الجزائر

شباب بورڤلة وجدوا في بيع الشاي مصدر رزق



شباب بورڤلة وجدوا في بيع الشاي مصدر رزق
من المظاهر التي لفتت انتباه "المساء" أثناء تواجدها في ولاية ورڤلة مؤخرا، لجوء بعض الشباب إلى بيع الشاي، إما متجولين أو على طاولات ببعض الساحات والأسواق أو حتى أمام الإدارات، حيث يكتسي هذا المشروب أهمية قصوى لدى سكان الجنوب، حتى أننا لاحظنا ندرة المقاهي في المدينة بالمقارنة مع طاولات بيع الشاي، علاوة على الإقبال الكثيف على ارتشاف كؤوس الشاي الذي خلق "تلوثا بيئيا" من نوع آخر، إذ لا يكاد يخلو شارع من كؤوس الشاي البلاستيكية الملقاة في كل مكان.يكاد لا يغيب مشروب الشاي الأخضر عن جلسات أهلنا في الجنوب، سواء العائلية أو المهنية أو غيرها، حتى أن أعقد الأمور في شتى مجالات الحياة اليومية تحل بجلسة شاي، لذلك يطلق عليه تسمية "السلطان".والملاحظ بمدينة ورڤلة، أن العديد من الشباب استثمر في بيع كؤوس الشاي عوض الاستسلام للبطالة، ولأنه المشروب الأكثر استهلاكا طوال ساعات اليوم، فإن الربح من ورائه مضمون، يقول الشاب "الصادق ناصر" صاحب دكان لبيع الشاي بأحد مداخل سوق الحجر في الولاية: "الشاي هو المشروب العريق في ورڤلة وكامل منطقة الصحراء، وهو ضروري جدا ويستهلك طوال اليوم، لذلك فكرت في فتح دكاني هذا لبيع الشاي وأنا شبه متأكد من النجاح، صحيح أن الرزق من عند الله، هو الذي يغني عباده، لكنه أيضا يوصينا بالسعي في طلب رزقنا، وعليه فكرت في بيع الشاي عوض التحجج دائما بانعدام فرص العمل، والحمد لله، مدخولي اليومي جيد"، يقول الصادق.من جهته، يشير "ابراهيم لحبيب"، بائع أخر للشاي بنفس السوق أن هذا المشروب يعتبر أكثر من ضرورة عند أهل الصحراء، والمعدل العادي للفرد الواحد 14 كأسا في اليوم الواحد. ولأنه مشروب ضروري للجميع، وعلى مدار ساعات اليوم، فإنه يبيع من 150 إلى 200 كأس يوميا، ويرى الشاب الذي يحوز على "دبلوم" في القانون العقاري، أن العمل مهما كانت طبيعته لا عيب فيه "على العكس تماما، أن تكون شابا في كامل صحتك الجسمية والعقلية وتبقى بطالا تنتظر من يتصل بك ليوظفك.. أسعى إلى الرزق ليفتح لي أبوابه، هذا هو شعاري في الدنيا. لم أوفق في الحصول على منصب شغل وفق تخصصي، فلا عيب مطلقا في الاستثمار في بيع الشاي، والحمد لله أنا اليوم ناجح ولدي دكاني القار مرخص من عند البلدية". ويشرح الشاب أن في تحضير الشاي طقوسا معينة، إذ يلزمه على الأقل 45 دقيقة حتى يكون جاهزا، موضحا أن أهل ورقلة ذواقون للشاي، لذلك لا بد أن يتم تحضير المشروب جيدا ليعجبهم: "كثيرا ما نسمع بعض الانتقادات من الزبائن وأحيانا نسمع إطراءات أيضا، وهذا في حال كان ذوق الشاي جيدا أو العكس، وأنا كبائع شاي أبدأ يومي باكرا حتى أتفرغ لتحضير الشاي جيدا وأكون على موعد مع الطلبات الأولى لمختلف العمال والمواطنين وزوار السوق"، يقول إبراهيم ناصحا أقرانه من شباب ولايته وغيرهم، بالاستثمار في أفكار بسيطة كبيع الشاي لتحقيق نجاح مهني "فالعمل موجود لمن يبحث عنه.. اللقمة النظيفة صعبة صحيح، ولكنها حلال".وليس فقط الشباب من استثمر في بيع الشاي، بل هناك من الكهول من يعمل أيضا في هذه المهنة لكسب قوت يومه، ومنهم كهل من منطقة الطيبات وجد لنفسه مكانا مستقرا أمام الحي الإداري بعاصمة الولاية، قال إنه يبيع الشاي لقلة عروض العمل، ولكن لم يعتبر هذا معيقا له حتى يمد يده، يقول: "آتي إلى هنا من منطقة بعيدة وأحمل معي مُعداتي، فرن صغير وعلب الشاي وأقوم بتحضير الشاي كما ينبغي في 3 أنواع، فهناك من يحب تذوقه مركزا يعني الطبخة الأولى للشاي وآخر يفضله متوسطا يعني الطبخة الثانية له، وهناك من يفضله خفيفا يعني الطبخة الثالثة، فللشاي أذواق".ويعرض هذا البائع، إلى جانب الشاي، حبات بيض مسلوقة وحبات جبن أبيض وخبز، ويعلق على هذا وذاك بقوله: "الكثير من الموظفين والعاملين يخرجون باكرا من منازلهم قاصدين مقرات عملهم، لذلك لا يفطرون فيجدون لدينا فطورا يعتبر قاسما مشتركا بين العديد من الورڤليين، يعني خبز بالجبن وحبات بيض وكأس شاي، وقد تجدون طاولات أخرى تبيع نفس ما أبيع هنا، فالقهوة غير محببة لأهل الصحراء بعكس الشاي الذي يعتبر أكثر من ضروري".وقد لاحظت "المساء" في ورڤلة العديد من طاولات بيع الشاي على مستوى الساحات العمومي، قرب الإدارات والأحياء الشعبية، ومنها طاولة شاب التقيناه بأحد مخارج القصر العتيق، ولما سألناه عن عمله كبائع شاي في منطقة تكاد تكون شبه خالية، قال بأن أغلب مستعملي الطريق من سائقين يتوقفون عنده لارتشاف كأس شاي، موضحا بقوله: "الشاي مرتبط بثقافتنا ولا نستطيع الاستغناء عنه، لذلك نبيعه ونجد من يقبل عليه، علما أن لديه طرق خاصة في التحضير وطقوس لا بد من اتباعها حتى يكون مشروبا صحيا وجيدا، وبذلك نربح ثقة المستهلك فيصبح هو من يبحث عنا وليس العكس".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)