الجزائر

شبان يتميزون في الصناعة التقليدية ويواجهون جميع العقبات



شبان يتميزون في الصناعة التقليدية ويواجهون جميع العقبات
جابت ”الفجر” أروقة الصالون الدولي للصناعة التقليدية الذي اختتمت فعالياته أمس بقصر المعارض في العاصمة، ليؤكد الشبان الجزائريون إبداعهم واقبالهم نحو الصناعة التقليدية من خلال المنتوجات التي تقربنا من بعض من عارضيها.. فمن صناعة النسيج إلى السيراميك، فحجر ”الأردواز” الذي مثل فيه صاحبه الجزائر أحسن تمثيل.وسط زحمة الوظائف التقنية والبطالة التي فتكت بكثير من شباننا، اختار البعض مواصلة العمل والنشاط في ما نتج عن ذكاء أجدادنا الذي تعبوا وبرعوا في تجسيد عناصر طبيعية في شكل وسائل في الحياة اليومية، فمن تحف الفخار إلى حياكة النسيج وغيرها من الصناعات التقليدية التي عرضت بالصالون الدولي للصناعات التقليدية، وبفضلها تحقق فعلا مراد أسلافنا الذين أرادوا أن تتجسد من خلالها هويتنا وتكون جسرا بيننا وبين مختلف الجنسيات.دغمان دليلة:”علينا اللحاق بدول الجوار في الاهتمام بالصناعة التقليدية”التقت ”الفجر” بواحدة من حرفيات النسيج، دغمان دليلة، من تڤرت بورڤلة، والتي عبّرت عن اعتزازها وهي تتقن حرفة رغم المصاعب التي تواجهها في الحصول على المادة الأولية فيها، إلا أن إقبال الزبائن عليها يجعلها تتحمس أكثر لمواصلة صناعة تقليدية ترى أنها مكسب كبير حين تلقت أصولها. كما أن نساء المنطقة مقبلات على حرفة النسيج ويعتبرنها ميزة تنفردن بها في الجزائر. وفي ردها على سؤالنا حول كيف تصف زبائنها؟ قالت:”أشعر أنهم جزائريون فعلا، كما أنهم شخصيات راقية، فهم لا يتفاوضون معي في سعر أي قطعة كونهم يدركون قيمتها الثقافية ومراحل إنجازها، هؤلاء أكنّ لهم الاحترام وبفضلهم سأواجه كل العراقيل لأقدم لهم أفضل المنتوجات”.تعبر دغمان دليلة أن مستقبل الصناعة التقليدية في الجزائر يبقى بيد المسؤولين، بالقضاء على البيروقراطية وتسهيل الوصول للمادة الأولية. كما ترى ذات المتحدثة أنه على الحرفي أن يتلقى تكوينا متواصلا خصوصا من ناحية التصميم، فهذا الأخير تفوقت فيه دول الجوار والمتمثلة في تونس والمغرب أمامنا، وأحسنت بفضله تسويق صناعتها التقليدية نحو الدول الأوربية، كما وظفتها عنصرا هاما في مجال السياحة. في حين ترى الحرفية أن الصناعة التقليدية بديل مهم لشباب اليوم للولوج في عالم الشغل والاستثمار، فكلما كان الإقبال عليها كبيرا سيتم تذليل الصعاب بشكل تلقائي من قبل السلطات.حلي وتحف تزيينية بارعة من حجر ”الأردواز”غادرنا النسيج الذي حيكت قطعه بعناية، لنلتقي في إطار جولتنا بالممثل الوحيد على المستوى الوطني لحرفة النحت على الحجر وحجر ”الأوردواز” بالتحديد. إنه الحرفي عبد المجيد بعزيز، أكد لنا هذا الأخير أنه دخل عالم الحرفة انطلاقا من أجداده الذين مارسوها، لكنها شهدت تراجعا بعد الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد. وبحكم أن منطقة ”غوفي” في بانيان ولاية بسكرة ساحلية بطبعها، فقد فكر عبد المجيد في جعلها عنصرا فاعلا وسط السياح الذين يقبلون عليها. لنشاهد مختلف التحف المعروضة بهذا النوع من الحجر الذي يؤكد صاحبها أنه يتمتع بميزات فريدة من نوعها، حيث أن له فوائد صحية كونه يمنح طاقة إيجابية للشخص الذي يحرص على استعماله، ويساعد الجسم على استخراج الطاقة السلبية سواء في شكل حلي أو ديكور في المنزل.البيروقراطية تقف عائقا أمام الاستثمار.. أجمع كثير من الحرفيين الذين شاركوا في الصالون الدولي العشرين للصناعات التقليدية على عدم وجود أرضية خصبة للاستثمار في الجزائر في هذا القطاع، بدءا من المادة الأولية التي رغم وفرتها في بلدنا والتي هي جزء من ثرواتنا الطبيعية، إلا أن كثيرا من الحرفيين يلجؤون إلى الاستيراد لتواجههم مشقة العمل بسبب قلة التجهيزات أونقص اليد العاملة، تضاف إليها بيروقراطية التصدير. وأكد لنا أحد الحرفيين أن تونس مثلا يصدر فيها الحرفي منتوجه في يوم واحد، في حين أن الحرفي لدينا ينتظر مدة ثلاثة أشهر. ورغم كل ذلك فإن جمال ما عرض من الصناعات التقليدية يؤكد أن شبابنا مفعم بحس فني وإرادة لا تعرف المستحيل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)