الجزائر

شباب ومراهقون يستخدمون بوابة الإنترنت لتحقيق أحلامهم المستحيلة



تغيرت معايير بلوغ الأهداف والطموحات في عصر التكنولوجيا والإنترنت، فلم تعد الموهبة لوحدها مقوما يسمح بتحقيق حلم الظهور على شاشة التلفزيون أو تجسيد مشروع ما على أرض الواقع أيا كان نوعه، فقد دخلت نسب المشاهدة، وجمهور المتابعين كأهم المقومات التي تفتح آفاق النجاح للشباب الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.البلوغر أميرة ريا من الأنستغرام إلى التلفزيون العمومي
في حين يعد الالتحاق بمؤسسة التلفزيون العمومي حلما صعب المنال حتى بالنسبة إلى خريجي كليات الإعلام والاتصال من الكفاءات وأصحاب الدراسات العليا، تمكنت البلوغر أميرة ريا التي تحصد أكبر عدد من المتابعين في الجزائر عبر موقعي يوتيوب وانستغرام، بأزيد من أربعة ملايين وستمائة متابع، بأن تطل على جمهورها عبر أول شاشة تلفزيونية، وفي وقت الذروة في شهر رمضان الفارط عبر برنامج تفاعلي ضخم، بعد مرورها بعدة محطات أخرى، قبل أن تسجل برامج إذاعية مؤخرا لصالح محطة أجنبية لإيصال صوت الشباب الجزائري، إلى مسامع الجمهور العربي.
أميرة ريا، كانت قد بدأت تخاطب جمهورها المتنامي من المراهقات خاصة، عبر فيديوهات منتظمة تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثة، فايسبوك وأنستغرام ويوتيوب، واستطاعت كذلك أن تجسد مثالا حيا عن الطريقة الصحيحة التي يمكن اعتمادها كاستراتيجية لنقل الحلم من الافتراضي إلى مشروع واقع، من خلال إطلاقها علامتها الخاصة للمحجبات قبل نحو خمس سنوات فقط عبر الإنترنت، لتتمكن في ما بعد من افتتاح عدة فروع لها في مناطق مختلفة من الوطن.
البودكاستر zaki Rb يصنع جمهوره الكوميدي عبر اليوتيوب ويامنة تحقق حلم الظهور التلفزيوني الهادف
بدأ زاكي رباعي، 21 سنة، ابن مدينة الورود، خطواته الأولى في طريق بلوغ هدفه، قبل أقل من سنة، بالتحديد في رمضان 2020، فصنع بمفرده محتويات تعكس واقع المجتمع الجزائري والمشاكل اليومية التي يواجهها المواطن البسيط في مختلف الإدارات والأماكن العمومية، مواضيع مست بعمق فئة واسعة من الجزائريين بمختلف الأعمار.. تابعوا أعمال زاكي، المعروف ب RB وأعادوا مشاركتها، بحيث استطاع الشاب العشريني أن يكون جمهورا وفيا متعطشا إلى أعماله في غضون أشهر قليلة فقط. يقول زاكي إن هذا النجاح جلب إليه فرصا لم يكن يحلم بها، وقدم له عروضا على طبق من ذهب، قد تصنع منه نجما كوميديا بارزا في القريب العاجل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشابة يامنة، صاحبة قناة أحباب يامنة على اليوتيوب والأنستغرام، التي ذاع صيتها سريعا، بفضل المحتويات الاجتماعية الكوميدية التي تقدمها لمتابعيها، على هيئة الفتاة العاصمية الشعبية التي تجسد أدوارا مختلفة وجريئة، خفة ظلها وعمقها في طرح المواضيع بأسلوب واثق هزلي، واهتمامها بالتراث أقحمها عالم التلفزيون لتطل كمنشطة برنامج تلفزيوني على قناة طبخ تتابعها ملايين النساء.
هذا، فيما حصد الفيلم القصير للبودكاستر الشاب، مراد أودية، قرابة خمسة ملايين مشاهدة في ظرف أسبوعين من إطلاقه بإمكانيات بسيطة جدا، كما لقي استحسانا واسعا من ممثلين ومنتجين ومؤثرين عبر الشبكة، طلبوا من أودية باقتحام عالم التمثيل سريعا، نظرا إلى الحترافية الكبيرة التي أظهرها العمل.
يحوزون أدوارا أساسية في المسلسلات وكليبات الأغاني أرقام المتابعين تدفع بالأنفلونسر إلى شاشات التلفزيون
يسير معظم المنتجين الخواص في مجال السمعي البصري، خلال السنوات القليلة الأخيرة، وفق خطة عمل تخدم إصداراتهم من ناحية رفع نسب المشاهدة، بحيث يسعون للبحث عن وجوه مشهورة لها متابعوها بالآلاف والملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يمكن الاعتماد عليها للإشهار المسبق للعمل، ودعوة المتابعين إلى مشاهدته في توقيت صدوره، وتقييمه والتفاعل معه. وبغض النظر عن امتلاك البعض للموهبة التي تؤهلهم، وافتقار الكثير إليها، تمكنت البلوغر الشابة المثيرة للجدل، شرين بوتلة، من تجسيد دور رئيس في مسلسل رمضاني لقي نجاحا واسعا، وتوالى ظهور المدونات بعدها في العديد من الأعمال الكوميدية والكاميرا الخفية عبر قنوات التلفزيون الخاصة، وحتى العمومية، ما أثار لغطا كبيرا في البلاطوهات، كما في الشارع الجزائري الذي طالب هو الآخر بإعطاء الفرص للمواهب الحقيقية التي درست التمثيل وصنعت مسيرتها في المسرح.
من جهتهم، منتجو الكليبات الغنائية، فتحوا المجال على مصراعيه لهذه الفئة من المؤثرين خاصة الناشطين عبر الأنستغرام واليوتيوب، للظهور كوجوه رئيسة في الأغاني، وساهم إشهارهم لها بعد صدورها من تحطيم أرقام قياسية
في نسب المشاهدة، فاقت حتى ما يحصده فنانون عالميون، فقد ظهرت كل من البلوغر بشرى بن عياش، وملكة جمال التراث الجزائري وحيدة قروج وأخريات في أكثر كليبات أغاني الراي صيتا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)