف جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجناية قتل الأصول، بطلها شاب أجهز على والده بعدة طعنات خنجر في أنحاء متفرقة من جسده بتواطؤ خاله، الذي أجهز هو الآخر على الضحية بواسطة خنجر أردياه جثة هامدة. وقائع القضية البشعة تعود إلى تاريخ 24 سبتمبر 2013، كان مسرحها مسكن الضحية الكائن بحي لابوانت بباب الوادي في العاصمة، حينما نشبت خلافات بين الضحية ”ر.ي” البالغ من العمر 48 سنة، وزوجته التي قام بطردها من المسكن أمام مرأى أبنائهما، الأمر الذي أثار غضب الجاني وتدخل لتهدئة الأوضاع، حيث قام على إثرها الضحية بحمل السكين قبل أن تتطور الأوضاع إلى مناوشات بين الضحية وابنه، ما دفع زوجة الضحية أن تطلب من شقيقها الحضور فورا لفك الشجار. وبوصول الأخير، زادت المشاحنات بين الطرفين انتهت بإجهاز ابنه وصهره عليه بواسطة سكين وساطور بعدة طعنات تلقاها في أنحاء متفرقة من جسده، أدت إلى وفاته متأثرا بالطعنات، حيث خلص تقرير تشريح الجثة إلى أن الضحية تلقى 8 طعنات بواسطة آلتين حادتين إحداهما ذات شفرة حادة والأخرى عريضة. وبمحاكمة الجاني قاتل والده، برر جريمته بالظروف العائلية الصعبة مع المرحوم لعدوانيته وممارسته العنف عليهم، خصوصا على والدته التي قام بطردها لإعادة الزواج بأخرى. وبالسماع للمتهم الثاني صهر الضحية، أفاد بأن سبب تواجده بمسرح الجريمة هو تلقيه اتصالا من شقيقته ليلة الوقائع تطلب منه الحضور لنشوب شجار بين زوجها وابنه، إلا أن حدة المشاحنات زادت بين الطرفين بعد حضوره وانتهت بتوجيه له طعنات في لحظة غضب. من جهتها، زوجة المرحوم، أكدت أنها قبل الوقائع اضطرت لمغادرة المسكن بعد مناوشات حصلت بينها وبين وزجها، حيث غادرت منزلها للتوجه إلى منزل شقيقه المجاور لمسكنهم، وقضت الليلة هناك رفقة أبنائها، فطردهم الزوج بعد عودتهم إلى المنزل. وأنكرت الزوجة مشاهدتها لحادثة مقتل زوجها كونها تمت خارج المنزل. وعليه التمس النائب العام تسليط عقوبة الإعدام في حقهما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)