الجزائر

شاب يطلب الحكم الشرعي عن شخص شديد الغضب لأتفه الأسباب وقد طلّق زوجته أثناء غضبه؟



وقع الطلاق وعليها أن تعتد في بيت زوجها وهو طلاق رجعي إن كانت التطليقة الأولى والثانية ويجوز له إرجاعها ما دامت في العدة وهي ثلاثة قروء - ثلاثة أشهر تعدها بالحيض أو الطهر-، وإن كانت حاملاً فعدّتها تنقضي بوضع حملها، أما إن لم يراجعها حتى انقضت عدّتها، فلا بد من عقد جديد وإشهاد غيرها. وينبغي على المؤمن أن لا يؤدي به غضبه إلى ارتكاب أمور ربّما ندم عليها بعد ذلك، وليسمَع إلى هذه الآيات والأحاديث تكون مربيّة وضابطة للنّفس، قال تعالى ''وسَارِعوا إلى مغفِرة من ربِّكم وجنَّة عَرضُها السّموات والأرضُ أُعِدَّت للمُتَّقين × الّذين يُنفِقون في السّرَّاء والضّرَّاء والكاظمين الغّيْظَ والعافين عن النّاس واللهُ يُحبُّ المُحسنين'' وقال أيضاً ''وأَحَلَّ اللهُ البيعَ وحرَّم الرِّبا'' آل عمران.134-133 وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أوصِني''، قال ''لا تغضب''، فردّد مراراً قال ''لا تغضب'' أخرجه البخاري. وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث سلمان بن صرد قال: ''استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونحن عنده جلوس وأحدهما سبّ صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم'' أخرجه البخاري. فقول الغاضب: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم يدفع عنه غضبه وكذا الوضوء، كما جاء في حديث عطية بن سعد، فقد روى أحمد وأبو داود عن أبي وائل الصنعاني قال: كنّا جلوساً عند عروة بن محمد، إذ دخل عليه رجل فكلّمه بكلام أغضبه، فلمّا غاب قام ثمّ عاد إلينا وقد توضأ، فقال: ''حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد السعدي وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الغضب من الشّيطان وإنّ الشّيطان خُلق من النّار وإنّما تُطفأ النّار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ''. وروى الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين عن أُبَي بن كعب أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن سرَّه أن يُشْرَف له البنيان وتُرفع له الدرجات فليعْفُ عمّن ظلمه ويعط مَن حرمه ويَصِل مَن قطعه''، وروى الإمام أحمد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتّى يُخيّره من أيّ الحور شاء''.                     والله الموفق 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)